أفكر ملياً في القادرين على احتواء الحقد بداخلهم أكثر من الذين يملأ قلوبهم التسامح... أتساءل عن ماهية الكراهية بالدواخل شكلها وملامحها... أتوق أن أعرف أو أتعرف على مشاعر الأنانية في أغوار البعض أو الحقد الدائم وطريقته في (شواء) قلب المرء... أريد أن أسمع الباحثين والمختصين في علم الاجتماع أن يحدثونني عن كيفية حياة هؤلاء الذين (تعشعش) دواخلهم بهذه الصفات.. أنوي مواساتهم وتقديم واجب العزاء لفقدهم الجلل لأعظم مشاعر العفو والسماح. وكنت دائما وفي وسط الجلسات النسائية وعلى شاكلة البحث عن وصفه لشد الوجه وتنقية البشرة أقول لصديقاتي إن صاحبات القلوب السوداء يعانين من تجاعيد الشيخوخة دون بلوغهنّ سن الياس أي أن الواحدة منهنّ تكون في ريعان شبابها وصحوته لكنها تبدو أكبر بحقدها وكانت جميع صديقاتي يضحكن على حديثي ولا يأخذنه على محمل الجد ولكنني كنت أنضح قناعة أن ما أقوله هو الحقيقية بعينها وأن المسامحات من النساء مشرقات ولهنّ طلة ملائكية مريحة لكن هذا الحديث ليس هو حديث علمي حتى لا يثير حفيظة المختصين ويقولون كيف لي أن أقول هكذا كلام. وأما ما هو علمي فحديث توصل إليه كبار العلماء بأن هناك نوعين من الحقد، الأول: حقد يكبر مع الزمن وهذا هو الذي يكون مرتبطاً بدافع الانتقام، والثاني: حقد يصغر مع الزمن وغالباً ما يكون متوافقاً مع التسامح أو النسيان أو الانشغال بأمور أكبر منه ولا يمكن تحديد اضمحلال حقد أو نموه إلا من خلال الأسباب التي أدت إليه والظروف التي ساعدت على نموه أو اضمحلاله بالإضافة لدرجة حساسية وهشاشة الشخص الواقع تحت مفعوله..... (كلام عجيب!). إذن هذا يعني أن الحقد درجات لكن هل التسامح أيضا درجات هل من الممكن أن أسامح شخصا وفي قلبي رواسب من الحقد أو الحسد تجاهه قد يكون وإن حدث هذا فهل يمكن أن نسميه تسامحا كامل الأطوار) أم أنه نصف تسامح لا يعني سلامة النية ولا يمكن أن يكون الجزم بأن الشخص (قلبه أبيض) والحقد أسود والحسد على ما أعتقد رمادي والتسامح أبيض وكثير ما يخالجني الشعور بأن الغيرة (بنية داكنة).... لا أدري! وعلاقة الحقد بالفشل علاقة قوية ومتينة أثبتتها كثير من الدراسات وهو أن الحقد آخر مراحل الفشل ويرى الأستاذ عبد القيوم علاو في كتاباته (عندما يتحول الفشل إلى حقد يمارس ضد الآخرين)، إن العمل الناجح يكون له معارضون فاشلون حتى ولو تصنعوا النجاح المؤقت فلم ولن يهنئون بعيشهم المبني على كيدهم وخساستهم للآخرين، كثيرون من يغيظهم نجاح الآخرين وتميزهم، وكفاك أن تعاقب مثل هؤلاء (المرضى) بالمزيد من النجاح والإصرار على العطاء بذات النفس. ورمضان ضيف يقف على عتبة الجميع أتمنى أن نكون أكثر سماحا وعفوا وتصالحا... ليس مع الآخرين إنما مع ذواتنا فإن استطعنا أن نعيش سلاما داخليا فحتما أننا على القدرة أن نهبه للآخرين محبة. طيف أخير : رمضان... بيننا.... لا تيأس!! [email protected]