المبدعين في ذاك الزمان الجميل (وجوه وقصص ) " تحت ظلال الموهبة " مما لا شك فيه بأن الاستعداد الفطري لموهبة ما يتم صقلها عن طريق السماع المتواصل لشتى ضروب الفنون .. وكذلك صقلها عن طريق الدراسة الأكاديمية من معاهد الموسيقي والفنون ... فقد كان لنا شغف في تطوير هذه الموهبة .. فقد تولدت وفضحت نفسها في أكثر من مرة للتعبير عما بداخلى من إبداعات فنية وثقافية ... وكنت متابع ومستمع جيد لكافة البرامج والسهرات الإذاعية والتلفزيونية تصور كنت أتابع برنامج التلفزيون من الصباح الباكر في حوالي الساعة العاشرة صباحاً من بداية الإرسال التلفزيوني وحتى نهاية الارسال في منتصف الليل وكنت أسعد كثيراً حينما يتم نقل كافة الفعاليات لمهرجانات الثقافة الأول والثاني وأعتقد الثالث وكان الأخير فقد تم تقديم العديد من المواهب بدأ الأمين عبد الغفار (نادي السجانة ) وعثمان الأطرش وحيدر حيدربي (رحمه الله ) ثم ظهور النور الجيلاني وخوجلي عثمان وحنان السجانة والفاتح قيمحه و فتحي حسين العزيزة وبقية العقد الفريد .. وكذلك متابعة حلقات كتاب الفن للمرحوم مدير الإذاعة محمود أبو العزائم وحلقاته مع أبو داؤود .... ( آه من الموت .. كم غيب أجمل الناس " وبرامج (سحاره الكاشف) وكذلك حلقات " قوافل الزمان " حسن عبد الوهاب وكذلك برنامج ( صور شعبية ) الطيب محمد الطيب .. وكثير من المدارس الإعلامية في ذاك الزمان الجميل .. ومتابعة " محطة التلفزيون الأهلية " الكوميدية من فناني ذاك الزمان الجميل منهم على سبيل المثال لا الحصر فرقة الأصدقاء المسرحية محمد نعيم سعد وجمال حسن سعيد وكذلك المبدع الرائع خالد الصديق وبقية العقد الفريد .. وكذلك الممثل المبدع حسن عبد المجيد و الممثل المسرحي والشاعر الفنان هاشم صديق مسلسله التلفزيوني ( الواطاويط .. ونبته حبيبتي وقطار الهم وغيرها في الأعمال التي كان لها وقفات في ذاك الزمان الجميل ) والمبدع الفنان مكي سنادة في مسرحية ( خطوبة سهير) وطبعاً الفنان المبدع الفاضل سعيد في مسرحية( أكل عيش ) وكذلك خالد أبو الروؤس صاحب (مسرحية ود دكين ) وغيرها من الشخصيات الفذة في ذاك الزمان الجميل .. فهذه الكوكبة الفريدة التي قدمت للفن السوداني الكثير دون انتظار لرد الجميل تعلمنا منها الكثير والمفيد .. فكانت كلها مدارس مفتوحة تهب الدرس لمن له استعداد فطري وموهبة متفردة .. فهذه الأساطير الثقافية والفنية قد تكون أسماء انطوت سيرتها وأفلت .. فشباب اليوم لا يعرفون عن هؤلاء إلا النذر اليسير من تضحياتهم في سبيل النهوض بالفن السوداني الأصيل ..!!! فحق لجيل الشباب الاستفادة من هذه التجارب الفنية لخلق جيل واعي في هذا الزمان الذي قل فيه الإبداع والمبدعين .. فهل من يحمل الراية ويسير على خطى هؤلاء ..!!! سليمان عبد الله حمد الرياض [email protected]