خبرين مُهمين جديرين بالتعقيب و المناقشة . الخبر الأول مفاده أن وزير الدفاع صرح بأن السودان أصبح من الدول المُصنعة للأسلحة الدفاعية بمشاركته في معرض الأسلحة الدفاعية بأبوظبي . و الخبر الثاني مفاده أن مدير إدارة وقاية النباتات بوزارة الزراعة صرح للصحف أن أسباب هجوم الجراد الصحراوي على الولاية الشمالية يرجع إلى ضعف أعمال المكافحة في مصر ! . فلنبدأ بمناقشة الخبر الثاني – معلوم أن السودان بلد زراعي يمتلك أراضي خصبة واسعة و مسطحة في معظمها يسهل ريها ومعلوم أن به وزارة بكامل شحمها و لحمها مُختصة بشأن الزراعة و إن غضينا النظر عن السياسات الزراعية التي أدخلت البلاد في عنق الزجاجة و من تلك السياسات على سبيل المثال قضية مشروع الجزيرة كان على وزارة الزراعة أن تعمل بالمثل الشعبي ( الجفلن خلهن أقرع الواقفات ) ومعلوم للجميع أننا في هذه الأيام نعيش في فصل الشتاء الذي تُزرع فيه محاصيل شتوية مُهمة منها الفول المصري و الفاصوليا و القمح و ضمن فصل الشتاء فنحن الآن في شهر أُمشير المعروف وسط جماهير المزارعين بمقولة ( أمشير القصير يحصل الطويل ) أي تتساوى فيه سيقان المحاصيل المزروعة في إشارة إلى قُرب موعد الحصاد و معروف أن وزارة الزراعة تضم إدارة منفصلة مختصة بوقاية النباتات ولها صلاتها و علاقاتها مع منظمة الزراعة و الاغذية العالمية ( الفاو ) وبدلاَ من أن يصرح مديرها خضر جبريل لسونا في يوم 24|2|2013 م بأن منظمة القاو بروما و مكتبها الإقليمي لهيئة مكافحة الجراد بمصر لم يقدموا أي دعم للمكافحة كان عليه أن يعد العدة بإعداد الكشوفات التي طلبتها منه المنظمة قبل بداية الموسم الزراعي لا أن يقدم العذر الأقبح من الذنب بتصريحه للصحف أن أسباب هجوم الجراد على الولاية الشمالية يرجع إلى ضعف أعمال المكافحة في مصر . ألم تعلم إدارة وقاية النباتات بعد أن وصلها نبأ تحرك أسراب الجراد الصحراوي من ولاية البحر الأحمر إلى الولاية الشمالية الم تعلم أن الجراد الصحراوي من خواصه أنه يستطيع السفر لمسافات طويلة و يتناسل بكثرة حيث تضع الاُنثى ما بين 95 إلى 158 بيضة لثلاث مرات على الأقل خلال دورة حياتها التي تتراوح ما بين شهرين و نصف إلى خمسة شهور . ألم تعلم تلك الإدارة أن الجراد الصحراوي يتوالد في ثلاث مناطق و هي : شرق السودان و أرتريا و الحبشة . غرب السودان و شمال إفريقيا و جزء من الصحراء الليبية . بعض وديان اليمن و المملكة العربية السعودية . لماذا لم تهتم إدارة وقاية النباتات بالتنسيق مع أرتريا و اثيوبيا لمكافحة الجراد في مواقع توالده بدلاَ من التباطؤ خاصة و أننا على مشارف نهاية الموسم الشتوي و بداية موسم البلح حيث يتم تخصيبه في شهر أمشير. ألم تعلم إدارة الوقاية أن الجراد يلتهم في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 10 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم . إن ولايتي الشمالية و نهر النيل تقعان في الصحراء الكبرى و المساحات المزروعة فيها محدودة و محصورة على شريط النيل إذاَ كم عدد الأيام التي حلت فيها أسراب الجراد أشعباَ اكولاَ و كم طن تبقى من النباتات الخضراء ؟ . و كم حجم الأزمة المتوقعة التي ستزيد الطين بلة لشعب السودان ؟ . هذه الأسئلة تقودنا للخبر الأول و نقول بشأنه للسيد وزير الدفاع هل نحن بحاجة لصناعة الأسلحة التي تفتك بالبشر أم نحتاج لصناعة مُبيد الميتاريزيم الذي حقق نجاحاَ في المكافحة الفعالة للجراد و صناعة فطر ميتارهيزيوم الذي من مميزاته الإنتقال من حشرة لأُخرى سريعاَ و لا يؤذي النباتات و الحيوانات و الحشرات الأُخرى غير الجراد . أليس كان الأفضل خصم ال 7.7 مليار جنيه المُخصصة للأمن و القطاع السيادي في موازنة العام 2013 م إلى أقل من ذلك و تخصيص الجزء المخصوم للزراعة و وقايتها بدلاَ من أن يكون نصيبها صفراَ . أخيراَ ما هي إستعدادات وزارة الزراعة لحماية ما تبقى من الزرع في مناطق السودان الأُخرى ؟ الميدان