وحدت الثورة المهديه السودان والسودانيين فصار لهم صيتا فى العالم بعد ان زلزلت اركان الامبراطوريه التى لاتغيب عنها الشمس وخلصت العالم من اعتى واشرس الطغاة الذين اذلوا وبطشوا بالمواطنين فى آسيا فقبروا بالسودان .سقطت الدولة المهديه بعد ان تكالب عليها اعداء الخارج مصر وانجلترا من الشمال وايطاليا والحبشه من الشرق وفرنسا من الغرب وبلجيكا من الجنوب وعاونهم اعداء الداخل من الباشبزق والاستعلائيين الموهومين ولكن بقيت الدعوة بفداء خليفة المهدى وخلفاؤه وقادة جيوشه الاشاوس. اطلقت مصر فكرة وحدة وادى النيل بشعار السودان تحت التاج المصرى وفاروق ملك مصر والسودان وانشأت حزب الاشقاء فانشق مؤتمر الخريجين وخرجت منه فرقة تنادى باستقلال السودان فى ذلك الوقت كون الامام عبد الرحمن المهدى حزب الامة بشعار السودان للسودانى لامصرى لابريطانى لعدم امكانية تطبيق شعار لاشيع ولاطوائف ولا احزاب ديننا الاسلام ووطننا السودان وانضم اليه الاستقلاليون وكان ان تم لهم ما ارادوا بعد اجازة قانون الحكم الذاتى عبر الجمعيه التشريعيه التى قاطعها الاتحاديون ورغم فوز الحزب الاتحادى باغلبية مقاعد البرلمان مما كان سيمكنه من تحقيق وحدة وادى النيل الا ان الحراك الجماهيرى الذى قام به حزب الامه والذى احرز غالبيه اصوات الناخبين وحصل على دوائر اقل استطاع ان يسمع الرئيس الازهرى والعالم ان الشعب السودانى يريد الاستقلال التام وعندما فشلت فكرة تحويل خط سير موكب الرئيس المصرى محمد نجيب الذى جاء لافتتاح البرلمان واعلان وحدة وادى حتى لا يسمع اصوات الاسقلاليين وهتافاتهم الامر الذى ادى الى اشتباكات مع الشرطه فيما يعرف باحداث اول مارس والتى سقط فيها عدد من الانصار شهداء فسمع نجيب صوت الرصاص والغى افتتاح البرلمان وعاد الى مصر ومن بعد تبنى البرلمان فكرة الاستقلال التام والذى تم اعلانه من داخله. حزب الامه هو الحزب السودانى الوحيد الذى تكون داخل السودان وليس لديه اى ارتباطات او رعايه من الخارج عكس كل الاحزاب السودانيه الاخرى وهو الحزب الوحيد الذى يخوض الانتخابات ببرنامج مكتوب حيث البرنامج الاول كان باسم السودان للسودانيين والثانى نحو آفاق جديده والثالث اصلاح وتجديد وفى الديمقراطيه الثالثة نهج الصحوة الاسلاميه وفى الانتخابات الاخيره والتى انسحب منها بسبب عدم نزاهتها كان البرنامج سلام تنمية وعداله. ظل حزب الامه عصى على التدجين والركوب فى سفينة الانقاذ الغارقه وقاوم كل محاولات الترغيب والترهيب والاساليب الرخيصه التى استهدفت رئيس الحزب بمحاولات يائسة للحرب النفسيه وقتل الشخصيه كيف ولا وهو الحزب الوحيد الذى ظل العقبة الكؤود امام كل الديكتاتوريات والطغاة وافشل كل محاولات الغائه وانهاء وجوده او حتى اقصائه من الساحة السياسيه فالانشقاقات التى طالت بعض ضعاف النفوس من القيادات العليا والوسيطه لم تنسحب على القاعدة الصلبة المتماسكة المصطفه خلف القياده الرشيده وبذلك ذهبت كل محاولات التفتيت ادراج الرياح. اصبحنا نطالع هذه الايام انباء عن استقالات فرديه تتالى من بعض الافراد فى الحزب فبين يوم وآخر نقرأ ان فلان الفلانى يستقيل من حزب الامة وعلانه الفلانيه كذلك تستقيل من حزب الامه . حزب بهذا التاريخ وهذه المواقف الانتماء اليه شرف وفخار والخروج منه خزى وعار وطالما ان الانشقاقات لم تؤثر فيه ولم تغير مواقفه فان الاستقالات لن تكون سوى فسوة مدنقر. تذكرنى عنواين الصحف التى تتناول هذه الاستقالات بنفس العناوين التى كانت تنشرها الصحف عن الاضرابات المتتاليه لنقابات العاملين اثناء الفترة الديمقراطيه اضراب النقابه الفلانيه يكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات اضراب النقابه العلانيه يكلف خزينة الدوله مليارات الجنيهات . ارحموا هذا الوطن ياهؤلاء فانه سيقف خصما لكم امام الله يوم القيامه. [email protected]