لعقود حكم الأخوان المسلمون السودان . سنين طويلة ظلوا في كراسي الحكم منفردين ومشاركين السلطة مع اخرين . سنحسب لهم سنين حكمهم منذ العام 1977. دخلوا في السلطة بمصالحة مع نظام نميري انذاك.المصالحة ضمت الأخوان المسلمون بقيادة الترابي الذى انشق عن التنظيم بأغلبية العضوية. وحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي. بعد ثلاثة اشهر إنسحب حزب الأمة لكن بعض قياداته ظلت في حكومة نميري. السبب الرئيسي لإنسحاب الأمة يعود للمكر الذي مارسه الأخوان المسلمون. طلبوا في المصالحة ان تتاح لهم فرصة الدعوة عبر وسائل الإعلام . لكنهم تسللوا إلى المواقع المهمة وتغلغوا في كل مفاصل الدولة.اتجهت جحافلهم إلى حيث المال. عندما شعر بهم نميري وعلم بسعيهم لسلبه الحكم اعتقل قادتهم في مارس 1985 قبل اسبوعين فقط من الإنتفاضة . ثار الشعب السوداني في مارس ابريل عقب سفر نميري إلى أمريكا للعلاج . سفر لم يعد بعده للحكم . دس الأخوان بعض الموالين لهم في السلطة الإنتقالية . منهم بعض اعضاء المجلس العسكري الذي كان عليه قيادة البلاد في الفترة الإنتقالية بما فيهم من أستيقظ وزير دفاع نميري وأمسي رئيس السلطة الإنتقالية . وايضا بعض قيادات النقابات . كان للأخوان بحكم وجودهم في السلطة الفرص في وضع كوادرهم. في المواقع التي تمكنهم من تحويل مثار الإنتفاضة الشعبية لصالحهم.انعكس ذلك في الدستور وقانون الأنتخابات وكثير غيره. كانت القوى الأخرى مغيبة بقوة لسنين طويلة.بينما كان الأخوان في السلطة لثمان سنوات يتجولون بحرية داخل اروقتها.أى حتى قبيل أيام من إنتفاضة 6 ابريل1985 المجيدة . في الديمقراطية شارك الإخوان المسلمون بقيادة الترابي و معه معظم القيادات الحاكمة اليوم باسم الجبهة القومية الإسلامية .حزب تمتع بكل مزايا الديمقراطية .مشارك في الحكم تارة ومعارض له كل الحقوق. من اصدار الصحف واقامة الندوات وتوجيه الإنتقادات لدرجة تسفيه النظام الديمقراطي والعمل على هدمه.رغم ان الديقراطية واسعة الصدر وتسع الجميع إلا ان الأخوان لا يريدون أضواءها الكاشفة. أدمنوا طبخ المؤامرات في الظلام والغرف المغلقة . عملوا على تشويه صورة الديمقراطية تمهيدا للإنقلاب عليها. وهو ما قاموا به فعلا .انقضوا عليها بليل. تمكنوا من كل الدولة تماما لا يشاركهم فيها اي حزب. حينها أسموا انفسهم بالإنقاذ. ثم بالمؤتمر الوطني..إذن حكم أخوان السودان بمختلف مسمياتهم مشاركون سنوات قليلة ومستبدون معظم الوقت.يمكن القول ان الأخوان المسلمون بمختلف مسمياتهم حكموا السودان من 77 حتى1985 بنسبة خمسين بالمئة ثم في الفترة الإنتقالية 85 - 1986 بنسبة 50% وفي الديمقراطية 86- 1989 بنسبة ثلاثين بالمائة.يمكن معرفة ذلك بدرجة تأثيرهم في الحياة العامة وليس بعدد المناصب التي شغلوها . و منذ انقلابهم في يونيو1989 وحتى الآن بنسبة مائة بالمائة. في الفترة الأخيرة ادخلوا معهم في الحكومة بعض القيادات التي ساعدوها في الإنشقاق عن الأحزاب الكبرى كالأمة والإتحادي الديمقراطي. والقليل من الوجوه الأخرى. لكن ظل هؤلاء المشاركون إضافات غير فعّالة .ظلت كل السلطة والقرارات في يد الأخوان المسلمون.لم يكتفوا بذلك بل مدوا إخوانهم في الدول حولهم بالسلاح كما حدث ابان الثورة في ليبيا . يعود تأثيرالأخوان ايجابا وسلبا لسنوات طويلة لكننا تناولنا الفترة من اواخر السبعينيات فقط. ونضيف ان الإخوان كان لهم تأثير بالغ في حل الحزب الشيوعي السوداني وطرده نوابه من البرلمان في عام1967 في عهد ديمقراطي. لقد حكموا السودان عقودا طويلة مشاركين ثم منفردين بالسلطة تماما.عبر اسماء عديدة.جبهة الميثاق الإسلامي ثم الأخوان المسلمون ثم الجبهة القومية الإسلامية ثم الإنقاذ واخيرا وليس آخرا المؤتمر الوطني. الآن هنالك جماعة تطلق على نفسها سائحون.وهو فصيل من الأخوان يحمل رؤية مختلفة لكنه يتفق معهم في كثير من الأمور. ترى بماذا يفكر الأخوان عندما يلقون نظرة للوراء؟ هل هذه هي فعلا أشواقهم لدولة الحق والعدل والفضيلة؟ ربي زدني علما [email protected]