يا لغباء أقلامنا ونحن ننجر خلف فبركان الحكومة التي تُظهر خلاف ماتُبطن وتنافق ، فقط من أجل تمرير سياستها الفاشلة ، أو تمرير صفقة خاصة بحزبها الحاكم ستوزع فائدتها فيما بينهم ، أو تمرير قرار كان سيجد رفضاً شعبياً..!! . يا لغباء تفكيرنا عندما ظننا اليوم أن الأزمة الحالية في مياه الشرب ، هي مشكلة حقيقية ، مع علمنا أن شبكة المياه في العاصمة المثلثة ليست شبكة واحدة ، وإنما هي شبكات صغيرة متفرقة ، بعضها تستخدم مياه الآبار وبعضها تستخدم مياه النيل الأزرق وبعضها تستخدم مياه النيل الأبيض ومعظمها تستخدم مياه آبار الصرف الصحي ..!! . ولكن إكتشفنا ، بعد التصريحات التي تتحدث عن عدم وجود أزمة وأن المظاهرات التي خرجت في بعض أحياء الخرطوم هي مفتعلة من قبل دعاة ال100 يوم لإسقاط النظام ، وقالت التصريحات أن ال26 جنيهاً التي تدفع كفاتورة شهرية غير كافية لإدارة شؤون الهيئة ، في تناقض مضحك بين نفي وجود الأزمة وتأكيد وجودها ، وكل هذا فقط لزيادة الفاتورة ، وهذا سلوك غير سوي وغير محترم من قبل القائمون على أمر مياه ولاية الخرطوم ..!! . و يا لغباء نقدنا ، ونحن نظن أن البرلمان يمكن أن يقف بجانب المواطن يوماً ، وخير دليل تمرير مقترح رفع الدعم عن المحروقات ، وتمرير مقترح تعديل قانون القوات المسلحة ، وتمرير قانون الخصخصة ، واليوم قضية المياه بعد هذه الأزمة المفتعلة و التي أصبح يتحدث عنها البرلمان ويهدد الحكومة بقيادة المظاهرات ، في مشهد مضحك ومخيف ..!! . فطالما أصبح البرلمان يتحدث عن مشكلة المياه والكهرباء ، وهدد بقيادة المظاهرات ، فهذه مقدمات حقيقية وأصبحت مكشوفة ، لتمرير زيادة فاتورة المياه الشهرية وزيادة تعرفة الكهرباء ، رغم أن السودان من أغلى الدول في أسعار الطاقة الكهرومائية والمياه ، رغم وجود نهر النيل ، ولكن حقيقة يا للغباء ، ونحن ننتظر الخير من هؤلاء ، فكل ماحدث من أزمة للمياه وقطوعات للكهرباء هي أزمات مفتعلة واستهدف مفتعلوها شهر رمضان ، حتى يمرروا مقترح زيادة الفواتير ، ولعلمهم أن الصائم لاصبر له على قطوعات المياه والكهرباء ، ويا لغباء كل من يخرج للشارع محتجاً ، وهو يدعم سياسة النظام ، وهو لا يعلم لمن يحتج ومن يطالب ، فجميعهم ، برلمان وحكومة ، يقفون ضد الشعب ..!! ولكم ودي .. الجريدة [email protected]