المتابع لبرنامج أغاني وأغاني يلاحظ أن البرنامج قد فقد الكثير من بريقه ولمعانه وجزء كبير من جمهوره العريق وأصبح حالة متكررة وهذا شيء طبيعي بتغير الظروف والأحوال والمناخ العام وتعدد الفضائيات السودانية وغيرها من القنوات المنتشرة في هذا الكون الفسيح كذلك غياب بعض نجومه الذين ارتبط بهم منذ نشأته الأولى وعرفهم الناس (كقروب ) متجانس ورحيل بعضهم للدار الآخرة وهذه سنة الحياة ولكن أستاذنا الكبير الشاعر والأديب والكاتب والمغنى الرائع السر قد ور وهو لا شك موسوعة ومرجع للفن ومعاصرا لتاريخه وصناعه وبذكائه ومقدرته الفائقة والعالية جدا محاولا مسك زمام الأمور والاندياح في أفق أرحب وتقديم عدد من التجارب والنماذج لمطربين كبار وهو جامعا لفيف من الأصوات الجدد مواصلا في رسالته العظيمة تخليداً لهذا البرنامج وحفاظا على إرث قديم قدم الزمان زاخر بالقيم والموروثات خلدها لنا رجال عظماء وشرفاء أحبوا هذا الوطن وعشقوه حتى الثمالة بوله وعنفوان وتجرد ونكران ذات ورسموه بكل تفاصيله في كل إبداعاتهم الأصيلة من كلمات وألحان وأنغام وموسيقى حالمة وفدوه بأرواحهم ، ظل أستاذنا السر قدور ممسكنا بزوايا برنامجه أغاني وأغاني وباذلا قصارى جهده لينهض بهؤلاء الشباب للقمة ويعرفهم مبادئ الفن الأصيل وكيف كان أولئك العباقرة الموهوبون يصنعون هذا الإبداع من وحي أفكارهم بألق ظل خالداً عبر الأزمنة وراسخاً في الحنايا ، ما لفت نظري وشدني مظهر الفنان معتز صباحي من أول ظهوره في هذا البرنامج وهو في حالة حزينة وكئيبة كأنه يؤدي أداء واجب فقط في هذا البرنامج وحتى الزى الذي يظهر به مخالفا مما ذكرني الأيام الأخيرة للفنان الأسطورة الراحل المقيم محمود عبد العزيز في هذا البرنامج وهو يقاوم المرض اللئيم ومصراً على المشاركة مع زملاءه ولكنه كان فناناً كبيراً بمعنى الكلمة ، على كل حال معتز صباحي صوت قوي وناصع ولكنه لم يوظفه صحيحاً في أدائه للأغنيات كما نلاحظه في هذا البرنامج وهو مشدود وسارح الفكر ومشغول البال ومتحفز هذا رأي الشخصي ربما يخالفني الغير وهم يرونه من زوايا أخرى ومعجبون به كمطرب له إسهاماته المقدرة ، أما الأصوات الجدد بعضها قوي ومتفائل ولكن هذا المشوار طويل ومضني ويحتاج لصبر جلد ومثابرة وعزيمة وقوة إرادة ومع هذا كله موهبة وأفق واسع من المعرفة والثقافة والتواصل مع المجتمع والجمهور واخذ الحيطة والحذر من الغرور، نتمنى الصحة والعافية لأستاذ السر قدور ومزيداً من المضي قدماً في هذه المسيرة الرائعة حتى يقف هؤلاء الشباب على تجارب الزمن الجميل والأصيل ويسيروا بخطى واثقة ورؤى ثاقبة وهم يحملون الراية وهذا هو الهدف من تواصل الأجيال والفن الأصيل ذو المعان والقيم ،،،، كل عام وانتم بخير ،،،،،،،،،، [email protected]