لا شك كلنا نعلم جيدآ أثر التعليم فى التنشئة الاجتماعية بين افراد المجتمع . وحتى على مستوى الاسر نجد كل اسرة تضع فى اولياتها التعليم لذا تحرص تمامآ على تعليم ابنائها وتسعى دائمآ فى توفير كل اجتياجات ابنائها من دفع الرسوم الدراسية ومن ادوات مكتبية مثل الكراسات والاحبار وغيره .. تجد رب الاسرة يسعى فى توفير بيئة متعلمة بكل السبل حتى يوصل رسالته السامية وهى تعليم ابنائه افضل تعليم .. التعليم بأثر بصورة كبيرة جدآ فى سلوك الفرد والجماعات فى المجتمع لذا تجد الفرد المتعلم بكون مهذب فى فكل نواحى حياته العلمية والعملية.. تجده يجيد فن الخطابة فى التعامل مع اى فرد أخر وفى العمل تجد مهتم بعله جدآ وهناك تجد الفرد الغير متعلم ليس لديه ادنى فكرة عن التعامل مع جدلية الحياة المبنية على اليأس والأمل ويكون ضعيف جدآ فى التعامل مع الآخر المتعلم لانه بعتبر فى نظر المتعلم (جاهل ) كما قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم درجات ).. التعليم ليه دور كبير فى ربط النسيج الاجتماعى بين افراد المجتمع .. لذا نجد مجتمعات دول العالم الاول متقدمة فى كل المجالات الاقتصاد والتجارة والسياسة وحتى الثقافة وهذا كله بفضل التعليم الذى ساعد فى رفع درجة الوعى عند تلك المجتمعات التى هى الآن فى مقدمة الدول فى كافة المجالات .. اذا عقدنا مقارنة بسيطة بين تلك الدول ودول العالم الثالث التى دولتنا تصنف من ضمنها نجد ان هنالك فرق مبير بيت تلك المجتمعات فمجتمعات دول العالم الثالث تعانى من عدة ازمات اقتصادية وسياسية اجتماعية وغيره .. لذا نجد مجتمعات الدول النائية فقيرة لانها تفتقد لكثيير من الموارد ولقد ارهقتها الحروب وخاصة فى دول الشرق الاوسط وافريقيا .. واذا تحدثنا عن التعليم فى السودان نجده بعانى من عدة ازمات اولها سحب مرحلة المتوسطة من السلم التعليمى واصبح السلم التعليمى مشلول لانو الطالب ومان بيدخل مرحلة الابتدائى بكمل 6 سنوات ثم المتوسطة 3 سنوات ثم الثانوى 3 سنوات وكدا بكون كمل 12 عامآ وهو ناضج تمامآ .. اما طالب اليوم تجده يدرس اساس وثانوى وطوالى الجامعه لذا بكون مغيب تمامآ لانو هنالك توجد مرحلة مهمة جدآ فى السلم التعليمى لم يمر بها .. درجت الانقاذ فى سياستها التعليمية بادخال هذا النظام فى السلم التعليمى واتزكر كان انذاك وزير التربية والتعليم عبد الباسط سبدرات الذى ادخل مرحلة الاساس لتحل محل المتوسطة والابتدائى جد سياسة هوجاء اضرت بالتعليم فى السودان .. الانقاذ فشلت التعليم فى السودان وقامت بغسيل مخ لطلاب الثانويات وذلك عبر برامج صيفية وذلك من اجل تثبيت الفكر الانقاذى وترسيخه فى عقول طلاب الثانويات الذين تراوح اعمارهم ما بين 14 الى 16 عامآ وهذا عمر مناسب وخصب لاستيعاب كل شئ لذا قامت الانقاذ بتنظيم برامج صيفية ليهم وعملت لهم معسكرات تحفيظ قران وكدا... جد الانقاذ تمادت كثير فى حق الشعب السودانى البسيط ... كلنا نتمنى رحيل نظام البشير اليوم قبل الغد ولكن يجب ان لانجعل الرغبة في استعجال رحيلة تعمينا من التخطيط السليم و الصحيح. فالنجاح لاياتي بالعجالة وانما بتحسبنا وتنظيمنا لانفسنا بصورة متأنية حتى يكون اسقاط هذا النظام امرا واقعيا. يتعجل الكثير من قادة الاحزاب السياسية للدعوة للتظاهرات وهذا شئ جيد ولكن هنالك فرقا بين ان تدعوا لمظاهرة غدا يخرج فيها 100 شخص ومظاهرة بعد اسبوع ويخرج فيها 10 الف شخص فلا شك ان المظاهرة الاخيرة ستحدث اثرا كبيرا. النضال لايبداء بالخروج الى الشارع وانما بالتعبئة وتنظيم انفسنا قبل كل شئ. [email protected]