يقول المثل .. إن التاجر المُفلس قد يقوم في موجة إحباطه بجرد دفاتره القديمة عساهُ يجد بين طياتها ما ينفعه في محنته تلك! فخسارة حركة البيع والشراء العادية قد تكون نتيجة لكثرة الإستدانة من أصحاب البضائع أو المُمولين دون ترشيد المُستلف لها.. أو البيع بالدين للزبائن الذين لا يوفون ..وربما تكون نتاجا لعدم الدراية الكافية للعبة السوق التي تحكمها عوامل كثيرة، هذا يحدث في التجارة أحياناً..و مالم يتبّع صاحبها أسلوب إمحاقها بالربا المحُرّم وطرق التدليس والغش في البضاعة أياً كانت ..فإن مصيبتها هنا تظلُ أخف قدراً ويمكن تعويضها ولو بعد حين بالإصرار والتعّلم من أخطاء الماضي ! أما فشل المتاجرة بالدين في معترك السياسة وبإصرار وعناد مستفز ، مثلما خسر فيها جماعة الانقاذ ، وأدخلوا الوطن تبعاً لذلك في خسارة أرضه و كرامته وشبابه وقيمه وأخلاقه وصلاته بالآخرين ، فيصبح هنا مبدأ العقاب واجباً دنيوياً قصاصاً من مرتكبها بعدالة الشعب .. ومن ثم يترك أمر آخرته موضوعاً على ميزان العدل المطلق في يوم الحساب العظيم ! فبدون حياءٍ أو خجل .. تنفض فضائيات النظام هذه الأيام أرشيف خداع الماضي بما يسمونه الشهادة وإصدار صكوك الجنة ترغيباً للشباب مرة أخرى في فرية الجهاد المفترى عليه..وهم الذين بخسوا كل ذلك وهزئوا به على لسان مفتيهم الكبير بعد مفاصلتهم حول متاع الدنيا وقد أسقطوا من حساباتهم كل فضائل شعاراتهم الزائفة التي دفعوا بها شبابنا الى محارق حماقتهم ومن ثم باعوا الوطن لاحقا على طاولة المفاضلة بين ذهاب نظامهم أو الانسياق للقوى الكبرى التي يتلمسون رضاها الآن زحفا وتذللاً لقبول زيارة نافع الذي نبذه أهل تلك البلاد الذين يعلمون تماماً ربما مثل شعبنا بما فعله في تلك التجارة الفاضحة والخاسرة والمكلفة للسودان ..في زمان الفضاء المفتوح ..والتقنيات التي تسخر من الحديث عن المعجزات ،حيث لا زالت هنالك عقليات في نظام حكم الانقاذ ، تسعى لفتح دفاترها المهترئة القديمة ، إستحلابا لعواطفٍ زحفت بوعيها ناحية العقل الذي لم يعد يتقبلّها ..بينما أحد متخلفي ومنافقي الحكم من كوادر الحزب القاصب .. يتملق قادة النظام وهم في أوج محنة فشلهم المتعددة الأبعاد ،ليقول لهم أنه و في حلمه ربما بعد نومه المتخم بوجبةٍ دسمة من سحت العطايا..قد شاهدهم ممسكين بيد الرسول الكريمة ..وهو عليه الصلاةُ والسلام .. يتلوا عليهم ..أيات التمكين في الأرض..وتحقيق العدالة ! فهل يعلم طالب القرب من أهل الحكم الظالمين حقاً وهو يتزلف اليهم بما لن يصدقوه هم أنفسهم.. أن أكثر من ثلثي شعب هذه البلاد التي يحكمها هؤلاء ينام طاوياً على معدته بقايا لحم بطنه ! أى جهل هذا الذي يستخفُ به هؤلاء القوم عقول البشر الذين ظنوا لطول صمتهم على إفكهم أنهم باتوا قطيعا يساقُ حيث شاء الدجالون أو يصدقهم كيفما نطقوا في زمان تحكمه لعبة الذكاء والفطنة ويضحك فيه الناس تجاوباً مع النكتة اللماحة .. بينما يضحكون تندراًعلى من يطلق النكات السمجة والبليدة كعقله المتخمر وسط تراكم أبخرته الزاكمة..! فهل سيجديهم من جديد تقليب دفاتر أرشيف إدعاء المعجزات التي إنتهى زمانها ؟ فطالما أنهم .. ما انفكوا سادرين في غي تفكيرهم ذلك..! فإنهم حقاً يجهلون..مكمن نبوغ هذا الشعب .. المتمثل في صمته الناطق..ليومٍ سيكون عسيراً عليهم حينما ينفجرُ ثائراً في وجه جهلهم القبيح..! محمد عبد الله برقاوي.. [email protected]