نورونار صناعة الفكرة بين التطبيق والواقع مهدي أبراهيم أحمد [email protected] قليل منا منا يحمل فكرا يريد أن يصل به الي غايته ومايرجوه لفكرته من المرور بمراحل النمو والي أطوار الإزهار والحصااد ولكن الأفكار قد تصطدم بمعاريض الواقع فتحيل الحماس للفكرة الي تشاؤم قد بقود أصحابها الي عرصات العزوف والإنزواء وهم في ظني معذورون لأن صبر البشر المتوقع قد لايصمد أمام تعنت المتلقين لها مايقود الفكرة الي الضمور ويحيل أصحابها الي مراتب الزهدين والعازفين عن الأستمرار والمواصلة . والأفكار عندما لاتجد مراتعا خصبة لها للنمو فمن الطبيعي أنها ستفني تلقائيا سواء من حيث الطبيعة أو من مقتضيات الواقع وقليل منها من تجد حظها وتلك التي (تفلت) من تقلبت الظروف والواقع قد يكون خيرها عميما وأنتاجها وافرا يصيب به الكثيرين يتذوقون ثماره ويتفيئون ظلاله ويعيشون في كنفه وتلك غاية الفكرة التي يحملها أصحابها أن تجد حظها من النمو حتي تعم فائدتها علي الجميع بلا إستثناء . صادفني من أصحاب الفكر الكثيرون ولكنه أغلبهم لم يصمدوا أمام إستحقاقات الفكرة فبالغوا في الشكوي والتذمر من الواقع المحيط بهم بل أن صبرهم قد نفد ووصل منتهاه من السعي خلفها فأعتذروا عن مواصلة طريقهم معها وأخذوا سيرهم غافلين فمثلهم كمثل المنبت في البيداء فلا وصل مبتغاه ولا ظهرا قد أبقي..أولئك لم يعطوا الفكرة أستحقاقاها فتاهوا في مداراتها وغلب تشاؤمهم المزعوم علي ماتكتنزه الفكرة من تفاؤل أوشك أن يتملكهم وأستعجلوا في قطف الثمار ولكنهم في النهاية تملكهم اليأس ونفد الصبر وضاعت الرغبة الحقيقة في الوصول الي الغاية . أعتقد أن الفكرة طريقها جحيم في واقعنا في ظل وجود تيارات كثر ومذاهب شتي وأعراق وأجناس وملل ونحل عدة قد تستنفد العمر جله في التأليف بين قلوبهم وقد تنفق الكثير في إستملتهم والرغبة في إقناعهم ولكن يضيع العمر سدي ويذهب الأنفاق هباء أمامهم ولكن التوفيق في ذلك قطعا (ربانيا) خالصا وحتي الرسالة النبوية التي تهيأت لها الأسباب ماكانت لتصل لغايتها لولا تلك المشئية والإعانة الربانية (لو أنفقت مافي الأرض جميعا ماألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم) وتلك الرسالة أعترتها العقبات وبذل فيها الغالي والنفيس لم يكن طريقها سهلا كسته الأزهار من جانبيه ولكنها كانت سلسلة جهاد ومجاهدات وتضحية وعذاب كلهم نظروا الي الغاية لبعيدة فستعذبت نفوسهم ماتجد في لحظتها من عذاب طمعا في لذة تعقبه الي إيمن وجنه عرضها السماوات . وحمل الناس علي فكرة معينة قد يكون فيه التعنت والمشقة والنفس قد جبلت علي مجابهة كل ماهو جديد في حياتها وقد تصل بالنفس في ماتكنه للجديد والوافد من العداء الي رفع راية الحرب ودق طبولها لأن المجال قد ضاق عليهم وقد لاتستريح تلك النفس الا بالقضاء عليه وقبره رأينا تلك النمازج واضحة عند ظهور كل محاولات فكر جديد وواهم من يظن أن الفكرة ستجد الترحيب اللازم وأنما ستجد كل وسائل البغض والإستعداء وعلي رواد الفكر أن يستعدوا لأسوأ الخيارات بداية من مراحل الرفض والي آخر محاولات إثارة الكراهية ومحاولة القضاء عليه بشتي الوسائل والسبل . وحتي ماينقله لنا التاريخ الماثل وماتحتويه الأزمان من أفكار وصلت مبتغاها كلها تحدث عن مجاهدات أصحاب الأفكار ..ليس سهلا أن تطرح فكرا جديدا يغطي علي ماالفه الناس في حياتهم وواقعهم من الصعب التنبؤ بالنتائج في كل مجتمع لكن الأجماع ينصب علي محاربة ذلك التغيير بشتي السبل ..قد تتنوع وسائل المحاربة طبقا لكل عصر ومجتمع ولكن الأراء تتوحد وتتفق في رفض التغيرات .وعزيمة أصحاب الأفكار الجديدة قد تصمد في النهاية بناء علي الصدق الملموس للفكر والرغبة الأكيدة والتضحية المستميتة التي لاتتنتظر التغيير الفوري بين اليوم والليلة وأنما هي مسيرة قد تتعدي أجيال الصانعين للفكرة لتتحقق وعدا صادقا في أجيال لاحقة . قلت لمن ينشد فكرا يبتغي به الحوار والإجتماع - وقد أرهقته العصبيات وأهلكت صبره التمايز والتشيع للأشخاص- لاتعتقد أن ثمار الفكرة يقطف قبل أوانه بل للفكرة في عموم الأزمان مراحلها التي لكل منها أطوارها وفتراتها قد يجدي القفز فوق فتراتها ولكن ذلك يحتاج منك لعزم وجلد وتفاؤل بالوصول للغاية والا حل التشاؤم وساد الأحباط ونفد الصبر و عز جهد قلبك عن الإستمرار وأطلقت ساقيك للهروب ،قال لي بأن الواقع قد إختلف عماكان قبلا ودخول الناس مراحل العصبيات والحزبيات والتشيع قد يرهق العزائم من أن تمضي بفكرتها ولكنا أحتملنا ذلك وصبرنا حتي سقط منا أخيرا في الطريق فأفتقدناه ورجعنا الي محطتنا الأولي نشكو دهرنا ونعيب زماننا ..فقد أعيانا داؤه من أن نصل ال دؤاوه.