ان الانتظار لحلول تاتى بها الايام بدون ان نحرك ساكنا فذاك هدرا لقيمة وقت خصما على انسانيتنا ، او كانتظار السماء ان تمطر ذهبا ونحن نبنى قصورمن رمال الوهم والاستسلام للفشل. ولولا ان حكمة الخالق العظيم امرت السيدة مريم ان تهزاليها بجذع النخلة لظل الرطب عالقا فى شجرته ، فقال فى محكم تنزيله (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)، هكذا هى الحياة ،قوانينها كل حركة معاها بركة لا نتيجة بدون تفاعل. مضت عهود ومايزال المغترب السودانى ( مجهجها ) وحيدا طريدا لايجد جهة مسؤلة تقف الى جانبه او تساعده اوتسانده او حتى تحافظ على جزء بسيط من حقوقه المباحة، والمهدرة وليس هى من المبالغة ان قلنا ان ضعف حكومتنا وهزال مواقفها المهينة ،وهشاشة سياساتها الواهية، والتفافها حول المواقف بدون معالجات حاسمة انعكس كل ذلك سلبا على حياة المغتربين. واليوم المغترب محاصر من ثلاثة جهات، اما الجهة الاولى فهى الوطن الذى دمرت اركانه ، فاصبح بالعربى الفصيح طاردا وهو يحكم على ابناءه بالخروج الاجبارى ،اما الجهة الثانية فكل ما ترتب على تدهور الاوضاع دفعت بالمغترب السودانى نحو الرضوخ وقبول كل ما يمليه الواقع مما اتاح الفرصة لاطراف جانبية ان تملى شروطها عليه وهو مغلوب على امره. اما الجهة الثالثة فهى تتمثل فى الاسر التى تعتمد على المغترب اعتمادا كليا ولا تملك وسط هذا الزخم خيارا اخر... ثم علينا ان نضع فى الاعتبار اتساع دائرة الاحتياجات من جراء الانفلات الاقتصادى الغير مسبوق هذه الايام وارتفاع الاسعار المخيف . كل هذه الضغوط الرهيبة حول عنق المغتربين ولم يجدوا من الحكومة الا الاستنزاف والتجاهل لكل قضاياهم وقد سقط الكثير من المغتربين جراء المرض او الشيخوخة اوالوفاة.... الخ فما هو دور جهاز المغتربين المتفرج وماهو موقف الحكومة اتجاه مثل هؤلاء جميعا وما الذى قدم للمغتربين من اراضى او سكن اوحتى تسهيلات اوما الذى قدمته للاسرالمفجوعة فى حالة فقدان عائلها المغترب لا شىء ؟ ان الموضوع الذى اطرحه عليكم ارجوان تمنحوه شىء من الاهمية والجدية لاننى حقيقة اتمنى ان يكون للمغتربين كيان قوى ينطق باسمهم، ويحفظ لهم حقوقهم ، ويدرس قضاياهم ويساعد اسرهم مساعدة فعلية لا شكلية ويتبنى تمثيلهم بقوة ومصداقية ويقف بجانب من يحتاج بدلا من ان نترك اخوننا يتسولون ،او تتقطع بهم الاسباب فلا يتمكن احدهم من العودة الى الوطن مثلا. ان قيام جمعيات خيرية للمغتربين ترعى كل تلك المصالح والحقوق ،ليكون هذا الكيان همزة الوصل بين المغتربين والحكومة السودانية ليصبح للمغترب صوت له قيمة فى كل زمان ومكان. اتمنى ان تخرج الفكرة الى حيز التنفيذ وان لا يكون للحكومة يد فى تكوين هذه الجمعيات الخيرية وان تبقى كيانا مستقلا بدعم مباشر من المغتربين انفسهم والى ذلك الوقت فان بكم انتم فقط يمكن ان تولد البدايات الجديدة لتصبح واقعا وكل عام وانتم بخير. منتصر نابلسى [email protected]