لكل واحد منا ساعته الإلكترونية والمادية سواء كانت تلك التي في إحدى يديه ... أو في هاتفه الخاص ... وهذه قد أغتنا تماما عن الساعات السويسرية الراقية وغيرها والفضل يعود لله تعالى ثم لعلماء الفيزياء ... وقد وفروا لنا فلوسا كثيرة بتضمين هواتفنا المحمولة ساعات لتحديد الوقت ... ومنبهات للبرامج المهمة خاصة الإستيقاظ والمواعيد المهمة ... وإن كان بعضنا مازال متعلق بالساعات السويسرية ويشترونها بأغلى الأثمان تتجاوز ( 20000 دولار ) !!!!! أما في ما يتعلق بالساعة الحيوية أو كما يحلو للبعض تسميتها بالساعة ( الجيولوجية ) فهي ساعة من طراز آخر ... وأفضل بكثير من كل تلك الساعات السويسرية الراقية ... الرخيصة منها أو الغالية ...وهي ساعة بدون فلوس ... ممنوحة من رب العالمين لكل الناس ... المسلم منهم والكافر ...للذي يعيش في الغرب أو الذي يعيش في الشرق ... في الأحياء الراقية أو المتواضعة ...وهي ساعة عجيبة ... تبرمج هرمونات الجسم ، والنبض ، وعمليات الأيض ( التمثيل الغذائي ) ، والضغط ، وحرارة الجسم ليلا ونهارا ...والقدرة على الهضم ، وإنقسام الخلايا ، وتوقيت السلوك خلال النهار ، وفوق ذلك كله توقيت النوم والإستيقاظ ...وهي ساعة لا نتحكم فيها كساعاتنا السويسرية ؛ إنما هي التي تتحكم فينا رضينا أو أبينا ... وإلا فليتحمل كل واحد منا الآثار غير الحميدة في حال مخالفتنا إلى برمجيات الساعة الحيوية هذه ... فقد أثبتت دراسة مؤخرا إلى أن عدم مراعاة برمجيات الساعة الحيوية هذه تؤدي إلى العديد من التداعيات غير المرغوبة مثل : التعب ، والتعرض للجلطات الدماغية ، والسكتات القلبية ، وآلام الرأس ( الصداعات ) وغيرها من التداعيات التي ﻻ نحبها ...وهذه الساعة الحيوية ( البيولوجية ) تستريح عند الساعة الحادية عشر ليلا ، وهي الساعة التي يزداد فيها إفراز هرمون النوم ( الميلاتونين ) بكثافة عالية منبها المرء ( والمرأة ) بالخلود إلى النوم والراحة ...لتعطي فرصة للدماغ للراحة والنقاهة ... ثم يجدد الدماغ نشاطه بعد ساعة ونصف من النوم المتواصل ليلا .. ويظل الجسم في نوم عميق 5 إلى 6 ساعات كحد أدنى للبالغين ... و 9 إلى 11 ساعة للأطفال القصر والرضع ... إن الساعة الحيوية هذه تكون في كل الثدييات : الإنسان والحيوانات ... وهي موجودة عند كل فرد في جزء من الدماغ يسمى ( النواة فوق التصالبية ) ففي خلايا هذه النواة توجد جينات مسؤولة عن هذه الساعة ( المجانية الراقية ) بحيث تقوم بتشغيلها ، وتوقيفها بروتينات حولتها الجينات إلى رموز في حلقة من التغذية الإسترجاعية في تنظيم بديع ومنضبط على مدار 24 ساعة فتبارك الله أحسن الخالقين ... ونواصل إن شاء الله تعالى .. أبو همام العريبابي [email protected]