انتهي مهرجان تعلية خزان الروصيرص باحتفالاته ومأكولاته وعرباته وطياراته ، ولابد أن الموازنة العامة بسبب ما جري ترقد الآن في العناية المكثفة وفي ظاهر الأمر فإن التعلية سترفع إنتاج الكهرباء من محطة التوليد بنسبة 50% يعني من 1200 ميغاواط غلي 1800 . وفي الظاهر أيضاً أن التعلية ( أو قل التحلية ) ستروي 1.5 مليون فدان زراعي إضافي وفي الظاهر أيضاً ان حجم المياه وراء الخزان سيرتفع من 1.6 مليار متر مكعب إلي 6 مليار والثروة السمكية من 1600 طن إلي 4 الف طن ( بخلاف الفسيخ والصير ) وغير خاف أن المئات من المواطنين قد تم تهجيرهم من ضواحي السد إلي مناطق أخري أقل أهمية . ولكن التعلية التي بلغ حجم ترابها 17.5 مليون متر مكعب وحجم خراسانتها 160 ألف متر مكعب ، لم تجلب هذه المواد من أرخبيل المريخ أو صخور القمر ، بل من أراضي السودان الشاسعة الجرداء والحال هكذا هل كان الأمر يتطلب هذا التمويل ( الخرافي ) من صناديق مالية وبنوك إسلامية !! ولو قال أي زول في أي جريدة أجردوا حساب التعلية وانشروه علي الناس فهو طابور خامس يقلل من إنجازات الإنقاذ . ومن البديهي أن مؤسسات التمويل لا تعطي الصدقات ولا الهبات ، فما هو المثير والخطير في خزان الروصيرص الذي يجعل أصحاب الكوفيات والعقالات يحررون الشيكات والكمبيالات للتعلية والتي هي في شكل تحلية . و لايدري كائن من كان حجم القروش التي (انبهلت ) علي الخزان ، هل هي 350 مليون دولار ام 400 مليون ام 500 مليون ، ولكن الظاهر ان الصندوق الكويتي وصندوق أبوظبي والصندوق السعودي وبنك التنمية بجدة كانوا ( أبطالاً ) في فيلم خزان في آخر الزمان . ومن نافلة القول أن اتفاقيات كثيرة تحت الطاولة قد وقعت مع هؤلاء لضمان استرداد اموالهم وأرباحهم وبحسب ما جري لمشروع الجزيرة فإن الأراضي الجديدة التي سترويها التعلية ربما كانت جزءاً لا يتجزأ من ضمانات الحكومة لأصحاب الأموال وربما دخلت الكهرباء في هذه الأجندة ، وتم تسعيرها بالريال السعودي لفائدة الدائنين . ولا ننسي السمك الذي سيباع في الروصيرص وسنار بالدرهم الإماراتي أو الدينار الكويتي لتسهيل أمر سداد القروض . مبروك لأصحاب الفلل والقصور المزيد من النجف الإيراني ولمبات الزينة التي ستتلألأ بكهرباء الروصيرص ولا عزاء لبنات الحويرص ومبروك للميزانية العامة المزيد من أعباء الديون التي قصمت ظهر الاقتصاد السوداني ونشاطركم الأحزان يا أهالي الروصيرص فقد نقلوكم من شاطئ النيل الخصيب ، إلي حيث العقارب والدبيب وبيوت لا مكان فيها للمشلعيب الميدان