يجب علي كل سوداني له ذرة خِيره علي هذا الوطن أن يسأل نفسه مرات ومرات هذا السؤال لأننا لا يمكن أن نسير من دون أن نعرف وجهتنا كالذي أستهوته الشياطين حيران يتخبط يميناً وشمالاً بدون جدوي. يصعب جداً في وضع مائج مثل الوضع السواني التنبؤ بمآلات الأمور ووضع النقاط علي الحروف أو الإجابة علي هذا السؤال بدقة متناهية 100% مهما بلغ الإنسان مبلغاً من العلم والتجربة وذلك لضبابية الجو السياسي وعدم إمكانية الرؤية لتتبع مسار معين سواءً كان ذلك المسار يؤدي إلي المخرج من الأزمات أو مزيداً من الإنشطارات في جغرافية دولة السوان الحالية والإحتمال الأخير هو الأقرب بناءً علي المعطيات المتوفرة حالياً علي الأرض. حتي لا نطلق الكلام علي عواهنة نسوق بعض الإشارات التي تؤيد ما ذهبنا إليه. السوان بخارطته الحالية هو نتاج إتفاقية نفاشا للعام 2005م والذي تم توقيعه بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني الحزبان الحاكمان لدولتي السودان الجنوبي والشمالي والناظر للإتفاقية يري مجموعة من المحفزات للجنوبين لأن يكون الوحدة هي الجاذبة ولكن نتيجة الإستفتاء بيّن بجلاء إستحالة أن يعيش الشمال والجنوب شطري هذا الوطن في دولة واحدة وذلك لأن نتائج الإستفتاء في بعض المناطق زاد عن 90% رفضاً للتعايش مع الشمال علاوة علي ذلك هنالك عدد مُقدر من أبناء الشمال (جبال النوبة والنيل الأزرق) ساندوا وحاربوا مع الجيش الشعبي لتحرير السودان من أجل مشروع السودان الجديد وحتي هذا اللحظة وبعد إنفصال الجنوب بدولته يحملون ذلك الأسم القديم وعزّ عليهم فك الإرتباط به - هذه واحدة. أما الثانية هي معضلة دارفور والذي بلغ من الكِبَر عتيَا عشر سنين عجاف مر ليس علي دارفور فقط بل علي السودان كله بدون حل وبدون غلبة واضحة لطرف علي الأخر الأمر الذي يرشح إستمراية الحرب لعشرة سنين قادمة أو أكثر. والثالثة هي وثيقة الفجر الجديد. من مرتكزات هذه الوثيقة رفض الحوار مع الحكومة القائمة وإزالتها من الساحة السياسية السوانية وذلك بالمقاومة المدنية والمسلحة والجميع يعلم كيف أن الحزب الحاكم متشبث بالحكم وتعمقت جزور شجرته يصعب إقتلاعه لا بمعاول إمركية ولا بحركات تحررية والكل يعرف قولتهم الزرعنا قلي يجئ يقلعنا وهم يعلمون جيداً معني هذه الكلمة والشعب السوداني كأصحاب الكهف نيام ليس حباً في هذه الحكومة ولكن خوفاً من المجهول. والرابعة هي رفض حكومة السوان مبدأ الحوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال قبل فك إرتباطها بدولة الجنوب أو بالأحري الجيش الشعبي لتحرير السودان الحزب الحاكم لجنوب السودن. وفي حال جمع النقاط الأربع أعلاها نجد أن القاسم المشترك بين هذه النقاط هو تعطيل عملية الحوار وعدم التواصل بين الفرقاء ولهذا الأمر نتائج يعلمها من علم وغفل عنها من غفل فمن النتائج:- 1- إطالة عمد الحرب وهذا وحده يعني الكثير. 2- الفجور في الخصومة بين الفرقاء. 3- التدخل الدولي بشأن إصلاح الأوضاع الإنسانية بسبب إفرازات الحرب ونحن نعلم ماذا يعني حقوق الإنسان للأمم المتحدة والعالم الغربي. 4- تطلع الشعب للتغييّر ولو للأسوأ ومازال هتافات الشعب السواني أبان حكم الصادق المهدي الديمغراطية المغتصبة (العذاب ولا الأحزاب) صداها يتردد حتي الآن. 5- وإخيراً تبني قضية إنفصال الوحدات لعدم الموائمة أو التناغم وإستحالة التعايش السلمي فبيما بينها وسوف يكون هذه هي النتيجة الحتمة إذا ظل الكل جامداً بدون تدحرج في المواقف التفاوضية والسياسية وعندها سوف نبكي علي اللبن المسكوب بدون جدوي ومن قبل قلنا (No separation for one Nation) لمجرد إقتراح الإنفصال للجنوب والآن أصبح واقعاً دولة ذات سيادة هلا عدتنا إلي رشدنا وتركنا المواقف المتشددة وإدرنا حواراً هادياً هادفاً يلم شمل الوطن ولا يفرق. وإغلاق باب الحوار مع المخالفين في الرأي والسياسة وحتي في العقيدة يعتبر تكبراً وإزدراء علي الخلق. من أصوب منهجاً من الرسول صلي الله عليه وسلم والذين أتبعوه؟ لا حد. مع ذلك الرب عز وجل يعلمهم بألا يوصدوا باب الحوار مع الخصوم ومن هم خصومهم هم مشركو قريش والجميع علي علم بضلالهم ولكن حتي لا تُغلق باب الحوار والتواصل لأنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء يقول الله تعالي (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) وهذه الجملة تضمنت الإنصاف واللطف في الدعوى إلى الله. وعدم صد باب الحوار من أول وهله عسي ولعل البعض يتبيّن الصواب ويصوب إلي رشده. الأستاذ / عز الدين آدم النور E-mail. [email protected]