السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أيامكم... وكل عام أنتم بخير ورمضان كريم أعاده الله علينا وعليكم وعلى بلادنا بالخير واليُمن والبركات، وأن ينتهي هذا العام، وهذا الظلام الذي خيّم على هذه البلاد قد إنقشع حالكه، وأطل فجراً مشرقاً طال إنتظاره، وأن تنجلي هذه العِصابة اللعينة التي أمسكت بخناقه ربع قرن من الزمان شرب فيها الناس على يديها كؤوس الذل والهوان حتى الثمالة ولا زالت تسقيهم ما إستطاعت إلى ذلك سبيلاً. لا أريد أن أجتر معكم مرارات.. لأن المُر... صار هو الطعم الطبيعي الذي أصبحنا لا نطيقه في حلوقنا ولا تستطيغه نفوسنا، وهذا النفق المظلم الذي كلما رأينا في آخره بارقة أمل من ضوء.. ظننا أنها المخرج لنا من هذه المحنة التي طالت علينا وإشتدت على نفوسنا.. حيرتني فيها ثلاث حالات كل واحدة فيها أغرب من غيرها.. فالترابي.. هذا المجرم الذي ألبسنا هذا اللباس المهترئ.. هو اليوم مناضل حر شريف، ومثله اليوم لو كان في أي دولة محترمة تقدّس القوانين والعدالة لكان أقل جزاء يناله هو القتل..، وهذه هي الحالة الأولى.. والثانية حالة أغرب من سابقتها، وهي أن من يُفترض فيه أن يخوض النار، وأن يحرق الأرض تحت أقدام الهولاكيون الجدد في سبيل إسترداد حكمه الشرعي الذي فوضه فيه الشعب، وإختاره عليه قائداً تراه عديم الشخصية مسلوب الإرادة.. بل أقرب إلى الدُمية يتلاعب به العُصبة أولي البأس كما يقول السيد فتحي الضو المحترم..، ولو كان هذا الخانع لهذه العِصابة قد إمتشق سيف النضال لوجد الشعب كله خلفه ما دخل مُدخلاً إلا ووجد الجمع كله معه، وما خاض في خائض إلا وخاض الناس معه فيما خاض فيه.. إلا ما إختاره بمحض إرادته.. أن يكون حليفاً لمن أزاحه عن سلطته الشرعية.. بل الأنكى والأمرّ.. يقدم إبنيه قرابين تزلٌفا لمن أذاقه كؤوس الحنظل والعلقم، ولا تعليق لدي لهذا الهوان.. أما الثالثة.. فهذا البغيض الذي لا يستحي من كل ذميم ولا يخجل من كل كريم.. فكرشه لا يملآها مال، ونفسه لا تعاف سؤال.. كل أموال المحرومين واليتامى والأرامل والثكالى لو سُكبت في جوفه تتطلع للمزيد ولا أزيد... . الشئ الوحيد الذي أتخيله هو أن أؤلئك العِظام الذين قادوا الحزب الإتحادي- رغم تحفظنا على بعض ما ظنوه صحيحاً- فهم اليوم في ذمة مليك مقتدر- لو كانوا موجودين بينا اليوم لإنقضى بالسكتة القلبية أجلهم. فهذا هو واقعنا المزري، وليلنا المظلم.. فمتى يطل ذلك الفجر.. لا ندري..... . لا يستوي ختم هذه الرسالة إليكم دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء خمول وقعود الناس في زمن المُدافرة والمُعافرة عن فعل التمام.. من الأمر، وقد يسر الله للناس، ومن زمان بعيد سعة الأفق وواسع المدارك، وإنتشار الناس على مستوى العالم، وإختلاطهم بكل المجتمعات المنفتحة والمتحضرة- أم كفاية أن يكون الواحد فيهم يتمتع بكل هذه الإنانية ليعيش هانئ البال مرتاح الضمير- في مجتمعاتهم البعيدة- ولا يحس بآلالم المعذبين في كل أرجاء هذا الوطن الجريح.... . في الختام- عيب- علينا جميعاً أن تظل هذه الطُغمة البغيضة جاثمة على صدورنا، وتُذيقنا المُر..، ولا نحس بمعاناة أهلنا في دارفور التي إستطالت، ولا معاناة الأهل في جبال النوبة.. التي هي أطول من معاناة الأهل في دارفور، ولا معاناة الأهل في النيل الأزرق، ولا الأقدم منهم كلهم الأهل الذين هم في الشرق، ولا في كل ربوع الوطن. وكل هؤلاء الذين يعانون في كل ربوع الوطن هم أهلنا، وإذا لم ننجدهم فمن ينجدهم غيرنا، وإذا نحن لم ننتصر لهم فمن ينتصر لنا إذا بغى علينا الأوغاد.. الذين يستأسدون على الأطفال والنساء.. ولا يطوف بهم طائف من نخوة أو كرامة والمصريون يذلونهم بحلايب والأثيوبيون بالفشقة، وأنت تراهم يكثرون الجِرسة والشفقة. أي إنحطاط هذا، وإي خِسة هذه وأي نذالة يتمتع بها هؤلاء القوم- الذين- لا شرف ولا حياء لهم- ولا يتشرف- أي عزيز- من هذا السودان العظيم بالإنتماء إليهم. والله يا شباب- أعزكم الله- وأنا آسف لمثل هذا القول لأنه- لا يشبهنا- لكن ما يفعله هؤلاء الأراذل.. للمصريين وغيرهم... لا تفعله العاهر مع من يمارس معها عهرها... . أما بالنسبة لموضوع القناة الفضائية الخاصة بوضع نهاية لهذا النظام.. فلا أدري ما الذي يمكن أن يوّحد الناس أكثر من هذا، ويجعلهم يأخذون بزمام المبادرة لإنشاء هذه القناة التي هي أسهل من رشفة ماء.. إذا إجتمع الجمع على كلمة سواء... . تأبى الرماح إذا إجتمعنا تكسُرا.. وإذا إفترقن تكسرت أحادا ............................................... الموضوع طويل.. طول معاناة هذه الأمة، وهذه البلاد، والكلام كثيراً ما سال به المِداد، ولكن لنا إن شاء الله أحاديث قادمات... . أود فيها أن نستعرض معكم الطرق والسبيل، والمطلوب منا كشعب.. هو كالعنقاء ينبعث من الرماد.. رماد الخيبة والفشل الذريع طوال تاريخه من عهد التحرر الوطني، وإلى يوم الناس هذا... لتكون البداية الحقيقية التي ينطلق منها ليحلق بجناحيه عالياً في سماء العزة والكرامة وليملأ بالفخر بنيه، ويزيدهم شرفاً بالإنتماء إليه... . ودمتم في حفظ الله ورعايته،، مع خالص الود لكل أبناء الوطن الشرفاء أخوكم،،، هشام جمال الدوحة دولة قطر [email protected]