«السبب الأصلي للطلاق هو الزواج» .. معمر القذافي! البيوت السودانية كانت مغلقة على مآسي وبلاوي يستنكف شريكا العلاقة عن سردها على مسامع أقرب الأقربين اتقاء القيل والقال .. يدفعان بجثة العاطفة الحقيقية قرباناً ل (إله السترة)، ثم يتشاركان لآخر العمر أدوار البطولة في مسرحية الأسرة السعيدة ..! لكن الحال تبدل اليوم بتغير المفاهيم، بعد أن صبأ الأزواج العصريون عن عبادة إله السترة، وحل مسرح العبث محل الأداء التقليدي في مؤسسة الزواج الحديث .. ولا تزال علاقات الزواج السودانية في تعثر مستمر، حتى خرجت علينا بعض الصحف الاجتماعية ? قبل فترة - بنتائج مفزعة لإحصائية حديثة حول نسبة الطلاق في السودان ..! على ذمة الدراسات لا يزال الأمر في حالة تفاقم بات يشبه المناخ الاجتماعي في مجتمعات الخليج العربي التي كاد معدل حالات الطلاق في بعضها أن يصل إلى حالة طلاق أمام كل حالتي زواج .. الأمر الذي دفع ببعض اختصاصييهم الاجتماعيين إلى انتهاج التجريب والتغريب في اقتراح بعض الحلول ..! أحد استشاريي الطب النفسي والمجتمع في السعودية مثلاً أطلق فكرة (رخصة الزواج) على وزن (رخصة قيادة السيارة) وبنفس القيد الزمني للتجديد :»خمس سنوات» .. بل طالب الرجل بعدم تجديد الرخصة إلا لمن يملك أهلية القيادة (قيادة مؤسسة الزواج) بصورة علمية واجتماعية ونفسية ودينية سليمة، ليكون زوجاً أو زوجة كامل/ة الأهلية ..! ثم اقترح لضمان تنفيذ الفكرة بصورة فعالة أن لا تعتمد أوراق المعاملات الحكومية لأي متزوج، ما لم تجدد هذه الرخصة دورياً في الموعد المحدد ..! بعض المختصين بشئون الأسرة في مجتمعنا اقترحوا إنشاء مركز متخصص في الاستشارات الاجتماعية للحد من المشاكل التي تهدد كيان الأسرة السودانية ..! ودعوة إلى تضمين مناهج الجامعات مقررات تثقيفية للمقبلين على الزواج، كجزء من الإجراءات الوقائية التي تساعد في الحد من تفاقم حالات الطلاق .. فضلاً عن مشكلات ما بعد الطلاق و ما تحتاجه من إرشاد نفسي ..! وجود مثل هذه الأفكار والمقترحات يدلل على حدوث فعل الانتباه الجمعي الذي يعقب تفاقم الظواهر الخطيرة .. وهذا جيد .. ولكن ماذا بعد الانتباه ..؟! قد يكون من المجدي استيراد بعض الحلول .. فكرة مستشار الزواج المنتشرة في المجتمعات الغربية مثلاً .. مع إجراء بعض التعديلات اللازمة بما يتناسب وخصوصية مجتمعنا المحلي .. خبير مشكلات الزواج الذي يدرس كل حالة ثم يساعد الطرفين على حلها أو التعايش معها دون اللجوء إلى الطلاق مثله مثل الطبيب النفسي، يحفظ أسرار الشراكات الزوجية بمقتضيات ميثاق شرف المهنة .. لذا فهو في تقديري أجدى نفعاً وأكثر حفاظاً على أسرار البيوت من معظم أجاويد هذا الزمان ..! الراي العام