وهاهي اضحوكة اخرى تلوح للشعب الفضل , غازي وصحبه يستدرون العطف بل يشحذونه بعد انفصالهم عن اولياء نعمتهم , كما فعل كبيرهم وعرابهم الذي علمهم السحر آنفا . جمهور الشعب ما زال على كراسي ( اللوج) يتابع العروض السينمائية والمسرحية المملة والسخيفة يوما بعد يوم وعاما بعد عام , وبعد 24 عاما تتكرر للمشاهد نفس المناظر فينشق فلان ويخرج للعلن ويتباهى بكشفه بعضا من سلبيات الضفة الاخرى ويعلن في ثقة تكوين حزب جديد اكثر امانة وخوفا على ارض وتراب الوطن .. ولكن من يقنع من !!؟ لقد فعلها شيخكم الأكبر غير أن الشعب الحصيف قرأ اللعبة وكشف محتواها قبل أن تستفحل , فقرر في اجماع ثقة الوافد الجديد الذي يحاول ان يصنع له موطئ قدم في ارض الوطن التي لوثتها الأحزاب السياسية قديمها وحديثها . وان كان الترابي قد اختار كشف عورات من كانوا له حلفاء ليجعل منها سلاحا يحاربهم به ويكسب به أفئدة الشعب المغلوب على أمره , فأن غازي قد سلك نفس المسلك بيد أن الأخير كان يخطط منذ أمد ليس بالقصير فتراه يتقرب من السائحين تارة , ويخالط الاصلاحيين منهم - كما أطلقوا على أنفسهم - تارة اخرى ثم يرافق أصحاب الانقلاب المزعوم احايين أخرى ليكسب ودهم , ظنا منه - واٍن بعض الظن اثم - ان تلك الفئات لها مكانتها وتأثيرها على الشعب وأن سيادته عبر تلك المسالك قادر على ان يفوز بدعم المواطن الأغبش الذي ما زال يعاني الأمرين مما يرى . غير ان في الصمت حكمة ولطالما كان الصمت ابلغ من كل كلمات وتعابير الفانية .. جدير بالذكر التذكير بأن (محجوب بأشري) احد مسئولي الأعلام( الترجمة ) في القصر ابان حقية المخلوع نميري شرع في تأليف كتاب يعكس حيثيات فترة حكم النميري سيما السنوات الأخيرة منه فقال ضمن ما ذكر : (نميري بتحالفه مع الشيوعيين جعل الشعب السوداني يكره الدنيا , أما بتحالفه مع الاخوان المسلمين فقد جعل الشعب السوداني يكره الدنيا والاخرة ). شخصيا لا اختلف مع شيوعي او ديموقراطي او أمة او خلافه .. انما خلافي دائما مع من يخون الوطن والمواطن وما نورده دومابالتأكيد ليس كرها في الاسلام والمسلمين , بل هو كرها في النفاق والمنافقين , كرها في التجارة بالدين , كرها في الفساد والمفسدين , كرها في قتل وترويع المواطنين , كرها في الاعتقالات الجائرة والتعسفية , كرها في اوضاع البلد المزرية , كرها في عطالة الخريجين , كرها في سياسة التمكين التي تحرم الأحق على حساب الموالين , كرها في .... ولا يخفى على القارئ الحصيف أن غازي وصحبه كانوا ضمن الطاقم الأداري لهذا البلد في مواقع مختلفة على مر الاعوام والسنين وشهدوا بل شاركوا في كل ما ذكر أعلاه , حتى وان لم يكونوا في الصورة فمجرد صمتهم وهم ضمن اعضاء الحكومة الغاشية يحسب عليهم بالتأكيد . اذاْ ما معنى استنكارهم ومحاولتهم للاصلاح في العام الأخير . لكل من ينادي بمبايعة غازي , لكم مطلق الحرية في مبايعة من ترونه مناسبا , بايعوا من يعبر عنكم وعن الاصلاح الذي تنشدونه , ولكن رجاءا أتركونا بحالنا وشكرا على دعوتكم .. دمتم [email protected]