لم اندهش كثيرا للصراع العنيف بين الهدندوة والهوسا بولاية كسلا وذلك لثلاثة اسباب يري البعض انها منطقية والاخر يري غيرذلك ومن يرون ان الصراع منطقي لاعتبار ان الهوسا يشكلون نسبة لاتقل عن 30% من سكان الولاية وحقوقهم شبه مهضومة ليس غبا منهم ولكن بحكم زهدهم في هذه الفانية ماعدا القلة منهم وضف الي ذلك انهم مجتمع مسالم وصبور جل همهم توفير لقمة الحياة الكريمة من خلال انخراطهم في مجال الزراعة والتجارة والاعمال الشبه الهامشية وفي خضم تلك المشغوليات الحياتية المحببة للبعض ومع تهميش الحكومة المتعد لهذه الفئية الكبيرة بفضل صراعات بعض ابنائها تعالت مجموعة من الاصوات المستنيرة من الشباب ومن فاض بهم الكليل وظهر هذا الصوت جليا بدعم لافت من شيخ الطريقة التجانية بشرق السودان وذلك من خلال حوار نشر سابقا في صحيفة (الوطن )الغراء وكان لدعم الشيخ فعل السحر في نفوس عدد كبير من شباب الهوسا الذين قاموا بتقديم الاستاذ يحي لتولي منصب امارة الهوسا بولاية كسلا رغم رفض البعض منهم ووصفوا لاحقا بالانتهازين والمخزلين علما بان قبيلة الهوسا من ضمن مكونات نظارة الهدندوة بشرق السودان التي يقف علي راسها الناظر ترك وبتنصيب يحي امرا للهوسا يري البعض بمثابة دق اسفين لنظارة الهدندوة وتلاحقت الكتوف و قيام امارة الهوسا في هذا التوقيت الصعب بالنسبة للبعض والبلاد مقبلة علي خوض الانتخابات بعد عام اذا قدر ذلك وهذا يعتبر بمثابة اعلان ثورة شبهت بثورة ويليم اكس وهذا الامر الواقع وضع المعارضين لقيام امارة الهوسا ، علي المحك في اطار تنافس قبلي كان بعيدا عن الحسبان فيما يخص توزيع كيكة السلطة والتمثيل النيابي في ظل مجاهرة امير الهوسا في عدة مناسبات بانهم مهمشون وطالب بتصحيح النظرة التي تشير الي انهم اناس من الدرجة الثانية وذكر ذلك علي الملاء في احتفال تنصيبه في ميدان حي بانت امام عشرات الالف من انصاره وبحضور والي كسلا ونفي الوالي في خطابه بانه ليس من بين سكان ولايته اناس من الدرجة الثانية وكل الناس سواسيا، ورد الوالي لم يهتم له شاب الهوسا كثيرا وذلك لمايجري في الارض والسبب الثاني يعود الي استفادة الهوسا من هذا الصراع في لملمة صفوفهم وتوحدهم من اجل الظهور بالمظهرالمشرف واستعادة حقوقهم المهضومة المتمثلة في السلطة وغيرها عطفا علي اثبات وجودهم علي سطح الارض الكسلاوية لتحقيق رغبات منسوبيهم المنتشرين علي نطاق محليات الولاية المختلفة ، والسبب الثالث رفض بعض قيادات الهدنودة لتكريم امير الهوسا في منطقة اوليب يشير الي ماذهبنا اليه باعتبار ان هناك مجموعة كبيرة من ابناء الهوسا منتشرين في ارض القاش وهم القوي العاملة والدينمو المحرك لمشروع القاش الزارعي ويشكلون نسبة لايمكن تجاهلها من سكان القاش والدليل علي ذلك اعتراف نظارة الهدندوة بهم و منحهم مناصب ادارية في النظارة لايستهان بها علي شاكلة وكيل ناظر وعمد ومشايخ وغيرها من مسميات الادارة الاهلية علما بان ارض القاش ضمن اراضي نظارة الهدنودة الممتدة علي نطاق شرق السودان وهنا تكمن خطورة صراع البقاء علما بان الهدندوة تربطهم علاقات متجزرة مع الهوسا ومعظم ابناء الهوسا يجدون لهجة البداويت في مناطق القاش وهذا ان دل انما يدل علي النسيج الاجتماعي المترابط وغيرها من الاشياء الجميلة التي تربط الكيانين الكبار ولا اعتقد بان نظارة الهدندوة تخاطر بالفكاك من امارة الهوسا ولا الاخيرة تلعب ذلك الدور الغير محبب وتباعد مساحات الحوار بين هذه الفئتين يصب في مصحلة جهات اخري علما بان نظارة الهدندوة لها مواقف مشرفة مع الهوسا علي مدي التاريخ الطويل الذي جمع بينهم وهذا الصراع القبلي غير مفيد للقبلتين حسب مجريات السياسة وعلي الهوسا توجيه سهام مطالبهم نحو الحكومة بدليل تصريح امير الهوسا ابان وقوع الاحداث والتي حمل فيها والي كسلا مسؤولية تفاقم الازمة بتاخيره لتكملة اجراءات الامارة ، وعلي ترك صاحب القلب الكبير والمواقف المشهودة قفل هذا الملف ودعم امارة الهوسا لانها اضافة حقيقية له كنظارة ومن اجل المصحلةالعامة لانسان شرق السودان المغلوب علي امره ولنا عودة سيف الدين ادم هارون [email protected]