نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور لوحدها من مدن وعواصم ولايات دارفور الخمسة كانت بها ثمانية واربعون صيواناً للعزاء نصبت في كل احياء المدينة من خرطوم بالليل الي الكنغو وتكساس وسكر شتت والرياض وكوريا والنهضة وغيرها من احياء مدينة نيالا ، فكانت نيالا تبكي عن بكرة ابيها لفقدها فلذات اكبادها الذين ماتوا اما قتلاً داخل المدينة برصاص المليشيات واما في ساحات الاقتتال القبلي والنزاع بين القبائل المتناحرة هناك واما في ساحات المعارك بكردفان واما الوفاة طبيعية تتعدد الاسباب واماكن الوفيات ولكن الموت واحد ، والشيخ موسي هلال في اطار جولته لمدينة نيالا ومنها الي الضعين طاف متجولاً بكل احياء مدينة نيالا معزياً في الوفيات التي حدثت ، اما حميدتي قائد حرس الحدود فرمي اهل نيالا اللوم عليه بأنه السبب وراء مقتل ابناءهم في كردفان واتهموه بأنه خدع ابناءهم الشباب وقاد بهم معارك في كردفان انابة عن الدولة وتم تجنيد المئات من الشباب وكانت الحصيلة سراديق العزاء التي نصبت بنيالا في ليلة واحدة ثمانية واربعون صيوان عزاء والمسافة بين الصوان والصيوان الاخر بضع امتار فقط ، ونيالا تعيش حالة سيئة للغاية واسوء مدينة تمر فيها ظروف امنية في غاية الحرج ، حفل زفاف العروس يتم نهاراً وبعد صلاة المغرب تظل نيالا وكأنها مدينة مهجورة منذ مئات السنين سكون تام ولم يسلم المواطن حتي داخل منزله ويتوقع الهجوم عليه ونهبه وسلبه وسرقته وقتله تحت اي لحظة ، هذه نيالا زهرة المدئن السودانية اصبحت الان ملهي للفوضي والقتل والسرقة والنهب ، تلفون جوال من ماركة الجلاكسي يمكن بسببه قتل العشرات ويسمونه ( ام شخاتة او توشتي ) دلالة علي اللمس ومن النادر جداً تجد مواطن في نيالا الان يحمل معه جوال ذات قيمة والا سيعرض نفسه للخطر والموت والكهرباء فيها منعدمه تماماً شمال وجنوب ووسط بعد ثلاث ايام يضئ النور في نيالا شمال ونيالا وسط ونيالاجنوب هكذا تم تقسيم الكهرباء بالمدينة مرة واحدة في الاسبوع وهو ايضاً السبب في الانفلات لان المجرم دائماً يصتاد في المياه العكرة والظلام الدامس ولا يظهر مع النور ولا في الاضاءة حتي لا يتم التعرف عليه ورغم حظر الكدمول الا ان بعض المجرميين في نيالا وقفوا عصياً ضد قرار الحظر والكدمول في حد ذاته لا يمنع وقوع الاجرام فكان الاولي بحكومة جنوب دارفور منع السلاح وجمعه بقوة الدولة لان الذي يقتل المواطن هو السلاح وليس الكدمول ، سمعنا كثيراً ان المواطن قتل بسلاح ولكن لم نسمع بشنق مواطن بالكدمول فالقرار الاصح هو حظر ومنع وجمع السلاح من ايدي المليشيات وليس منع الكدمول ،، وفي الفاشر ايضاً تكررت حوادث القتل والتهديد والسلب ليلاً وسرقة عربات الاجرة من المواطنين وبعد صلاة المغرب لا يتحرك اي عربة خط مواصلات عامة خوفاً من التهديد والقتل وسرقة الايراد اليومي وسلب العربة فالحياة يتوقف تماماً بالفاشر بعد صلاة المغرب وفي معسكر زمزم للنازحين قتل عدد من الاشخاص في داخل المعسكر في ظل الانفلات الامني وتم تشييع الجثاميين ونصب سرادق العزاء لهم وكذلك الحال في الجنينة وزالنجي والضعين واذا كانت هذه هي الحال في عواصم ولايات دارفور الخمس فما بال بقية مدن وقري وفرقان وضواحي دارفور ؟ حالتهم لا توصف ابداً ومسلسل القتل فيها مستمر لدرجة مؤسفة للغاية ، وبالامس تصدر قيادة الدولة قرارات بتغيير الطاقم الحكومي والدسوري واستبدال بعض القيادات بأخري احلال وابدال وكانت نصيب دارفور في التغيير الوزاري الجديد ايلولة وبقاء منصب نائب رئيس الجمهورية من نصيب دارفور وفقدان منصبي رئيس مجلس الولايات ووزارة المالية ، وذهب الحاج ادم من القصر وهو كان ممثلاً لدارفور لسنوات ولكن لم يطأ قداماه ارض دارفور وهو نائب للرئيس ممثلاً دارفور ؟ وانشغل فقط بالافتتاحات وقطع الشريط ورئاسة اللجان والتمثيل الديكوي والصوري في المحافل ولم يفعل شي لدارفور بل استفاد من الموقع لنفسه فقط من الامتيازات و النثريات وغيرها من اموال السحت ، وجاء خلفاً لحاج ادم ، حسبو محمد عبد الرحمن ممثلاً ولايات دارفور في القصر الرئاسي نائباً للرئيس وفور تعينه انبسط وفرح حسبو فرحاً ما بعده فرحة وكاد ان يطير بدون جناح وبختكم يا ناس كزام للمناسبات والافراح تم استئجار صيوانات ونصبت في منزل حسبو لعدة ايام وزبح الزبائح والمشروبات والحلويات ابتهاجاً بالتعيين وتلقي التهاني وفي دارفور الناس بتتلقي العزاء في سراديق وصيوانات وحسبو ممثل دارفور في القصر الرئاسي يتلقي التهاني في صوان افراح وصدق القائل ( ناس افراحا زايدة وناس بيتألموا ) والله هذا عيب يا حسبو وانت تنصب صيوان لاستقبال التهاني واهلك في دافور صيواناتهم لتلقي العزاء فكان الاولي بك الذهاب الي دافور للتعازي ومن ثم العودة لافراحك وماذا ستفعل بالقصر من خلال منصبك كنائب للرئيس ولو كان في شي لفعله الحاج ادم من قبلك وبكرة تتولي رئاسة اللجنة العليا للعمل الصيفي للطلاب وبعده رئاسة لجنة الخدمات والنهضة الزارعية وافتتاح زلط القلعة ومشروع ستيت وسد الدمازين وكوبري الدباسين وينتهي عهد ولاية النائب دون شي . افيقوا يا اهل دافور من نومكم العميق واصحوا يا جماعة حسبو لا يفعل لكم شي ولا حتي يقول لكم الدوام لله في وفياتكم بل يقولوا له مبرول المنصب وهو يقول الله يبارك فيك في تلقيه للتهاني . [email protected]