أكد مصدر مطلع وموثوق ل(حريات) أن إحالات ضباط القوات المسلحة الأخيرة إلى المعاش بلغت (29) برتبة لواء و(37) عميداً. وكان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة في بيانه الرسمي عن تشكيل هيئة القيادة الجديدة إعترف بالإحالات ، قائلاً ( كما تمت ترقيات وإحالات للضباط برتبتي العميد واللواء) ولكنه عزاها إلى ( العمل الروتيني الذي تقوم به القوات المسلحة سنوياً) . وقال المصدر المطلع والموثوق ل(حريات) ان الإحالات لا علاقة لها بالعمل الروتيني وإنما بمحاولة تفريغ القوات المسلحة من اية شخصية ذات رأي ناقد أو إصلاحي ، أو حتى شخصية مستقلة . وأضاف ان التصفيات الأخيرة حلقة في سلسلة طويلة من فصل ضباط القوات المسلحة لإخضاعها للسيطرة الحزبية ، وان هذه تفاقمت مؤخراً لتشمل إخضاع القوات المسلحة لجناح من أجنحة الحزب الحاكم ، وقال ان الإحالات الأخيرة تمت بإيعاز وإشراف كامل من نافع علي نافع عبر (مجلس التنسيق) الحزبي الذي يترأسه ويضم مسؤولي الإستخبارات والأمن والأمن الشعبي خارج الأطر المؤسسية للقوات النظامية . وقال ان حجم الخراب في القوات المسلحة يتضح من الإحصاءات التي تؤكد بأن دفعة بكري حسن صالح – الدفعة (24) – لم يتبقى منها في القوات المسلحة سوى بكري وحده ! وتبقى من ضباط الدفعة (25) ثلاثة فقط هم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجديد مصطفى عثمان عبيد ونائبه هاشم عبد الله محمد حسان والمفتش العام محمد جراهام . ولم يتبقى من الدفعة (26) سوى ضابط واحد ! وتبقى من ضباط الدفعة (27) ضابطان اثنان فقط . وتبقى من الدفعة (28) ثلاثة ضباط فقط . ولم يتبقى من الدفعة (29) دفعة إبراهيم شمس الدين سوى (8) ضباط فقط . وأضاف ان التصفيات المستمرة لضباط القوات المسلحة أدت إلى إنهيار الكفاءة القتالية وإنخفاض الروح المعنوية للضباط والتي عبرت ولا تزال تعبر عن نفسها في الأداء القتالي للقوات المسلحة في مواجهة الحركات المسلحة . وقال ان ذلك ترافق مع تدهور مكانة الجيش في أولويات السلطة الحاكمة ، فرغم أن غالبية موارد الميزانية تخصص للأجهزة العسكرية النظامية إلا أن غالب هذه الموارد يصرف على الأجهزة غير الرسمية ك (الدفاع الشعبي) وعلى الإنشاءات والمباني التي تتيح مجالاً للفساد والعمولات بدلاً من صرفها على تحسين أوضاع ضباط وجنود القوات المسلحة . وأضاف ان ذلك أدى إلى إضعاف جاذبية القوات المسلحة والتي كانت في السابق حلماً لأي شاب سوداني ، ولكنها فقدت مؤخراً القدرة على التجنيد ، بل واضطرت في الآونة الأخيرة إلى التجنيد عبر جهاز الأمن ، حيث تفتح الفرص للتقديم إلى جهاز الأمن الذي يغري الشباب بالإمتيازات والسلطة ، ومن بعد ذلك تحويل هؤلاء الشباب إلى القوات المسلحة في عملية إحتيال لا تليق بمؤسسة يفترض فيها تجسيد الشرف والإستقامة . وأضاف المصدر المطلع والموثوق ل (حريات) ان التصفيات الأخيرة ذات صلة بصراعات مراكز القوى في النظام ، حيث إرتبطت برغبة مجموعة نافع علي نافع في ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية أخرى بما يضمن إستمرار نفوذهم وإمتيازاتهم وفسادهم ، ولذا تمت كتمهيد لإجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني يوم الجمعة لإعطاء رسالة ب ( أننا نسيطر على أهم مراكز السلطة الجيش) وليس على الآخرين في المجموعات الأخرى سوى الإنصياع . وقال ان الناظر إلى لغة جسد نافع علي نافع في إجتماع مجلس الشورى يفهم ذلك حيث كان ( خالف رجله في تبجح) كأنما يقول ( الأمن أصلاً حقنا والجيش بقى حقنا والماعاجبو يشرب من البحر) ، هذا فيما بدا علي عثمان – غريم نافع في لعبة الكراسي – كأنه (صابة فيهو مطرة) . وأضاف ان أبوعلي مجذوب رئيس مجلس الشوري حين قال انهم لا يرضون بغير عمر البشير مرشحاً لم يكن سوى صدى لصوت نافع وما حققه في القوات المسلحة . وقال المصدر المطلع والموثوق ل(حريات) ان عمر البشير سبق وأحال أكثر من (400) ضابط شرطة للتقاعد ليجعل شرطة السودان على مقاس محسوبه هاشم عثمان ، و سبق وأحال المؤتمر الوطني الآلاف من ضباط القوات المسلحة إلى الصالح العام ، واذ بدأ مؤخراً في إعادة صياغتها على مقاس نافع علي نافع فان ذلك مما يؤكد إستمرار الفصل وتخريب القوات المسلحة .