الشعب صابر – الناس في الطرقات تائهون – الطلبة معلقون على الحافلات – الباصات – الأمهات والجدات يركبن الركشات – المتغربين طالت بهم الغربة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر - الرجال يلهثون وراء لقمة العيش واين هيّ لقمة العيش في وطن تمزقه الحروب – لم يخلو بيت أو أسرة من شهيد أو مقتول أو متغرّب – والغريب أن وسيلة القتل هي من صنع أنفسنا – أي نحن من جلبنا هذا الدمار لأنفسنا – وسيلة الحسد التي ضغت على الأحزاب – الكُل يريد أن يحكم ينفرد بالحكم ليس هُناك مجال للآخرين – وسيلة التهميش – مبدأ القوة – كُن معي أو أقتلك – إنقسمت البلد شطرين – نرى الدمار والقتل في غرب السودان – جنوب كردفان ودارفور – الجبهة الثورية – وحكومة الإنقاذ – والشعب السوداني يريد أن ينتهي هذا المسلسل وكيف تكون نهايته ومن المستفيد ومن الرابح – خيرات الوطن تُهدر – تتبدد – تنهار – وأين هي خيرات الوطن – ومن المسئول عن إتلافها – إنعدمت الوطنية – حل محلها (المصالح) إنتمي إليك أو أكون معك من أجل أهداف – لنرى حال حكومة الإنقاذ والجبهة الثورية وإحزاب المعارضة – هُم المسئولون أمام الله عن ضياع هذا الوطن – من المستفيد عن تفكك الوطن وإنهياره – ومعاناة هذا الشعب المسكين – والكم الهائل من القتلى والجرحى من هذه الأطراف – أين صوت العقل – أين العاقلين والحكماء – مهما طال أمد الحرب – وفقدنا من شهداء – فلابد يوماً والجلوس للحوار – لماذا لا نطوى هذه الصفحة السوداء ونرحم هذا السودان ونرحم شعبه الذي عاني ومازال يعاني – أعداء الطرفين آلآن مرتاحون لما يجرى في هذا الوطن هُم يريدون لنا أن نكون هكذا – لا يهمهم – من مات وكم فقدنا من ارواح – كل سوداني دمه غالي على أسرته جيرانه – أبنائه – وطنه – علينا أن نتوقف هُنا – من أجل تنازلات – ليس من أجل أحد – بل من أجل الوطن – من أجل الشعب – من أجل النساء الأرامل – والأطفال اليتامى والمشردين – من أجل الغلابا – والمتغربين – والنازحين – والمفقودين – والأموات – لنرحم الأحياء وما تبقى من أشلاء هذا الوطن الممزق – ولا نريد له مزيد من التفكك – فالنحافظ على ما تبقى من خريطته التي أصبحت أشلاء بضمير صادق لكل المتناحرين والأحزاب وحكومة الإنقاذ وحاملي السلاح – من أجل هؤلاء – ومن أجل الوطن – نحكم صوت العقل – ونبدأ الحوار – والحوار الجاد ونترك الحسد والضغينة وتصفية الحسابات – ولكن حتماً هذا النداء بعيد المنال – وسيطول أمد الحرب والنزاع ونفقد الكثير من القتلى والشهداء وبهذا نكون نحن الخاسرين وشعب السودان موعود بمزيد من التهجير والمعاناة والموت والغلاء وأعدائنا والذين يمدونا بالسلاح هم الرابحون ومن يضحكون علينا . سئم المواطن هذا الحال – أصبحنا نمشى ولا نعي إلى أين نسير – كل مواطن سوداني لا يعرف ماهو مستقبله – الطالب يدرس ويتخرج ويحمل شهادته ويتوقف -لا مستقبل له – المتغرب في بلاد الغربة وأسرته - مصيره مظلم حاله كحال أبنائه – ينتظر أن تعود العافية للوطن ويحلم بالعودة ولكن سوف تتطول غربتهم بواقع هذا الحال المؤلم - المواطن بالداخل يعيش في نار ضنك العيش والغلاء وأصبحت الكثير من الأُسر بلا مأوى – العسكرى - والمتمرد- ماسكين على الزناد يقتلون بعضهم بعضا –القادة يتفرجون على هذا الواقع ولا يريدون لهذا المسلسل أن يتوقف – ننتظر الحلقات القادمة وماذا ؟ يخبء لنا القدر – اللهم أجعله خير – اللهم رحمتك بهذا الشعب الصابر – اللهم عليك بمن أوصلنا لهذا الحال وزاد من معاناة شعبنا - اللهم نسألك - وقلت في كتابك المنزل "أدعوني أستجب لكم" دعوناك يا الله أن تجلب لهذا الشعب خيراً وأن ترحم ضعفه ومعاناته وتحمُله لهذه المآسي وأن تولى أمر هذا الشعب خياره وتبعد عنه شراره – وترجع عهده الأول من التكاتف والتآلف إنك سميع مجيب ..... [email protected]