تعبنا من (صرح) واليوم تطاردنا عبارة(كشف) فنقرأ كشفت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن ضبط «50» روشتة مزورة لأدوية مخدرة و «4» آلاف حبة مخدرة، إضافة إلى ضبط «17» صنفاً غير مسجل و«33» صنفاً مسجلاً من الأدوية المغشوشة معظمها مضادات حيوية وأدوية لعلاج العظام، إضافة إلى ضبط أدوية مخدر تقوم بترويجها ستات الشاي والبوتيكات، وأعلنت الوزارة الحرب على الأدوية المغشوشة والمخدرة! اين كانت هذه الوزارة حتى بلغ رقم الروشتات المزورة خمسين روشتة؟ وأين كانت هذه الوزارة وقد بلغ عدد الاصناف غير المسجلة والمغشوشة خمسين صنفاً؟ هل اكتشاف ادوية مغشوشة يحتاج الى تكرار عملية الصرف حتى تبلغ هذا الرقم الكبير؟ ان هذه الارقام تدل على الاهمال وعدم الجدية في التعامل مع الادوية وتفقد الثقة في الطب... وليت السيد وزير الصحة اوضح لنا كيف نكشف الدواء المغشوش لاننا غير مختصين في الصيدلة ويمكن ان نخدع بسهولة. ونواصل مع عبارة(كشف) لنجد ان وزير الصحة بالخرطوم د. مأمون حميدة في مؤتمر صحفي عقده يوم الاحد كشف عن اتجاه الوزارة لإنشاء نيابات وقضاء خاص للفصل في قضايا الأدوية. ونقول للأخ الوزير هل بلغ الامر هذه الدرجة؟ وهل النيابات العاملة فقدت القدرة على ضبط الامور؟ وبعد الكشف ننتقل الى الشكوى كعادة معظم المسؤولين الذين يشكون الينا بدلاً من ان نشكو نحن اليهم... فقد شكا الاخ وزير الصحة بالخرطوم د. مأمون حميدة من ظاهرة سرقة الأختام وتزوير الروشتات، مشيراً إلى بيع ورقة الروشتة بمبلغ عشرة جنيهات في أحد المستشفيات! وماذا نفعل نحن؟ هل نقوم بالمراقبة؟ ام نعمل عمل الوزير؟ ام نمتنع عن شراء الادوية؟ ام لا نمرض؟ وبعد ذلك يصل بنا الاخ الوزير الى ضبط مخزن أدوية مخالف للمواصفات! ونحن لا نعرف ما هي المواصفات التي قصدها الاخ الوزير فنرجو ان يشرحها لنا حتى نبلغ عن المخازن المخالفة للمواصفات ولكن نعتقد ان معرفة المواصفات يحتاج الى تخصص ونحن لا ندعي المعرفة او التخصص. والحمد لله ان الاخ الوزير قد أقرَّ بضعف التشريعات الصيدلانية وصعوبة ضبط صرف الوصفات الطبية لعدم تعاون بعض الصيادلة! ولكن الخوف ان يطالبنا بسن تشريعات! وقبل ان يفعل ذلك نقول له لماذا لا يتعاون بعض الصيادلة؟ وماذا يحدث للصيدلي غير المتعاون؟ اذا كان يترك بلا عقوبة فهذا فيه اغراء للاخرين بعدم التعاون لان في تركه مساواة بين المحسن والمسيء. اما دعوة الاخ الوزير إلى ضرورة تقوية المعمل المركزي ليسهم في كشف الأدوية المغشوشة، فهل يصدقنا ان قلنا له سنفعل؟ نرجو ان لا يصدقنا ويبحث عن وسيلة يقوي بها المعمل المركزي. ونعود نشكر الاخ الوزير وقد كاشف عن إنشاء نقاط للتفتيش في كل من مطار الخرطوم والحاويات بسوبا، ونأمل ان تضبط الادوية المغشوشة خاصة وان الاخ الوزير أشار إلى وجود دواء مغشوش من كل أربعة أصناف من الأدوية المتداولة في الدول النامية بحسب منظمة الصحة العالمية. اخاف في المؤتمر القادم ان يقول لنا الاخ الوزير الأدوية مغشوشة والروشتات مزورة فلا تمرضوا. والله من وراء القصد [email protected]