– القاهرة [email protected] اقليم جبال النوبة من اكثر اقاليم السودان التى تعرضت للغزوات الغربية والعربية سوء ان كانت غزوات اقتصادية او ثقافية كما هو معروف العهد التركي التى اتجهت نحو هذا الاقليم باسبابه النهبية المعروفة ومع تقاطعات طلائع الثورة المهدية التى شاركت فيها كل السودانيين من منظور وطنى وليس دينى رغم ان الثورة المهدية كانت تحمل فى تصوراتها البعدين ( الدينى والوطنى) ورغم اسهامات رجال الهامش ( من المسيرية والنوبة ) فى انجاح الثورة ودحر الاتراك وقيام الدولة المهدية الدينية ) التى اسست لأسواق النخاسة ضمن محطات ذاكرة الرق فى حوش المهدى ، ومن هنا بدا ميلاد صراع المركز والهامش من خلال مصطلحات وادبيات ومسميات اطلقت ( اولاد الغرب وقبائل الاشراف من الشمال ) ) ومع نهاية التاريخ لدولة المهدية و بزوغ العهد الانجليزى عام 1898 الذى قدم خدمة انسانية بمنع تجارة الرقيق من خلال قانون المناطق المقفولة عام 1922م ، وقبل الاستقلال ابان فترة تطور الحركة الوطنية السودانية ( الاتحاد السودانى وثورة اللواء الابيض ) ما حدث فى تلك الفترة ضمن مسلسل صراع المركز والهامش المبنى على مفاهيم التعالى العرقى والكراهية المدمرة لتطور عمليات الانصهار الوطنى وهذا ظهر من خلال خلافات قادة الحركة الوطنية الذين انقسموا على انفسهم واطلقوا عدد من الالفاظ التى عبرت عن العنصرية العرقية التى جاءت فى شكل الفاظ ( عبيد الخندق والشعب العربى الكريم ) التى قضت على تشكيل الهوية الوطنية السودانية بسبب تقدم الثوابت العرقية والدينية على الوطنية ، ما زالت هذه الممارسات مستمرة ولكن التطور والتحول الجديد فى الامر ان المركز استطاع ان يحترق منظومة المركز الاجتماعى كقوى بشرية من خلال اوتار الدين والعرق وخلق الفتنة الكبرى فيما بين مكونات اقليم الهامش واصبح له وكلاء من الخبراء العسكريين والسياسين والاكاديمين اساتذة الجامعات وهم ابناء الهامش المدافعيين عن مصالح المركز واصبحوا هم رهينة لدى المركز مقابل المرتب الشهرى لزوم الخدمة لصالح المركز الذى وظف كل موارد الأقاليم لثلاثة اهداف رئيسية : ( 1 ) بناء مليشيات عسكرية واستيراد اسلحة كيماوية لمهام قتل من يعترض على نهب ثروات اقاليم الهامش ( 2 ) بناء قصور لقادة المركز داخل وخارج السودان ( عسكريين ومدنيين ) وتوظيف ابناء الهامش لخدمة وحراسة هذه القصور التى بداخلها تتم الخطط الاستراتيجية لاشعال حروب الابادة وتشريد اسر الهامش ( 3 ) توظيف عائدات هذه الموارد لتاسيس شركات تجارية فى الدول الصديقة لهم لتامين مستقبل أبناءهم الهدف الاستراتيجى لفكرة اعادة تقسيم الولاية : من الافضل ان نتحدث عن الراهن الجديد فى ولاية جنوب كردفان التى تعتبر اكبر منطقة عمليات على مستوى السودان اليوم حيث تدفقت على اراضيها جميع انواع الاسلحة الثقيلة المسموحه والمحظورة دوليا ومع حضور كامل السلاح الجوى الحربى الذى اول مرة تستخدم فى الحروب الاهلية فى السودان، وكل ذلك خوفا من تجمع الحركات التحررية المسلحة من كافة اقاليم السودان بهدف اسقاط نظام البشير وذلك بمبادرة من الحركة الشعبية قطاع الشمال الذى يطالبها الموتمر الوطنى ان تسقط حسابات اسقاط النظام ضمن شروطها لقبول التفاوض معها والوصول الى اتفاق يفضى الى شراكة سياسية غير قابلة للتنفيذ ، ولذا لابد من وقفة تقيمية نستطيع القول فيها بلاشك على الصعيد العسكرى والسياسى ان الموتمر الوطنى بكل ثقل استراتجياته وامكانياته وعلاقاته الأقليمية والدولية ومجموعاته الجهادية القديمة والجديدة قد فشل فشلا باين فى عدم قدرتة على السيطرة العسكرية والادارية على اقليم جبال النوبة ، واخيرا عاد الى اخر مخزونة الاستراتيجى المعروفة النتائج باحداث فتنة تقود الى حرب اهلية داخلية ولائية فيما بين مكونات هذه الولاية التى تعتبر ( السويبة) الوحيدة التى بها ما يعول ( اسرة المركز ) ولذلك جاء قرار العودة الجبرية لولاية غرب كردفان لأسباب امنية واقتصادية ومع ادخال بعض المناطق لم تكن فى السابق موجودة فى خارطة هذه الولاية والهدف من وراء ضم بعض مناطق او اراضى النوبة هو المفتاح الحقيقى الذى يعلمه الموتمر الوطنى يمكن ان يفتح به باب الفتنة الذى يدخل من خلاله تاثيرات البعد الأثنى لاعلان الدعوة الجهرية للحرب بين مكونات الولاية وبهذا قد تتحقق امنيات الموتمر الوطنى ويقوم باعلان انحيازة لاحد الاثنيات ليس لدفاع عنهم انما لدفاع عن الثروات المعدانية والبترولية الداعمة لشراكات الموتمر الوطنى عبر قارات الاقتصاد العالمى التى تضمن تمويل المليشيات والصيانة السنوية لقصورهم التى تضمن سلامة مستقبل أسرهم الصحية والتعليمية والامنية مقابل ( دمار ديار الهامش ) الذى يمثل السافنا الغنية والمغذى الرئيسى لروافد شريان حياة انسان المركز ( الموتمر الوطنى ) ، السؤال هل قادة وجماهير مكونات الولاية واعيين باهداف الموتمر الوطنى الذى يمثل العدو الاول والاخير والمهدد الرئيسى لوحدتنا وتنمية اقليمنا ؟ وان كل المؤاشرات على صفحة صراع المركز والهامش خلال 57 عام مابعد الاستقلال تشير الى تنامى الواعى المعرفى بطبيعة الصراع وتحديدا مسالة استغلال المركز لموارد اقاليم الهامش لأبادة انسان الهامش واستقطاب الانتهازيين لتنفيذ مخخطات المركز تجاة مكونات الولاية ولذلك ليس هناك انسان فى الهامش غير مدرك لتفاصيل حقيقة الصراع، لان كل الذى يقوم به المركز من تجيش واعلان جهاد لحروب دينية وتارة الدفاع عن العروبة ولكن الهدف الاستراتيجى ( موارد الولاية هو سبب الحرب ) ، وعبر تاريخ علاقات التعايش بين مكونات الولاية الاثنية قبل وبعد الاستقلال لم نشهد اى اشكاليات صدام قبلى بينهم إلا مابعد السبعينات التى بدات فجرها فى الديمقراطية الثالثه( 1985م ) المرتبطة بتداعيات قرار المجلس الأنتقالى العسكرى بتسليح القبائل على اساس اثنى كبداية ساهمت فيها حكام المركز بشكل مباشر على فتنة السكان الامنيين والعايشين فى امن وسلام وملتزمين باعطاء اصواتهم لفوز قادة المركز بمقابل انتماء الفرد والجماعة الاثنية للحزب الفلانى العقائدى فى حدود توظيف ابنهم فى الخدمة المدنية ( افندى )، هذه الوضعية من التصورات الحزبية العقائدى التى وضعت حجر اساس الفتنة ونفذه الموتمر الوطنى و كرست مفاهيم وثقافة غريبة متنامية في عقول الاجيال الجديدة التي تم استقطابها وتوظيفها لتنفيذ مشاريع امنية تضر بمصالحة انسان الهامش ، ولذلك الصراع القادم هو صراع لمواجهة وكلاء المركز من ابناء الهامش المستفيدين مقابل قتل وتشريد اهلهم وتبدا هذا باستهداف كل من يقف ضد اجماع اهله فى اى قرية من قرى جنوب كردفان سوء ان كان من الإثنيات العربية واو النوبية الغير ملتزمة بقضايا التحرير من استعمار المركز يجب محاربتة فى ظل الحرب القائمة او ما بعده لان هؤلاء هم سبب بلاوى اهلهم ، ولذلك هذا الواعى الشعبى يسير نحو الالتزام الصادقة لمساندة كل القوى الوطنية المدنية والعسكرية الهادفة فى الولاية الى تحرير الهامش من استغلال المركز لموارد الاقليم لاهداف لم تخدم الوطن والمواطن.