ان تنجح اي مجموعه في ان تحشد لمظاهرتين حاشدتين في في اقل من اسبوع في القاهره فذلك انجاز بكل المقاييس، لكن الثوره ليست بحاجه للحشد فقط فالثوره بحاجه للعمل المشترك بكل صدق وتجرد ودون البحث عن انتصارات شخصيه لاجسام او لافراد وذلك ما تفتقده مجموعات وتنظيمات واجسام القاهره بما فيها التنسيقيه. ربما يري البعض انه ليس الوقت المناسب في ان نتاول موضوع كهذا ولكني ارى ان الثوره لن تتقدم ان لم تتوقف وتعدل مسارها وان ثوار الخارج لن يقدموا لثورتهم ما يدفعها ولن يسهموا في حركة التغيير ما لم يغيروا انفسهم اولا ان احدي مشاكلنا مع النظام الحاكم هو محاولته الدائمه لاقصاء الاخرين واذا اصر الثوار في مصر في ان يمارسوا ذات السلوك مع بعضهم فلن يرجي من حراكهم ما يدفع بعجلة التغيير . كمراقب للحراك الثوري في القاهره خلال الايام السابقه كان من السهل ان اكتشف ان هنالك اكثر من جسم يتحدثون باسم المعارضه وان هذه الاجسام تكن لبعضها عداء لايقل في شئ عن عدائها للنظام ويظهر ذلك جليا في حرب البيانات الذي حدث امس بين مجوعتين احداهما قدمت الدعوه للتظاهره امام الخارجيه وتلتها الاخري ببيان ارادت منه افشال تحرك المجوعه الاولي الي الخارجيه المصريه ومع انه كان مكن الممكن ان يتوجه وفد لتقديم مذكره للخارجيه المصريه عند العاشره صباحا ويتم تحديد الحادية عشر موعدا للتظاهره امام السفاره ودون ان يحدث اي تضارب بين الاجسام لكن التنسيقه ارادت ان تنفي الاخر وتقصيه من مسرح الاحداث وارادت ان تقول اننا نحن فقط من نعارض هذا النظام وذلك ما دفع المجوعة الاخري لتقديم مذكرتها ثم الالتحاق بالمظاهره . اننا كمعارضين لهذا النظام في حاجة ماسه كي نتقبل بعضنا البعض وان نكون اكثر مرونة وديمقراطيه في طرحنا لاسقاط هذا النظام اننا في حاجة ماسه ان نبعد كل ما هو شخصي وان لا نسعي خلف الانتصارات الشخصيه . ان اسقاط هذا النظام لن يتم عبر أجسام غير ديمقراطيه في تكوينها البنيوي ولن يسقط هذا النظام من يفكر بنفس طريقته الاقصائيه التي ينتهجها النظام . ان تنسيقية الثوره في مصر بحاجة بان تضبط خطابها مع الاخرين وتستوعب ان الثوره ليست حكرا علي احد وانها ليست الجهه التي مخول لها بان توزع نوط النضال علي المعارضين فالتنسيقيه بحاجه لمراجعة خطها ومحاسبة قادتها علي سلوكهم الاقصائي ضد كل من لا ينتمي لها انني كمناهض لهذا النظام لست بحاجة لتنسيقه أوكلها كي تتحدث باسمي وتقصي الاخرين باسمي وتسبهم احيانا وتصل مرحلة الاشتباك بالايادي كما حدث اليوم سوف اتظاهر مثل عشرات المناهضين لهذا النظم وسوف ألبي اي دعوة للتظاهر دون ان التفت الي اسم الجسم الذي دعي لها وأعلن ان هذه الاجسام بفكرها الاقصائي انها جميعا لاتمثل التغيير الذي اعمل من اجله الى ان تراجع هذه الاجسام فكرها ونهجها وتستوعب ان احتكار النضال وتضخيم الذات سلوك لن يسهم في التغيير بل سيسهم في اطالة عمر هذا النظام. عاطف عبدون [email protected]