غلي وفار التنور حتي دلق سائله علي جمره فطفاه الا جذوة في قلبه متقدة وسبقت الجماهير قوادها وانفجر غضبها في كل شارع هادرة تريد ان تزيح ما جثم علي صدرها بيدها بعد ان اعيا اللسان والقلب محاولة زحزحة الوجوه المتكررة والسياسات الفاشلة والتطبيق الذي اوصلنا لنهاية المتاهة دون ان نلقي حل لمشاكل السودان بل تفاقمت وتشعبت وصرنا شعوبا وقبائل متناحرة متباغضة متفرقة لا يطيق احدنا الاخر بعد ان كنا نعرف ونوِد ونحب ونحترم بعضنا وانهار اقتصادنا وقيمنا وجنيهنا وجيشنا وارتقي فوق ظهورنا جباننا وسطا علي الموازنة لصنا والشعب يصعد في تلة الحياة لا يستطيع التقاط انفاسه والنظر للهاوية تحته الا بعد حين وحين ولما بلغت المعاناة ذروتها وانهكت المعيشة الضنكة الرجال و الحرائر وشُطبت ضروريات كثيرة واعتزل الرجال النساء وانزوي الجنيه السوداني في ركن محاصرا من العملات الاجنبية وصار المنتِج يحسب سعر سلعته حسب تكاليف الحياة ولا نسمع من الدولة سوي الوعود وعناوين جذابة لمنتديات وحوارات يخلقها السماسرة ,البروفسيرات الجدد خائنو العلم والتي لم تساهم الا بما انفقته بذخا في التوصيات والحوافز وفوائد لمقاولي حفلات الدولة الذين لا يرعون إلاً و لا ذمة ولا حرمة للمال العام وحدث بلا حرج عن الاعضاء التاريخيين للحركة الاسلامية ومرمطونات المؤتمر الوطني حديثي عهد بالسياسة الذين صاروا ملوكا اكثر من الاصيلين وكلهم وقعوا العقود الاحتكارية باضعاف الاسعار السارية وانضموا لقوائم الشركات المؤهلة في كل المجالات ولم يدعوا لعامل في مجالٍ أملاً في نيل حصة بطريقة قانونية نزيهة تؤهلها له امكاناته الاكاديمية , الفنية, المالية او اي خبرات متراكمة أخري تزكيه. انتثر الكبريت في كل مناحي البلد وانفجر حين دلقت الحكومة بترولها وسرت النيران في كل حارة وعطفة تهتف برحيل الذي كُتب كذابا عند ربه منذ زمن, الذي يشوه اقتصادنا ومن ثم يرفع سعر الدولار في المصارف والجمارك ليزيل تشوهات الاقتصاد بعد ان يكتشف ان الجنيه يمتطي سيل الوادي المنحدر وليزيد عائده من بيع العملات الاجنبية لتمويل انشطة الدولة. كل هذا ومعارضو الحكومة الذين يغطون في نومهم تدغدغهم احلام زلوط في الوثوب للكرسي الذي ستحملهم اليه الجماهير الملدوغة منهم مرات عديدة ولم يكتشفوا ان الحريق القادم حينها لو وُظف لألتهم نظام الانقاذ بطريقة لا تُدخلنا في نفق بلدان الربيع العربي المظلم ولتصالحوا مع انصارهم في خريف عمرهم ولكتبوا نهايات سعيدة لخواتيم ايامهم في الحياة. لا يزال هناك وميض نار والجذوة متقدة تبتسم مع كل هبة ريح والجماهير تنتظر من ينظمها ويدربها علي الخروج السلمي وعدم الاستسلام والقنوط من المحاولات التي تفشل في احيان كثيرة بتدبير النظام نفسه وسوق المظاهرات والمسيرات والانحراف بها عن مطالبها مهما كان سقفها وهي تقنية معروفة في كل الانظمة الدكتانورية والشمولية بأن يقلبوا السحر علي الساحر ويصبح البرئ الذي يصرخ من اذي هذه الانظمة متهما يتملص من تهمة الثورية والمعارضة لقرار او رأي الرئيس. الشعب لن ينسي كذب الدولة عليه فهو حينما خرج للتعبير عن اعتراضه علي زيادة اسعار المحروقات لم يكن يدري ان الدولة طبقت زيادة في سعر الدولار الجمركي من 4,20ج الي 5,70ج اي بزيادة تقارب ال 36% وزادت بعض الضرائب الاخري علي التجار بنسب عالية ظهرت نتائجها فورا في اسعار جميع السلع. علي الشباب ان يصنعوا تنظيماتهم واحزابهم ومنابرهم بعيدا عن هذه الاحزاب-يمينا ويسارا- التي شاخت وشاخ رؤساؤها المتشبثون برئاستها ولما يدركوا أن ما كان ثابتا تحرك وان الجيل الجديد يفهم بعضه وأنه يئس من مقعد قيادي لديها يضخ به دما جديدا وانه يعي قضاياه جيدا وسيهب علي حكامه وعلي ماسكي لجامه. [email protected]