دخلت علاقات السودان ودولة جنوب السودان من خلال التوقيع على اتفاق الترتيبات الامنية في الجولة الاخيرة للمفاوضات باديس ابابا. دخلت مرحلة جديدة في مسار التواصل الرسمي والشعبي بين الدولتين وكان الشعب السوداني قد تجرع كأسا مريرا بسبب الانفصال الذي حولته حكومة جنوب السودان لانفصال عدائي. ان اخطر ما يفتت عضض العلاقات بين الشعوب والبلدان والامم هو انهيار الثقة المتبادلة لأن الثقة هي الضامن وهي السياج الحامي لقطر العلاقة والثقة المتبادلة بين الشعوب والحكومات في آن واحد، وكان من ابرز عيوب اتفاقية نيفاشا انها كرست لحالة الاستقطاب الآحادي للحركة الشعبية في الجنوب وللمؤتمر الوطني في السودان الشمالي وظلت الاحزاب في الجنوب والشمال تنظر الى اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل بعين الريبة والشك وكأنها (جنينا) غير شرعي، الامر الذي رسخ من حالة الاحتقان السياسي المضاد بهذه الاتفاقية وسط الاحزاب بدرجات متفاوتة. وبرغم ان الجنوب قد انفصل واصبح دولة قائمة بذاتها منذ التاسع من يوليو عام 2011م واصبحنا امام الامر الواقع بقيام دولة بكامل السيادة السياسية والارادة السيادية والحدود الجغرافية ومهما كانت مبررات ودوافع الشعب الجنوبي في تفضيل خيار الاستقلال السيادي عن دولة السودان بموجب استحقاق تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل الموقعة بضاحية نيفاشا الكينية يوم 5/1/2005م الا ان القوة السياسية في السودان قد تعاملت مع واقع انفصال الجنوب بردة فعل مزاجية سياسية سالبة وكأنها بذلك ارادات ان تحاسب كل الشعب الجنوبي وتحمله وزر الانفصال على فرضية تحقيق مزاج روشتة الحركة الشعبية والجيش الشعبي وهو امر أسفت له انا شخصيا لأن الوجدان السياسي للقوى السياسية في السودان كان يمكن ان يلعب دورا ايجابيا ويحدث اختراقا بناء لدى مشاعر الجنوبيين بما كان يمكن ان يحدث ردة استقطابية ايجابية بمعنى القناعة التي ستترسخ للمواطن الجنوبي بأن ارادته قد وجدت التفهم والتقويم اللازم لدى المواطن في شمال السودان الذي احترم قناعة اخيه في الجنوب، وهو امر لم يحدث بأن احزابنا التقليدية والاخرى المستحدثة لا تتقن قانون اللعبة السياسية الذكية. ان الفرصة سانحة الآن لنختبر ارادتنا السياسية عبر المزاج السياسي المتطلع نحو أفق جديد من خلال حوار متبادل تقوده الاحزاب السودانية نحو رصيفاتها في جنوب السودان لتطبيع التواصل الشعبي بين شعبين كانا في الاساس شعبا واحدا منذ عهد اول تشكيل هيئة حكم وهوية سياسية للدولة ابان عهد السلطنة الزرقاء منذ خمسة قرون فمن هو الحزب الذي يبادر بقيادة الحوار الشعبي الحزبي السوداني الجنوب سوداني. ولنا عودة عادل البلالي