* الكتابة مهمة رسالية، مهما كان اتجاه صاحبها وأنها رسالة تستهدف المواطنين والمسؤولين في آن واحد بحيث تعبر عن هموم المواطنين وتدفع بها إلى المسؤولين، وفي نفس الوقت توصل رسائل المسؤولين للمواطنين وقد تدافع عنها وتتصدى لها بالنقد وتقديم النصح بهدف الاصلاح. . أصبحت الكتابة في صحفنا عامة هواية محببة للصحفيين وغير الصحفيين، ولا عجب في ذلك فالكتابة الصحفية إحدى مفاتيح النجومية، ألا أن الكتابة وحدها لا تكفي لإيجاد هذه النجومية، و لابد أن تكون الكتابة لصيقة الصلة بقضايا المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم. . انتقدنا اكثر من مرة استعجال الشباب الولوج لميدان كتابة "العمود الصحفي" رغم أن هذا من حقهم ولكن قلنا إن اكتساب المعرفة وصقل الموهبة وبناء القدرات مهم لكي ينجحوا في كتابة العمود الصحفي. . ولان الصحف مفتوحة الابواب ضمن أهدافها لتعزيز حرية الرأي واتاحة الفرصة للرأي الآخر فإنها تستقبل أيضا كتابا من خارج سلك المهنة الصحفية، وبعضهم نجح وأصبح من الكتاب الاكثر مقروئية، بل انتقل بعضهم كليا الى بلاط صاحب الجلالة الصحافة. . لكن للأسف بدأت تظهر بعض الكتابات المسيئة لكتابها وللصحيفة بل وللقراء أيضا، ليس بسبب الموقف الذي يتخذه هذا الكاتب أو غيره من الكتاب، لاننا نؤمن بحرية الرأي الذي علمونا من سنة أولى صحافة أنه حر كما علمونا أن الخبر مقدس، لكننا نتحدث عن الأسلوب الذي به تكتب الكتابات المسيئة. . ظاهرة الاساءة للآخرين بصورة غير لائقة تحدث في كثير من الاحيان وسط الذين يخلعون ملابسهم الفكرية والسياسية ويسبتدلونها بملابس أخرى ، رغم أن هذا من حقهم، لكن الملابس الفكرية والسياسية "المختلفة" لا تعطي الكاتب الحق في "البصق" على تاريخه وعلى الذين كانوا يشاركونه ارتداء ملابسه الفكرية والسياسية القديمة بل وعلى نفسه في وجوه الناس أجمعين. . اصبحت هناك حاجة ماسة لبعض الذين يتصدون لقيادة الرأي العام لتعلم قيم ومبادئ واخلاقيات الاعتراف بالآخر خاصة من اولئك الذين كانوا ضمن الآخر نفسه، وتفرقت بهم سبل الحياة السياسية والمعيشية، ومراعاة حقوق القراء الأعزاء الذين لا يهمهم في شيء نشر الغسيل القذر لأية ملابس فكرية سياسية اللهم الا ما يتعلق بقضايا الفساد. . نقول هذا للذين كانوا يرتدون ذات الملابس التي ينشرون غسيلها القذر قبل أن يخلعوها ويسلكوا الطريق الإقصائي الذي حشروا انفسهم فيه. [email protected]