كثيراَ ما يتثنى للفرد منا أن يشاهد او يكون طرفاً في لحظة او مشهد من لحظات الحب وما أكثرها ، والحب فطرة او عاطفة تُولد معنا وتختلف طبيعتها وكميتها وتوجهها بِاختلافنا وبطبيعة الحال بِإختلاف قلوبنا كما هو معلوم فهناك قلب قُد من صخرٍ وهناك قلب رقيق جداً وكأنه حويصلة عصفور وحسب صُنع قلوبنا تُصبغ شخصياتنا .... في ذلك اليوم وقفت بالباب مع مئات الزائرات في لهفة وشوق ننتظر دورنا لنسلك عبره وكان قلبي ساعتها يتمتم بالصلاةِ على الحبيب وكأن عقلي طُبع بالأية التي تقول "وما أرسلنا من رسولٍ إلا ليُطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهُم جآءوُك فاستغفروا الله واستغفرَ لهُمُ الرسولُ لوجدوا الله تواباً رحيما" الآية 64 من سورة النساء.. كم ظلمنا انفسنا ؟..لا ندري وكم حملنا من خطايا وأوزار..؟ لا نعلم وحده الله أحصاها وهو الذي إن شآء تجاوز عنها.... في تلك اللحظة وقفنا بمختلف السحنات والألوان والألسن كانت هناك الأفريقيات بملابسهن ذات الالوان الزاهية يختلطن بالآسيويات وبشرتهن الصفراء وعيونهن المسحوبة كما وقفن الأوربيات والامريكيات بعيونهن الزرقاء والملونة وجنسيات أُُخرى كثر تختلف درجات إيمانهن وما وقر في صُدورهن وتقل أو تكبر نسبة تفقهِن في الدين ولكن في تلك اللحظة كانت درجة حبهن لذاك المُسجَي داخل قبره ضجيع طيبة المبعوث رحمةً للعالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم كانت درجة الحب مرتفعة جداً ...إرتفعت الهمهمات بكثيرٍ من اللغات وذُرِفت كثيرٌ من الدموع عندما فُتحت ابواب الروضة ودلفت المئات من نساء العالمين يحاولن محاولة يائسة لإسراع الخُطى ولكن التزاحم والعدد الغفير من الموجودات يعيق حركتهن ....تنبهت لتلك اللحظة التي قد لا يتثنى لي أن أشاهدها قريباً تلك اللحظة من الحب الصادق المجردالكبير والكثير ... التي لم يحكي لي عنها إنسان ولم ثم لن تُصور في أضخم الأفلام يا الله ...يا الله على هذا البهاء وهذا النضار ...لقد جئن من مختلف انحاء الأرض فيهن من قضت السنين الطوال لتجمع اموال تلك الزيارة والتي يغلُب الظن أنها لن تستطيع جمعها مرة أخرى ... إفقت من تأملاتي بانفاسي التي كادت أن تزهق بالزحام وادركت أنني لا أستطيع أن أصلي بداخل الروضة لأنني لا استطيع أن أرى سِجادها الأخضر فكيف بالصلاة داخلها فعزيت نفسي بانني قد صليت فيها بزيارة سابقة وتمنيت أن أُُصلي بداخلها في زيارة قادمة.... كان النحيب والهمهات ترتفع من حولي والزُعر من الزِحام قد أصاب بعض الحاجات ....سامح الله بنات حواء فمشاعرهن الفياضة تسببت في إقامة حاجز بين الزائرات وقبر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقبر ابو بكر الصديق وقبر عمر عليهم رِضوان الله وفكرت وانا أخرج من الروضة فيما كن سيفعلن إن كان الرسول صلوات الله عليه عائشاً وحياً ؟... مِما لا شك فيه أنهن كن سيتقاتلن...... " إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا فصلوا عليه وسلموا تسليما" الاحزاب... عسى ربنا يغسل همومنا ويرحمنا بالصلاة عليه [email protected]