كخلفية لهذا المقال، أذكر القارئ اننى كنت قد تعرضت فى ملاحظات مطولة فى الاسبوع الماضى الى زعم الاستاذ مصطفى البطل الذى قال فيه أنه شيخه البروف العالم ، عبد الله على ابراهيم ، قد زكى موقفه من جريدة الانتباهة . ولا اكتم القارئ انى كنت على قناعة بأن الزعم بأن البروف لا يزكى صحيفة مكانها الطبيعى هو غرفة الاعدام . و ليس الترحيب والمآذرة من رجل عالم فى قامة البروف عبد الله على ابراهيم ، يعرف اكثر من غيره حجم الجرم الذى ارتكبته هذه الصحيفة المسطح طاقمها فى حق الوطن حين قادت جحفل الجهل و الجهلاء الذين تراصوا خلف دعوة رئيسها العنصرى لفصل الجنوب . واذكر القارئ بتفلت الاستاذ البطل بصدره المنشرح فى سب المعارضة الديمقراطية السودانية سبا كامل الدسم ، لا يبقى ولا يذر ، فى شطط يتبدى فى الطرقات حاسر الرأس ، لا يخشى لوما من لا ئم و لا نقدا من ناقد . واذكر كيف أن الرجل لم يتوان فى تحذير عشيرته الاقربين ، بنو يعرب ، عمّار مثلث حمدى النيلى ، تحذيرهم من أن يغدر بهم الاثنيون الهامشيون ،و أهل الجوار الزنوجى ، ويحاصرونهم بجيوش من المرتزقة ، و يقضون على ثقافتهم العروبية الاسلامية ، قبل ان يؤكد الرجل المندفع فى غلوائه الاستعلائى العروبى والاسلامي بأن تحقيق احلام اهل الهوامش ضد اهل المثلت النيلى دونها خرط القتاد. او كمال اراد ان يقول ! ثم ينبه الرجل أهله النيليين ان يتعظوا بما حدث لأهل يوغندا الذين نامت نواطيرهم عن ثعالبها ذات يوم ، واهملوا الحيطة والحذر، مما كان سببا لأن يقضى عليهم الهامشيون بجيش عرمرم من المرتزقة كان قد جمعه يورى موسيفينى الرئيس اليوغندى الحالى ذات فى عام 1986 و احتل به عاصمتهم الجميلة كمبالا. ( وقد فند كاتب هذه السطور ذلك الزعم الخاطئ الحنبريت ). ولاننى لم أقرأ مقال البروف الذى اجتزأ منه صديقى الاستاذ البطل كلمات قليلة وحملها من المعانى ما لا تحمل ، وجعلها تصب فى قالب يمجد الانتباهة والمدافعين عنها من امثال صديقى البطل ، فقد اعتبرت موقف الاستاذ البطل وشيخه محنة اخرى من المحن التى ما زالت النخب العربية تفاجئنا بها من وقت لآخر . لم تعجبنى يومها حكاية (المعازمة) بين الحوار وشيخه على تمجيد الانتباهة . حتى قيض لى المولى من بعث لى باكثر من صورة مما كتب البروف العالم ضد الانتباهة فى مقالات عديدة . ومنها المقال الذى اثار اغتباط الاستاذ البطل . لقد اوضحت لى هذه المقالات ان كاتبها لا يمكن أن ( يعزم ) غيره ليكون وليا للانتباهة لا فى السر ولا فى العلن . وأن الاستاذ البطل قد زود المحلبية بمقادير كبيرة . لقد وجدت فى هذه ان البروف لا يصف صاحب الانتباهة الا بصفة الروبيضة البائسة التى حدث بها رسولنا الكريم .وجدت ان البروف عبد الله كان كثير الاشتطاط ضد الانتباهة وصاحبها . بل و بلغ شطط البروف ضد الانتباهة وصاحبها حد خروجه من المعلوم عنه من ملمس ناعم فى التخاطب مع الغير. خذ - مثلا - تعليقه على سقطة الانتباهة فى نشرها الاعلان الساقط اخلاقيا. يقول البروف بالحرف " كلنا نعرف (هتر الانتباهة ) ، (وبذاءة) لسانها . ونشرها لثقافة الغل ، والكذب ، والكيد". " وقد سبق لى ان تشاجرت معها بسبب ترويجها للاكاذيب البلقاء . وقد اسفت حين اخذت ا لانتباهة الترويج الى فرية انها الصحيفة الاكثر توزيعا ، او انهاالصحيفة الى اعتلت سدة الصحافة. وختم البروف " ان الانتباهة عليها ان تتواضع شأن صانع الكذب والمروج له .سدة الصخافة ، قال!" وطالب البروف باغلاق الصحيفة ومصادرة املاكها. خاتمة : بعد قراءتى لاكثر من مقال للبروف عبد الله على ابراهيم ضد صحيفة الانتباهة وصاحبها لم اجد فى ما كتب البروف تلك الحميمية التى تجعله يقود حملة مداعى لصالح الصحيفة العنصرية او ان يحمله الشغف بها لأن يعزم حواره البطل ليقود حملة لتمجيد وتبجيلها بقودها البطل او غيره . بل وجدت كرها مجيدا للصحيفة العنصرية ولصاحبها. فى دروس الفقه يقول العلماء انك حين تقّول شخصا ما ما لم يقله ، فانك تكون قد هجمته وبهته) بتقويلك له قولا لم يقله . لقد هجم الحوار البطل شيخه وخلع عليه من حب الانتباهة ما لم يقع فى قلبه اصلا. خلاصة القول وزبدته هى ان البروف برئ مما رماه به صديقى البطل من حب الانتباهة . و ان البطل قد زود المحلبية فوق كل المقادير السفير: علي حمد إبراهيم [email protected]