وصف اتحاد مزارعي الحدود الشرقية بولاية القضارف ظاهرة استئجار الأراضي الزراعية بمنطقة الفشقة من قبل الإثيوبيين بأسعار فلكية تراوحت مابين (100_80) ألف جنيه بالاستيطان ، وأن المزارعين السودانيين لم يرفضوا تنفيذ القرار إنما تأجيله للموسم المقبل. وقال رئيس اتحاد مزارعي الحدود الشرقية احمد أبشر إن ظاهرة إيجار الأراضي الزراعي بالمنطقة للموسم الواحد من المزارعين الاثيوبيين بأسعار تفوق قيمة الأرض نفسها ظاهرة تستحق التوقف عندها والمعالجة المناسبة ، علما بأن قيمة الإيجار في المناطق الأخرى يتراوح من (10الى 20) الف جنيه لمساحة الألف فدان، واضاف (هي بوصفها الحالي أشبه ماتكون بالاستيطان ، ونخشى من تحولها الى عملية بيع) ، مشيرا الى أن الظاهرة بدأت بصورة محدودة وغير مباشرة بعد انهيار كبري الإنقاذ المعبر الوحيد للمنطقة في العام 2007م ، بالتالي أصبحت المنطقة معزولة تماما في فصل الخريف ، منوها الى أن هذه الظاهرة تعني انتقال السيادة على الأراضي الى الإثيوبيين. وأوضح أبشر ل(الحقيقة) أنه بالرجوع للضوابط التي وضعتها اللجنة المشتركة لإعادة ترسيم الحدود بين البلدين تأخذ في اعتبارها التواجد الفعلي للمزارع على الأرض ، وأشار الى أن المزارعين الإثيوبيين لم يرفضوا قرار الوالي ، ولكنهم طالبوا بأن يبدأ تنفيذ القرار من الموسم القادم 2011م_2012م ، مضيفا أن المزارعيين الاثيوبيين ليسوا طرفا في قبول القرار أو رفضه ، لأن القرار أمر سيادي يهم السودان ومواطنيه ، وأكد أن أصحاب الحيازات الصغيرة على القرى إضافة الى عدد محدود من كبار المزارعين مازالوا يزرعون أراضيهم. وألمح الى الدراسة التي أعدها اتحاد المزارعين لتنمية وإعمار المنطقة وربطها بالعمق وتمكين المزارعين فيها من حيث التمويل وتوفير الآليات والأمن ، وقال إن الاتحاد يتطلع لأن تكون المنطقة منطقة تكامل بين السودان وإثيوبيا، وشدد على تنفيذ الدراسة باعتبارها المخرج الوحيد لاحتواء الظاهرة. وطالب رئيس الاتحاد المزارعين؛ المركز بتولي أمر تنمية وإعمار الحدود باعتبار أن كلفة تنميتها يفوق إمكانية الولاية ، ومعالجة الأمر دون حساسية وتفريط في السيادة السودانية ، مؤكدا أن مزارعي الفشقة لعبوا دورا في تثبيت الحدود في السابق ، وهم الآن على استعداد تام للتمسك بأراضيهم؛ فقط المطلوب من الدولة تمكينهم ، وجدد حرص الاتحاد على التفاهم مع حكومة الولاية ومصلحة المزارعين ، وأضاف أنه لايوجد تضارب في ذلك وأن المنطقة بقيام سدي سيتيت وعطبرة موعودة بخير كثير والنهوض بالمنطقة بعد معاناتها كثيرا من التخلف لفترات طويلة. يذكر أن منطقة الفشقة منطقة حدودية بين ولاية القضارف وإقليم الأمهرا الاثيوبي وتقع بين نهري عطبرة وسيتيت ، يوجد بها كثير من التعقيدات وهي خالية حاليا من التواجد السكاني السوداني. الخرطوم : خالد الحاج