كارثة التسونامي كانت اختبارا حقيقيا لدولة أندونسيا فى التعامل مع الأزمة وتجاوزها بالرغم من حجمها الكبير وضررها البالغ إلا أن الدولة وبمساعدة المجتمع الدولي تم احتواؤها والمجتمع الاندونسيي المتدين يعتبر الحادثة هى ابتلاء وامتحان من الله عز وجل بل كان لها أثر إيجابي فى حل بعض القضايا الخلافية التى كانت ناشئة بين مقاطعة آتشة والحكومة فبعد الحادث منحت المنطقة حكما ذاتيا وظفت مواردها بصورة جيدة والآن تطبق الشريعة الإسلامية على كامل ترابها بل انتهجت سياحة الشريعة الإسلامية والتى يمكن أن تكون نموذجا للدول الاسلامية. قد يظن البعض ان سياحة الشريعة يمكن ان تقلل من حجم السياحة لكن ما لمسته خلال زيارتي وجدت السياحة بها تنمو نموا كبيرا فكل مقومات السياحة تم توفيرها بل تنتشر فى كل ارجاء الولاية والسياح الاجانب خصوصا من الدول الغربية وامريكا يجوبون المنطقة بل هنالك فنادق بأكملها كل نزلائها من السياح الغربيين. بالرغم من قسوة كارثة التوسنامي التى اصابت اندونيسيا والعديد من الدول الاخرى الا ان تأثيرها كان كبيرا على اندونيسيا والجميع يقول انها ابتلاء من الله عز وجل لكن ايمانهم ازداد قوة بعد الكارثة وذلك ان غالبية المناطق التى ضربها التوسامني دمر كل شيء الا المساجد فسبحان الله الذى حمى بيوته الطاهرة فكانت بمثابة رسالة قوية. سنتحت لي الفرصة بزيارة مسجد بيت الرحمن فى إقليم باندا اتشية والمسجد هو من اكبر المساجد فى المنطقة مبني على طراز قباب جميلة يقال ان مهندسا اجنبيا اشرف على بنائه فالمسجد بالرغم من قوة التسونامي الذى دمر بنايات بالقرب منه تتكون من عدة طوابق لم يتضرر المسجد بل التجأ اليه الآلاف من المواطنين المرعوبين بعد ان بلغت مياه التسونامي اكثر من 20 مترا وجاءت بسفن كبيرة من على بعد عشرات الكيلومترات من الشاطىء فسبحان الله القادر. هذا الشيء جعل الاندونيسيين يتعلقون اكثر بالمساجد التى تجدها مكتظة فى اوقات الصلاة فى كل انحاء الدولة. اما المساجد التى صمدت امام التوسامني وفى مقدمتها مسجد بيت الرحمن فصارت لها واقعا مميزا فى وجدان الاندونيسيين خصوصا سكان آتشة فتجدهم واسرهم فى اغلب الاوقات فى المسجد فى حلقات التلاوة والذكر حتى فى اوقات الترفيه يحلو لهم الترفيه بصحبة اطفالهم فى حدائق المسجد واطعام الاسماك التى تسبح فى الاحواض المائية والنوافير التى تزين باحات المسجد حقا انه اعجاز إلهى لا نملك ان نقول حياله الا سبحان الله. جزى الله خيرا المملكة العربية السعودية لجهودها التى تقوم بها فى العالم الاسلامي وخصوصا الهيئة العالمية لرعاية المساجد فهي تقوم بدور كبير فى صيانة وتأهيل وبناء المساجد على مستوى العالم وهي الآن تقوم بعمل كبير فى صيانة وترميم مسجد بيت الرحمن الذى لم يعد مسجدا عاديا فزيارته لا تتوقف من السائحين المسلمين والأجانب منذ العام 2004م بعد كارثة التوسنامي الشهيرة. [email protected]