أُتخم " حكيم " أُترف تنعم صار باذخاً أحاط نفسه بأسيجة من العزلة لم يعد يلتقي إلا بذوي القربى حتى " عطا " يلقاه لماماً نادراً ما يسمع عن " روضة " إنقطعت صلته برفقاء زهارة الصبا حسن وحسين وإبراهيم وعوض أسقطتهم ذاكرته تماماً أنزوى طيف " نوفل " وبهتت صورته ظلت " نورا " طيفاً غائماً !!؟..... مسقط الرأس إستحال الى أثر بعد عين ؟ هذا زمان التنآئي !!!.... إنقطاع صلات الرحم !!؟.... هيمنة سيادة الإنفصال " حكيم " صار كجزيرة معزولة !؟.. كأنه شجرة بلا جذور ولا فروع يستحضر ماض آفل ..... يعيد إنتاجه يتأمله !!... كان مجرد أكذوبة نسجتها أحلامهم نمطاً من الإزدواجية والضلال فكراً منبت الأصول تاريخاً زائفاً بلا تراث أحقاً كانوا نخباً رائدة ؟... رموزاً وطنية صامدة ؟.... طليعة حداثية ملتزمة ؟... واجهة تقدمية منتمية ؟.... أوهموا أنفسهم صبغوا وجوههم أصدقهم أشياعهم أم كانوا صدى لهم ؟.... وفي نهاية المسار أفضى بهم مطافهم الى الخذلان !!؟..... عند نقطة التلاشي إهتزت الأرض تحت أقدامهم هوى الأعلى قبل الأدنى مكر التاريخ بهم لم تصمد تأويلاتهم طويلاً طاشت سهامهم أصابتهم ندامة " الكُسعي" !!؟.... إنهار عالمهم صاروا كومة من الأنقاض ظلوا هناك بلا إسناد تحتويهم مسغبة روحية عديمو الحراك تؤرقهم الحسرة غريبو الإنتماء كصالح في ثمود * * * هذا زمان الإنتكاسات والإنكسارات أفقدهم القدرة على المبادءة صادر أشواقهم عطل فيهم طاقة الفعل أوهى ذواتهم صرعهم تيار " التشيؤ " * * * أفلت " حكيم " من براثن فخاخهم ولج عالمه الجديد محصناً ضد الآفل كفر بماضيه طوى صفحاته مزقها حرق مزقها إكتشف العنصر الميت في الفعل الماضي !!؟...... عرى المخبوء والمستور فضح المسكوت عنه كسر ريشته قبل فرشاته طلق الكلمة آثر الصمت أكان خياراً صائباً ؟.... الكلمة صراخ أجوف الصمت عجز أخرس ماذا يفعل ؟..... ها هو يراوح بين برزخين كأنه يحرث في البحر !!؟.... تبددت السنون أنحسرت ظلال القضايا الكبرى صار ينظر الى الخلف بغضب !؟.... في مسرح بلا خشبة هدم المسرح أقام مسرحاً بلا تخوم !!؟.... فضاء يتشاسع خلفيته لوحة سوداء شخوصه عديمو الملامح !!!.... قاعة الحضور معتمة أضواء الممرات كابية موسيقى جنائزية حركة ساكنة !!!.... نظارة جامدون يحدقون بلا أبصار !!؟.... ثمة خطاب مزدوج بين الشخوص المحورية والنظارة بلا لغة !!؟..... كان النص المسرحي بلا ذاكرة إهترأت سدايته تناثرت ثقوب سوداء في لحمته بؤر الحروب تنداح كرة نارية تتدحرج تشتعل الأطراف ويظل المركز هنالك مفتوناً بتأجيج الصراع يقفو "حكيم" يصحو يستعيد البدايات الأولى جوقة التمثيل تعريب النصوص سودنتها مسرحتها تجسيدها نزق الصبايا والصبية عنفوان الشباب الطيش الشطط طزاجة الحياة زهارتها التعقل والإتزان الإلتزام بالمبادئ الإلزام رص الصفوف الصلابة الإستماتة العض على النواجذ التعلق بوهج البرق بالفجر الكاذب بأوان الدعاش بالمطر الوشيل طال الإنتظار صار سراباً يتسلل الأسى الى صدورهم تحاصرهم الحسرة !!؟..... عبثاً يحاول " حكيم " أن يستنبت الأمل في الأرض الخراب أن يبعث الرجاء في النفوس الخامدة كأن حبات البذار أصابها البوار الآن حصص الباطل !!؟..... أخفق الخيال في قهر جحافل الظلام كفت الحمائم عن حمل أغصان الزيتون أبطلت" الأساطير " سحرها ألجم "الشعر" خيوله وصادر صهيلها كسر " أبولو " معزفه قطع " فان جوخ " أذنه الأخرى أدلج حملة المشاعل المطفأة في التيه تلقفتهم الغوايات والأضاليل !!؟..... * * * ظل خطابهم كالإبن الضال يتناوشه الفرقاء يعجز عن الوصول الى مرماه يتخبط "حكيم " تخبط العشواء يرتطم جسده بصخرة صماء توهنه تسلبه روح المغامرة يصير خاوياً يتساءل حائراً - هل السلاح بضاربه أم بحده !!؟... ثم يردف - أهذا زمان الضارب أم زمان الحد؟ إستهواه طرح الأسئلة إستزاد منها ظلت معلقة تدلت كمشانق ألصق أذنيه بالجدران أجهش بالبكاء سار متؤكاً صوب المجهول سقط في الجب إنتشلته "السيارة" غم عليه المرمى فقد التمييز بين الحقيقي والمجاز إنكفأ إنهار تقوض أسلم روح المقاومة لبارئها !!!.... * * * نفض " حكيم " يديها الملوثتين بالأراجيف وارى أكاذيبهم غسل صدره بالثلج والبرد من أدران الحقد الطبقي !!!... عقد صلحاً مع الذات توازن تماسك نزع مفردات النضال من قاموسه أمات نزوعه للتصدي والمواجهة أطفأ شعلة الآتي قبرها تحت الرماد غرس ريشته وفرشاته المكسورتين شاهدين على غفلة البشر ثم غاص في بؤرة الأنا السفلى .... فيصل مصطفى [email protected]