ما فتئت قناة الجزيرة القطرية تمارس غيها وصلفها في تغطية الأحداث السياسية في محيط الوطن العربي وهي تحاول باستحياء ان تظهر موقف الحياد من الأحداث التي جرت سابقا و التي تجري في منطقتنا العربية الآن حيث لم يهدأ لها بال او يغمض لها جفن وهي تغطي أحداث الثورة التي اندلعت في الكثير من البلدان العربية بدء بتونس و انتهاء بسوريا... و لم يكن المشاهد العربي في بداية الأحداث يفطن للدور القذر الذي تلعبه هذه القناة المأجورة والتي تكيل بمكالين وتكذب وتتحرى الكذب دون أن يرمش لصناع قصصها الإخبارية جفن .. ورغم انكشاف عورتها القبيحة وافتضاح امرها وإبتعاد معظم المشاهدين في الوطن العربي من أمام شاشتها إلا انها ما زالت تمارس غيها ونفاقها و تملقها وهو ديدن المنافقين والأفاكيين.... وعندما انطلقت الثورة في السودان ضد نظام المأجور عمر البشير وعصابته "الأخوان المسلمون" وتعرض ثوارها للقتل الوحشي والتنكيل من قبل زبانية النظام حيث بلغ عدد الموتى في ظرف ثلاثة ايام من عمر الثورة أكثر من 70 قتيلا ... توارت هذه القناة خجلا و لم تغطي أحداث الثورة السودان إلا بالقدر الذي يمكن ان يخرجها من الحرج رغم فداحة رد فعل النظام في التعامل مع الثوار باستخدام العنف المفرط للدرجة التي عرضته للإدانة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية و الأممالمتحدة... لم تكلف قناة الجزيرة نفسها بتحريك كاميراتها الى قلب الحدث و زيادة عدد مراسليها وإفراد مساحة معتبره لتحليل أحداث الثورة وردة فعل النظام كما فعلت من قبل و تفعل الآن في كل من سوريا و مصر رغم الإرتفاع الكبير في عدد القتلى و المصابين والمعتقلين الذي زاد عددهم على الألف وإيقاف الصحف و تكميم الأفواه .... لقد بخلت قناة الجزيرة علي ثوار السودان استجلاب الخبراء العسكريين و السياسين و غيرهم من الذين استعانت بهم في تغطية أحداث الثورات الأخرى ... و هكذا فعل المسخ الآخر مفتي ديار قناة الجزيرة العالم المتأسلم د. القرضاوي الذي لم يستحي رغم كبر سنه وهو يشاهد آلالات القمع وأدوات العنف المفرط ُتعمل في حصد الثوار دون رحمة لإخماد ثورة الشعب .. فجاء نداءه على استحياء و خجل و هو يطلب من نظام الأخوان في السودان ان يخففوا من قبضتهم وان لا يسيروا في درب العنف بينما كان موقفه من القذافي و بشار و عبدلله صالح مختلفا تماما حيث أهدر دمهم و جعل قناة الجزيرة منبرا يطل منه يوميا أكثر من مذيعي القناة نفسهم ليُذكر ثوار تلك الدول ضرورة النيل منهم وقتلهم ,,, وبالطبع لم ينسى استغلال المنابر الدينية لبث فتاوي القتل ... و بذل جهدا كبيرا في الدفاع بإستماته عن اتباعه من الأخوان المسلمون في مصر حينما انتفض الشعب المصري عليهم و خرج بالملايين للشوارع رافضا حكمهم وذرف الدمع الكثير وبُح صوته وهو يعارض و يرفض انحياز القوات المسلحة بقيادة السيسي للشعب معتبرا ذلك انقلابا عسكريا على الشرعية و تجني على سلطة شعبية مستحقة للرئيس المخلوع... لكنه تناسى تماما ان هؤلاء الأسلاميون السودانيون قد جاءوا الى السلطة عبر فوهة البنادق وظهور الدبابات بعد إنقلاب دُبر بليل على سلطة شرعية منتخبة من الشعب ... فهل حلال على بلابل الدوح وحرام على الطير من كل جنس؟؟ ام هو خيار وفقوس يا شيخ "الإسلام" ... لماذا لم تستبيح دماء البشير؟؟ فما فعله في شعبه من فتك و قتل و تدمير فعله قبله آخرين استحقوا من الشيخ اللعنة والطرد من الملة وإزهاق ارواحهم ... انها قناة الجزيرة المأجورة وأنه الشيخ الضلالي مسخان لجسد شيطاني واحد... فإلى متى سوف يطول صمت الجزيرة وإلى أي مدة يستطيع القرضاوي ان يظل منحيا حتى مرور العاصفة والتي سوف لن تمر ابدا إلا بعد ان تدك حصون نظام الإخوان الفاسد و تجعله قاعا صفصفا .... وتخرج جموع السودانيين الهادرة نحو القصر فرحا بالنصر. وأخير.....لا اعتقد ان من حقنا ان نلوم قناة محددة لعدم تغطيتها أخبار انتفاضة الشعب السوداني... ولكن من حقنا أن ندين ونرفض التشويه والتلفيق الذي تمارسه قناة الجزيرة على حقيقية ما يجري في السودان ... و من حقنا ايضا ان نلوم المعارضة السودانية المدنية منها و المسلحة لفشلها الذريع في إنشاء قناة فضائية ذي مهنية عالية تخاطب الشعب السوداني و تفضح أكاذيب النظام و تعمل على توضيح الحقائق وتغطية الأحداث عن قرب وتسهم في رفع الحس الوطني وتزكي جذوة الثورة في قلوب الشباب و تحمي ظهرهم ضد الغدر والتغول وترفع من وتيرة النضال اليومي المباشر ضد النظام الفاشي في السودان.... لذلك ينبغي ان تكون أول مهام المعارضة الآن هي تدشين العمل الإعلامي الموسع والمكثف بإنشاء قناة فضائية تحمل هم الشعب السوداني و تعبر عنه وتعكسه في الداخل والخارج... فمعا لتحقيق هذا الهدف... [email protected]