المولى جلت قدرته وتعالت عظمته , زرع في الادميين خصالا ميزتهم عما سواهم من المخلوقات , وخص الذكور بصفات مختلفة مثلما اعطى الاناث حظهم من صفات اخرى , الشئ الذي جعل اكتمال العيش والحياة أمرا لايستقيم الا بوجودهما معا في هذه الفانية . ومثلما قد وهب العلي القدير الرقة والحياء والدلال وغيرها للنساء , فقد منح الرجل المزايا التي تزين فحولته كالقوة والكرم والوفاء والنخوة , فيكتمل النقص هنا وهناك .. هذه هي الفطرة التي ارادنا المولى ان نكون عليها , ولعل الطبيعة البشرية تؤمن بان المرأة بتكوينهاالفطري والسايكولجي لابد ان تكون محل حماية دائمة من المحيطين بها من الجنس الاخر , ولاشك ان الفطرة ايضا تؤكد ان المساس بالانثى وكبريائها هو تعدي صريح على كرامة الرجل وكيانه الفحولي ايا كانت العلاقة التي تربطه بالمرأة تلك .. ونساء بلادي , بعدما كانت مطالبهن تتلخص في قدر من التعليم , وحظ في الوطيفة أسوة باشقائهن الرجال , ولا تتعدى ذلك الا بالقدر اليسير , أصبحن في محنة كبيرة وهم يشعرن يوم تلو الاخر بتخلي الرجال عن مهامهم المعهودة بل وصفاتهم الفطرية التي توجب عليهم احتوائهن وحمايتهن وقت الحاجة , فالمرأة هي الكائن الوحيد الذي لا يمكنه ان يبدع ويجيد اذا لم يشعر بالامان والاطمئنان . حوش قد اواجه لوما على هذا النص ,ولكنه كان يجب ان يرى النور لان الكثير من اصحاب الاقلام اهمله او انشغل عنه ..أو تحاشى الخوض فيه .. ان كنا على مدار الساعة نوجه لومنا وغضبنا الى اجهزة النظام الامنية بمسمياتها المختلفة , فالواجب ان نكون قد علمنا هذا السلاح لافائدة ولا طائل منه , ثلاث وعشرون عاما ونحن نعبر عن الغضب والاستنكار بالسنتنا , في ذات الوقت نهاجم زعماء الاحزاب الكرتونية حال ادلاءهم باي تصريح او خطاب يحمل الشجب والاستنكار .. نحن وهؤلاء في نفس المرتبة , استنكار , ادانة , غضب , شجب , ولا شئ اخر .. الذي يحدث الان اهانة لنا كرجال في المقام الاول , النظام اصبح يستهدف نساءنا , اللائي هن شرف وعزة وكرامة الرجل , تُجلد امرأة يراها كل العالم وهي تصرخ وتنادي , ونحن نسب ونلعن , تُغتصب فتاة على مرأى ومسمع الابكم والاعمى , وشباب بلادي في غيهم يعمهون , ثم تُعتقل انثى وثانية وثالثة وعاشرة , ونحن غافلون ..وكأن الطير قد عشعش على عقولنا وروؤسنا والعياذ بالله . وصل بنا المقام ان تهرب النساء من ارض الوطن برا وبحرا وبدون اوراق ثبوتية .. ( هندوسة , نجلاء , صفية ) وعشرات الالاف في دارفور والنيل الازرق , تركوا ديارهم وذويهم وارض بلادهم وفروا هاربين , كأن هذا الوطن لا رجال فيه ولا نخوة ولا شرف ولا ضمير ستار ان كنا قد ادمنا ممارسات الكذب والنفاق والتضليل والتجارة باسم الدين والوضع الاقتصادي المحبط والدولار الهابط , وغلاء المعيشة والتمكين والمحسوبية فهل سنظل نسد اذاننا صما وعميانا عما يحدث لاعراضنا هتكا وتعدي.. هذا المقال تم نشره قبل عام ابان بعد مقتل الشهيدة عوضية ( الديم ) واختطاف الصحفية سمية هندوسة .. وبما ان التعدي على الحرائر ما زال قائما ( دكتورة سمر - استاذة رانيا ) نموذجا . فقدة رأينا اعادته بعد عام كامل . مع صادق امنياتي ان لانحتاج لنشره مرة اخرى العام القادم .. [email protected]