إن وجدانكم واحد .. ألم أقل لكم أيها السودانيين في شهر رمضان الكريم المنصرم .. أن وجدانكم واحد! والدليل الذي سقته اليكم آنذاك تلكم النترة التي نترتموها إبان أحداث أبو كرشولا والله كريم وأم روابة والتي بتم فيها في هم مقيم حال (علمكم) بما أصاب مواطني هذه المناطق من ترويع، ولسان حالكم يقول لمواطني هذه المناطق: اليوم .. جميعنا أهل أبو كرشولا والله كريم وأم روابة وبالتالي لكم أن تتأكدوا من أن (وجعنا) واحد ومن ثم تعاطفنا ودعمنا ووقوفنا اللامحدود بجانبكم .. كيف لا ونحن وأنتم اليوم واحد! وأي تفهم لما أنت فيه وأي دعم أكثر من قول شخص لك في محنتك بأنه أنت!! لتأتي حملة (نفير) جيل الانترنت لتؤكد هذه الحقيقة حقيقة ان .. السودانيون وجدانهم واحد. لكنني مع تذكري لانتباهتي المباغتة تلكم بأن (وجدان السودانيين واحد) وأن من قام ب(تغييب) حقيقة ما فيه (بقيتهم) من مآس ونكبات وفتن (عنهم) هو من يجب أن يتحمل مسئولية عدم توحد وجدانهم تجاه آلام ومآسي بعضهم البعض، وبالتالي إحساسهم وتأثرهم بما يمكن أن تتعرض له مجموعة من مجموعاتهم من ظلم ومآس وغُبن سواء كانت هذه المجموعة داخل مثلث حمدي أم خارجه!! تفاعلا معها دعما وموازرة لها .. وقوفاً بجانبها! ومن ثم تأملي وتدبري وتفكري في حقيقة تبلد إحساس ومشاعر القائمين على أمر التلفزيون القومي السوداني ومن لف لفهم من الإعلام السوداني المرئي والمسموع! وأي تبلد في الإحساس والمشاعر أكثر من قيامهم ببث ما أعدوه من برامج غناء ولهو وطرب وترفيه معدة للعيد فيما مواطنيهم يعانون الغرق في مياه الأمطار والسيول ليصبحوا ما بين فاقدين لأرواحهم او فاقدين لأرواح فلذات أكبادهم وأحبائهم الذين يجرفهم السيل أمام أعينهم .. وما بين فاقدين لشقاء أعمارهم المتمثل في بيوتهم التي تلاشت أمام أعينهم جراء اجتياح مياه الأمطار والسيول لها!! على ضوء تأملي وتدبري وتفكري في حقيقة تبلد إحساس ومشاعر القائمين على امر التلفزيون القومي السوداني ومن لف لفهم من الاعلام المرئي والمسموع هذه بت اتساءل: تُرى أو تقع مسئولية (تغييب) السودانيين عن بعضهم البعض والوقوف حائلا دون توحد وجدانهم طوال تلكم الاعوام تجاه آلام ومآسي بعضهم البعض!! او تقع هذه المسئولية على عاتق القائمين على أمر التلفزيون القومي السوداني؟!! رندا عطية [email protected]