نَعم الفئران .. لماذا " تَقززتُم " مِن العنوان ! لَستُ هُنا بِصَددِ أن أخبركُم عن الفئران بأنواعها .. ولستُ بِصَدد أن أسد أنفُسكم عن وجباتِ الطَعام.. ولَكن لنظام المَخلوقات حِكمة بكل زمان ومكان ويجب أخذها .. حتى من الفأر ! بإيماني العَميق أن الحيوانات .. كائنات رَقيقة تُشبِهُنا .. مجبولة على الفِطرة .. وتُحبُ بعضها البعض .. ولستُ أكتب هنا كَي أأمرُكم أن لا تَصيدوا العصافير , ولا تَدهسوا القِطط ولا تَقلَعوا عَين كَلب ! أكتبُ ُهنا لأخبركُم عَن الحُب في عَصري .. وعلاقته بالفئران .. وكَيف أن سلوكياتُنا وتصرفاتنا قريبة لتصرفات الحيوانات ! عندما تَكتشف وجود فأر في بيتُكَ , خَلف خزانَتكَ .. ماذا تَفعل ؟ تأتي بِسم فئرآن وتَضعهُ في المواقع التي من المتوقع أن يمر منها الفأر .. أو ستاتي بِمصيدة وتَضع عليها قليلاً من الطعام الذيذ الشَهي الطَيب لإغراء الفأر كَي يأكلهُ ويقع في شباككَ أنتَ يا صائد الفئران البارع ! وهذه العَملية تَشبهُ كثيراً العلاقات التي تَنمو في الأماكن المُظلِمة .. وفي الزوايا .. وفي الأركان المعزولة .. الحُب الطاهر عُذري ، لا نَستطيع إخفائهُ ويرى النور .. ولكن الحُب الذي يأخذُكَ لأماكن مَعزولة .. تَحت الأشجار .. أو بين زوايا المَباني .. أو في السيارات .. هُنالكَ تَكمن المصائد .. الحُب الذي يخافُ من النور هوَ حُب كَحُب الفئران والمَصيدة والطعام اللذيذ هوَ الكلام المَعسول المَجبول بالسَم ! لا أعلم : سبب ضياع جيل بكاملهِ هوَ ذلكَ المفهوم الخاطئ عن الحُب .. لا نَستَطيع التَحكم بقلوبنا .. ولكن نستطيع التَحكم بأفكارنا .. أحبوا الله في النور .. وأحبوا كُل شيء في النور فلا خَير في حُب مسكنهُ الأماكن المظلمة والمشبوهه والمكالمات المُتأخرة . كلامي لا يحتاج للتوضيح أكثر .. ولكن إقتناعي التام أن العلاقات الخاطئة التي تَستمر تَحت مُسمى الحُب في زمننا الحاضر لا تختلف كثيراً عن علاقتُنا مع الفئران ..! الصادق جادالمولي محمد عبدالله [email protected]