فكر الاخوان المسلمين لم يكن سابقا يتبني مفهوم الديمقراطية ابدا منذ نشأة تنظيمهم علي يد حسن البنا في مصر وحتي منتصف 1980 وكانوا يتداولون لفظ مفهوم (الشوري) وهو مفهوم مختلف ليس فيه اتساع وتساوي فرص الرأي الاخر.كما يتوفر في مفهوم الديمقراطية!! كما انه ليس لديه القدرة والصلاحية لاستيعاب التطور الفكري والسياسي في العصر الحالي واستيعاب اتساع مشاركة الجماهير في صناعة الرأي والقرار. الاخوان المسلمين كانوا ينظرون للديمقراطية انها لفظ غربي علماني وسبة لمن يتبناها لانها ليست من الدين شيئا بل من يدعوا لها فهو كافر وملحد وعلماني وهذا ينطبق ايضا علي تلاميذهم في السودان امثال حسن الترابي والصادق عبدالله عبد الماجد الذين يمثلون القيادة الاولي لتنظيم الاخوان المسلمين والذي تفتت الي احزاب وجماعات وافراد في مسيرة نزاع السلطة والقيادة والمال وملذات النفس والانا!!! حتي ولد لنا المسخ الاخير المتمثل في المؤتمر الوطني!!! الاخوان المسلمين وكي يتماشوا مع الفعل السياسي ومواكبة الخطاب السياسي المدني المتطور او بالاحري كسب الناس والتحدث لهم بخطاب يبدو حديثا وغير متخلف والتعامل مع المجتمع الدولي ..فصارت خطبهم وافواههم تلفظ الديمقراطية بشكل انتهازي وبرغماتي للوصول للسلطة دون فهمهم للديمقراطية انها مجموعة قيم وممارسة وليست عدد الاصوات التي توضع في الصناديق في الانتخابات!!! الديمقراطية ليست حكم الاغلبية للاقلية وانما هي مشاركة الجميع في ادارة الدولة وفق دستور يساوي بين الجميع اما مسألة الاصوات والصندوق والانتخابات ليست سوي الية لتنظيم وخلق مسارات منضبطة لممارسة الديمقراطية كي تصل في ترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساوة وحفظ حقوق الانسان في المعتقد والفكر والراي والمشاركة في ادارة الحكم والدولة!!! وسوء فهم الاخوان المسلمين للديمقراطية وعقليتهم الانتهازية تبنت مفهوم الصندوق والعدد الكمي كمعني ومفهوم وممارسة للديمقراطية لشعورهم بحسن تنظيمهم وكثرة عددهم كحزب سياسي لهم الغلبة العددية ( واستمالة قلوب المؤمنين البسطاء من الشعب بالخطاب الديني الانتهازي والرشاوي والتزوير والخ...) لذا تبنو الديمقراطية بالعدد دون معني قيمي فكري واخلاقي يمتطوها كي توصلهم للحكم!!! واذا لم تجدي فبلانقلاب والارهاب باسم الدين والثورة !! (نموذج الانقاذ في السودان وحماس في غزة) ولكن حين يمارسون الحكم ويكتشفون ان الجماهير تطالبهم بالمعاني والقيم الديمقراطية والمشاركة والعدل والمساواة يلتبس الامر عندهم فيلجأؤن الي الكذب والنفاق والتمسك بالصندوق المزور والتهديد والوعيد والكبت وسلب الحريات واصدار المراسيم الدستورية القوانيين المقيدة للجماهير كي لا يثور عليهم الجماهير !!! وفي زحمة غرقهم واختناقهم في بحور السياسة يتناسوا الدين والشوري والعدل والطهر والاستقامة التي تمثل عصب الدين والخطاب الديني الاصل الذي دغدغوا به البسطاء!!!اما مفهوم الشرعية لا يقل عن مفهوم الديمقراطية. الشرعية هي كلمة الشعب واختياره وقراره ومطلبه والشعب فوق الدستور وفوق الرئيس ...فالشرعية ليست ان تكون منتخبا وفائزا عددا بصندوق الانتخابات وانما وفاءك وتنفيذك للوعود والبرامج والتعهدات التي قطعتها للجماهير التي انتخبتك واي نكوص عن تلك التعهدات فهو بمثابة فقدانا للشرعية الاخلاقية والسياسية وكذلك الدستورية الشعب فقط وليس الرئيس في اي وقت هو صاحب القرار في تعديل الدستور الذي وضعه كي يؤسس الشرعية ويحمي الشرعية ويستطيع الشعب نزع هذه الشرعية في اي وقت حين يشعر بأن الرئيس لم يصون تلك الشرعية وليس الزاماللجماهير انتظار فترات طويلة حتي تاتي الانتخابات الاخري بينما يكون الرئيس مدمرا لحياتهم وناكص للعهد معهم!!!! الشرعية هي الالتزام بقيمة الوفاء بالتعهدات وليست نصا وجملا مكتوبة في الدستور!!! اخوان مصر ممثلين في الرئيس مرسي نكصوا وخانوا العهد مع الجماهير حين خرقوا الدستور واصدروا (اعلان دستوري) تغول علي سلطات وعمل المحكمة الدستورية واستقلال القضاء وجعل كل السلطة محتكرة في يد الرئيس !!! وهذا هو اول خرق للشرعية تم بيدهم هم!!!! ثم اعقبوا ذلك باقالة النائب العام الذي لا يتبع للاخوان في خرق دستوري اخر وهدم جديد للشرعية الدستورية!! واخرجوا دستورا جديدا باستعجال ودون توافق وطني وسياسي ناكصين العهد مع القوي الثورية التي اعطتهم اصواتها..كل هذه الخروقات الدستورية هي هدم للشرعية الدستورية تمت بيد الاخوان المسلمين اذن هم من هدم وخرق الشرعية الدستورية!!! ناهيك عن سياسة التمكين واخونة الدولة واختطاف الوطن ومؤسساته وجعل الدولة مملكة لجماعة الاخوان وبقية الشعب رعاع وخدم ومفعول به فقط!!!!وهذا هو فكر وخطاب وقيم وسلوك وممارسة الاخوان المسلمين اينما كانوا في مصر او تونس او السودان او غزة (حماس)!!! نسخة واحدة مكررة!! وهاهم الان في مصر يتباكون علي الديمقراطية والشرعية في عناد جاهل وغبي اما هم الجماعة اويحترق الشعب والوطن!!! اما اخوان السودان فهم سبقوا المصريين في هدم الشرعية وخرق الدستور بانقلابهم العسكري في يونيو 1989 علي الديمقراطية النيابية القائمة وهم جزء منها بنواب في البرلمان وبدأ حكمهم بكذبة كبيرة!!!وقسموا الوطن وقتلوا الشعب جوعا ومرضا واعتقالا وارهابا وحرقوا الوطن في نسيجه الاجتماعي والقبلي واشعلوا الحروب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان بنفس منهج التمكين والاستئثار بالسلطة والثروة والارهاب!!! ولكن هاهو فكرهم وقيمهم الفاشية وافتضاح انتهازيتهم يأتي اكله في مصر اولا!!!وافتضاح كذبة ونفاق تبني الديمفراطية كوسيلة وليست قيمة. كما اتضح مستوي فقرهم السياسي وعدم قدرتهم لادارة الدولة والبلدان بنجاح وترسيخ السلم اجتماعي رغم ارتكازهم علي الدين!!! وافتضاح وهم برامجهم الكاذبة وافتقادهم لابجديات الادارة السياسية للدولة بحنكة وعقل!!!وهو ما ادي الي سقوطهم الكبير في قلوب وعقول الجماهير البسيطة العفوية المؤمنة ناهيك عن الشباب الثوري وممارسي السياسة !!! انه السقوط الكبير للرأس الكبير أخوان مصر مؤسسي حركة الاخوان المسلمين في العالم!!! وهي البداية لتداعي السقوط في باقي البلدان!!! وما يحدث الان في مصر من ثورة تصحيحية بكل زخمها السياسي والفكري والدستوري ما هو الا درس جديد وبليغ في علم الشعوب !! والسياسة والفكر والقانون الدستوري واهم شئ اعادة اكتشاف معاني الديمقراطية والشرعية الدستورية بمفاهيم جديدة وعميقة لصالح الشعوب !!كما هو درس مجاني تهديه الجماهير لكل من يدعي انه القائد الملهم والسياسي الكبير والمفكر الاممي والخبير الاستراتيجي في شئون البلاد والعباد والشيخ العلامة والمحلل السياسي الكبير لعلهم يصمتون كي يزول الصداع ذو الامد الطويل!!!! أ. مجدي عبد الرحمن [email protected]