لم يكن خيراً أن يُعلن الحاج ( ساطور ) عن فقاعته الفارغة بأن البشير هو مرشح المؤتمر الوطني لإنتخابات 2015 م .. والحمد لله أن خاب فأل الرجل فلم يجد الخبر أهمية أو صدى لدى المحللين فمرّ الخبر ميتاً يمشي في جنازة ( ميتة ) فالبشير أصبح من الكروت المحروقة في لعبة السياسة فالرجل ليس لديه برنامج جديد أو نهضوي أو شيئاً ذا قيمة وقد أُستهلك تماماً رقصاً ورخصاً وبهتت ورقة إسمها المشروع الحضاري بتصرفات الرئيس ودائرته .. الرئيس في نظر أهل السودان ( صنم بني حنيفة ) تعب عليه بنو حنيفة كثيراً وجهدوا أنفسهم الليالي لصناعته من تمر وعسل وسمن ليكون الإله الذي يشتهون عبادته ولكنهم حينما قحطوا وجاعوا في إحدى السنين المُمحلة أكلوه .. وصدق الشاعر إذ قال فيهم : أكلت حنيفة ربّها ... زمن التقحم والمجاعة ولم يذكر أحدهم ساعة القحط والجوع أن لإلهه حسنات عليه أو فزعات .. فحتى المُشرك عرف بالفطرة أن صنمه ذاك لا نفع منه حين اشتدت ساعة الحاجة ويعرف أن إلهه لن يجلب له سمناً ولا عسلاً فبادر لأكله بفطرته ولم يبوخ أحدهم الآخر على فعله .. كذلك السيد الرئيس فقد إنتهى دوره عند نهاية هذه الدورة الإنتخابية ( المزورة ) والتي لم يحقق فيها شيئاً يُذكر .. فخير لساطور وسواطيره أن يبعدوا رئيسهم عن الساحة فهو إن لم يأكله أهله أكله الغاضبون الذي تأذوا منه يوم أن خرق بسوء تصرفه حُرمة العدالة وأحرق القرى وشرد العباد ولم يكن دُعاته ناصحون ولم يكن أصفياؤه أساة كلوم ولا منائر علوم .. فانتهى عهده من حيث بدأ سؤال عريض ؟؟ لا جواب عليه .. إلى أين أوصل رئيسك البلاد والعباد ؟؟ ولم يكن مثل بني حنيفة أصدق في حال رئيسك من قول آخر : أربٌ يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب فقد أذلّ أوكامبو رئيسنا كثيراً .. وأذلت دول الخليج رئيسنا كذلك فكثيرٌ من ملوك وأمراء الخليج لم يشرفوا خرطوم الوطني ولو بزيارة واحدة .. ولم تغب مصر عن المشهد أيضاً .. فاحتلت حلايب وشلاتين وما زلنا كشعب ندفع أثمان ذلك الإذلال .. أثيوبيا رأت ضعف الرئيس فآثرت هي الأخرى الفعل نفسه فأخذت الفشقة ( على عينك يا بشير ) ... أهل المؤتمر الوطني جُبلوا على المصالح ورضعوا من ثدي الفساد مليارات الجنيهات في عهد البشير وقد جُبلوا على الخيانة والغدر والشعب هو الشاهد على ذلك وحري بهم أن ينقضوا على ( إلههم ) وسيكونوا أول الحاضرين بسكاكينهم ولا أنسى الخاصة فربما كانوا المُبادرين لتنحي سيدهم والإرهاصات كثيرة وكبيرة حول ذلك وكلوا أكل طالما كانت المُحصلة نهاية ( الإله ) ا.. ربما قصد الحاج آدم تكتيكات يدركها هو وبعض الدهاقنة من الناغمين على تولي النائب الأول للرئاسة بعد الإنتخابات ولكن ما لم يحسب حسابه الحاج ( ساطور ) أن قبلية الوطني ( عنصرية ) لدرجة الكراهية للآخر ( ......... ) ولن يكون من السهل أن يكون الحاج آدم هو المرشح الرئيس حين يتنازل الرئيس ربما في لحظاته الأخيرة .. فنفوذ القبيلة واضح وصوته فاضح وقد أساء هذا الصوت العنصري كثيراً للإنقاذ وأوصلوا على إثره البلاد للنهايات أو قريباً من ذلك .. الجهد المبذول في الفساد في عهد البشير كبير وخطير وكلما وطئت قدماك موطئاً ولا هبطت وادياً إلا ووجدت أن حال البلاد يتغير يوماً بعد آخر للأسوأ والسبب الفساد .. ولا أظن أحداً سيُصدق أن رئيسك سيدخل الإنتخابات بشعار محاربة الفساد لأن الأمر أخذ بتلابيب رئيسك ف بيته وخاصته وأخوانه أصبحت سيرة فسادهم وأنانيتهم على كل لسان وما كافوري إلا دليلاً واضحاً وخبراً لا ينتطح عليه عنزان .. لن يُصدق الحاج ساطور وأمثاله ( ظاهراً ) حرفاً مما نقوله ولكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن السودان يحتاج لرجلٍ يضع بذور المبادئ العادلة لإنسانية محمد أحمد وحريته في التعبير والمساواة بين الجميع وأن يكون سلطان القانون على رقاب الجميع .. حينها سيعود كل شبر من أرض بلادي إلى حاله الأول ومآله الراسخ وأصله المسلوب .. محاربة الفاسدين اللصوص وإرجاع ما غنموه هو مطلب كل عفيف شريف ولا نحتاج لمعجزة موسى في ذلك فرجل من عامة المسلمين وقد ظفر بتاج كسرى وهو ثروة لم يحلم بها سوي الملوك .. فيحمله حتى يطرحه في غنائم المسلمين ثم يعود دون أن يُعلن عن نفسه .. المؤتمر الوطني يعرف أين الحل والعقد وحاله كحال طبيب إنتهى إلى مريض وهو مُتردد بين دوائين موضوعين بين يديه .. فقال لمريضه : أما هذا فلا تتناوله فإنه أهلك للحيوان وأنت قادر على معرفته بأن تطعمه هذا ( السنور ) فيموت من فوره قيظهر لك ما قلته لك عن ضرره وعدم فائدته .. وأما الآخر ففيه شفاؤك وأنت قادر على معرفته بالتجربة وهو أن تشربه وتشفى ... اللهم قد بلغت اللهم إنا نرفع الأكف أن ترفع عن كاهلنا أصنام بني حنيفة فتسلط عليها من شعبنا من يأكلهم ويُريح عبادك أهل السودان من شرهم .. آمين أبو أروى - الرياض [email protected]