مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحاوي .. وال(شوني كاري كاري) .. و مهرجان تراث جبال النوبا الحلقة الثانية (الأخيرة)
نشر في الراكوبة يوم 27 - 12 - 2013

عندما تقول للشخص الجالس بمقربتك (يبدو إن الطقس سيكون ساخناً جداً اليوم) فيرد عليك (صحيح السُّلَّم التعليمي الجديد ومناهج هذه الأيام أنهت التعليم في بلادنا)!!.. أو تقول لمن تجاوره وأنت تحاوره (إني مسافر إلى لندن) فيعلق على قولك هذا (لا أذكر إنك حدَّثتني عن صديق لك بإسم محمد أحمد قبل الآن)!!.. هنا الأمر لا يعدو شيئين إثنين لا أعتقد ان لهما ثالث .. أمَّا إن جليسك وأنيسك هذا (سرحان أفندي) أو (سرحان عبد البصي.. نص.. صفنكير) على طريقة عادل إمام في شاهد ما شافش حاجة لا يسمع جيداً ولا (يلتقط) ما يُقال كما ينبغي، أما معتوهٌ مخبول لا يعي ما يُقال أو يقول .. و في الحالتين فإن (ونستك) مع هذين (الكائنين) يصير عصِيَّاً إن لم يكن مستحيلاً..
..هذا ما نجده في كثير من المواقف حين نطرح بعض وجهات نظرنا المتواضعة تجاه قضايا جنوب كردفان (جبال النوبة) على الصحافة الإليكترونية التي نلجأ إليها بين حينٍ وآخر، بعد أن أغلقت الصحافة الورقية بالوطن صفحاتها أمام أي طرح جاد أو قضايا جوهرية وتحوَّلت إلى صحافة منوعات وإعلانات بفعل الرقيب الخارجي أو بتفعيل الرقابة الداخلية التي صارت تعيش داخل نفوس أصحاب الصحف والناشرين .. ففي المداولات العكنبوتية هذه، و في شئون هذه المسكينة المسكونة، المظلومة المكلومة (المكجومة) المُسمَّاة جنوب كردفان، جنون كردفان، جُنون خُرفَان، جُنون خَرفَان، أو كردفان جُنوب، صارت السِمة الغالبة والعامة هي أسلوب (حوار الطرشان) هذا أو طريقة ال(كيجي ميجينق) لُطفاً أنظرو مترجم قوقل عند المفردات العصِيَّة !!، فالمناقشات حول الآراء المطروحة تبدو شيئاً كالمثال أعلاه أو مثل أن يلتقيك قريب لك مسطول أو مخبول أو مخمور في الطريق فيسألك (إلى أين) لترد عليه (أنا في الطريق إلى مزرعتنا) فيعلق على قولك (نعم هذه حقيقة فأخونا فلان شخص سئ الخُلق و لا يحفظ جميلاً)!! .. (إنك لم تسمعني جيداً، أنا لم أذكر إسم فلان، قلتُ لك إني ذاهب إلى المزرعة) .. (يآآآآ ، مبروك، ألف مبروك، لم أسمع من قبل إنَّ إبنك قد نجح للجامعة)!! .. (واو!! ، هذا خطأي أن وقفتُ لك فأنت شخص لا يجب ن يضيع معه أحد وقته، أنا ذاهب) .. فيرد عليك أخيراً (الكلُّ يقول ذلك، هذا العام الخريف ممتاز وكل شئ يُنبِّئ بموسم إنتاج وافر، حظَّاً سعيداً في طريقك للمزرعة)!!!.. وتكون دقائق ثمينة وغالية من عمرك اللاهث قد إنقضت هباءاً وأنتما تدوران حول حلقة هلامية لترجعا في النهاية إلى خلاصة ما بدأتما به، جملة واحدة كان يكفي نصف دقيقة واحدة للتعليق عليها لينصرف كل منكما إلى حال سبيله .. هذا هو حال الحوارات والمجادلات خاصة مع بعض الذين ينصبون أنفسهم أباطرة وكهنة على رؤوس أبناء جبال النوبا وقضاياها، ويجعلون من أنفسهم بُؤَر معيارية لتصنيف شئون المنطقة وتحديد مساراتها، وتحديد المتحدثين بها وفُرَص الحديث ونوع العبارات، و هُم من يملك منح أوسمة الأصالة والإنتماء لمن يوافقونهم الرؤية ووجهات النظر، ومنح (اللعنة) لمن يخالفونهم، فهم حَمَلة الحقيقة المُطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها!! .. إنها إحدي الأعراض الشهيرة للمقهورين نفسياً (المُضطهدين) إذ تقول التحليلات النفسية (إن طول المعاناة، وعمق القهر والتسلط الذي فرض عليه يعني المُضطَهد أو المقهور ينعكس على تجربته الوجودية على شكل تضخم في آلام الماضي، وتأزم في معاناة الحاضر وانسداد آفاق المستقبل، ويتفاعل هذا مع عقدة النقص وعقدة العار، مما يغرق الإنسان في ضعفه وعجزه واستسلامه إزاء قوى تتحكم في مصيره، ويحس أنه لا قبل له بمجابهتها) .. و في مرحلة مُتأخرة من هذه الحالة يبدأ الإنسان بتحويل حالة الغليان العدوانية التي كانت موجهة ضد نفسه من قاهريه أو مُضطَهِديه إلى الآخرين، بعد عدم تمكنه من كبتها، فيحول عدوانيته إلى الذين يشبهونه، يعني يوجه عدوانيته إلى المقهورين المُضطَهدين مثله .. إن لب هذه العملية هو التفتيش عن مخطئ يحمِّله وزر العدوانية المتراكمة داخليًا، وبذلك يتخلص من شعوره بالذنب ومن عاره وعقدة نقصه ويصبها على الآخر، متهما إياه وبشكل توهمي أنه يحسده ويريد أن يؤذيه، وهكذا يصبح العدوان عليه مبررًا فهو دفاع عن النفس ليس إلا. إن هذا التفريغ والتحويل للمشاعر السيئة الداخلية تجاه الآخر المقهور مثله ينفع مؤقتا في تخفيف التوتر الداخلي للإنسان المقهور، لكن كل ذلك يفشل في تخليصه وإراحته على المدى البعيد...) .. بالله عليكم هل رأيتم كيف ينطبق الحال!! .. ففي مقالي : (المهرجان الثقافي لتراث جبال النوبا .. المثال الحي لنقص القادرين على التمام وال(bad finishing) )، رغم أني، حسب ما أظن وليس كل الظن إثم، عرضت فكرتي ووجهات نظري بعبارات واضحة وبسيطة حول أوجه الخلل والإختلال والتشويه والتشويش (في أسلوب التنظيم والتقديم والمنصة والتجليس و(تمرير) الفِرَق والرقصات والمعارض وفترة المهرجان وزمن وتوقيت قيامه ...إلخ) إلا أن بعض الذين كنتُ أقول أني أتغاضي عن الرد عليهم والتجادل معهم خلف خنادق الأسماء المستعارة لقناعتي بعدم جدوى التحاور والجدال مع (الأشباح) و(البعاعيت) و(العفاريت) و(الأرواح الشريرة) التي تتقمص شخوص البشر وتكتب بأسماء مستعارة، وإنما (أجدَى) أن أناقش أشخاصاً معتبرين معلومين عند الناس يمشون بينهم .. طرح أحدهم، دَعوكم من إسمه فهو ليس أسمه، (إن ما حدث يعني المهرجان مثار النقاش هو أقرب للأولمبيات)!! .. هكذا كتب بالتاء، الأولمبيات!!، ، نعم هو أقرب، و يا بُنَيّ النجم أقرب!!!.. ، ألم أقل لكم إنها عقول الأطفال التي تنبهر بتطاير الفقاقيع وفرقعات البالونات والأضواء الملوَّنة للألعاب النارية!!.. أولمبيات!!.. ثم قال الشخص (في ما يعني المهم في الأمر) إن هناك رسائل مهمة ومتعدِّدة قد وصلت، و بدأ سردها بطريقة (أوَّلاً، ثانياً)، إلى سابعاً، حيث لخَّصها في (النوبة شعب لا يمكن هضمه بسهولة .. تراثه زاخر، زاخر قالها هكذا بالزاي!! وغني وأعجب النوبة وغيرهم .. التنوُّع الذي أنكره رئيس الدولة موجود وراسخ .. التجمُّع دليل قوة الوجود .. وإنَّ المهرجان عبَّر عن زوال الفوارق بين أبناء النوبة) .. والمدهش إنه قال في سابعاً يعني من الرسائل التي أوصلها المهرجان (أرى إن المهرجان قد أوصل رسائله بكل وضوح)!!، أي أن إحدى رسائل المهرجان إنه يرى إن ...، .. وأترك للقارئ الكريم التعليق الذي يستطيعه أي طالب بمرحلة الأساس على مستوى خبل وهتافية الكلمات غير المستندة على أي معيار أو قياس .. فقط ألتمس من القرَّاء ملاحظة إن المهرجان كشف للناس إن (شعب جبال النوبا لا يمكن هضمه وإن تراثه غني يعجب النوبا وغير النوبا وإن التنوُّع في السودان موجود وراسخ)!! .. ياله من إكتشاف!! .. ثمَّ قال خامساً (مهددِّات البقاء لشعب جبال النوبة في ظل الإستهداف تمَّ التعبير عنها علانية)!! ..على من يستطيع فك شفرة هذه الجملة ويفك طلاسمها من القرَّاء الأكارم أن يتكرم بإفهامنا و(يوقِّعها لنا) مهاتفةً بالتلفون أو بالإيميل، إنها لغة وشفرات وطلاسم و(كود) الكهنة والكجرة التي لا يجيدها ويعرف سر طلاسمها إلا (بعض) أولئك المُدَّعين بأنهم حَمَلة قضايا جبال النوبا وحاملي همومها، و هُم (غالبهم) في الواقع حاملي هموم منابر وأضواء وضجَّة وهتاف وهياج أجوف..
..أما آخر فقال، في مداخلة باللغة الإنجليزية لم أدرِ سبباً لها (أي المداخلة باللغة الإنجليزية لمقال مكتوب باللغة العربية، ولرسالة موجهة لشعب غالبه، إن لم نقل كله، يتحدث العربية ويقرأ ويكتب بها) .. المهم قال أنني (أي شخصي كاتب السطور) أحب فرض آرائي منذ أن كنت في (موقع، منصب منظم جيَّداً) في سكرتارية الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان ..
(since the time you were heading a quite recognized post in SPLM in the state secretariat - Kadugli, you always like to impose your idea)
..أي ما يعني بأني أخالف وأفرض رأيي حتى داخل المؤسسات والمواقع والمناصب المنظمة جيِّداً، وبالتالي تحدَّثتُ عن خلل المهرجان كطبيعة خلافات وفرض رأي عندي وليس بسبب إن المهرجان غير منظم .. وتساءل لماذا لم أقم أنا إذاً من قبل وأسبق بتنظيم هذا المهرجان بتلك الطريقة التي أراها كان يكون ترتيباً أفضل!!، وتساءل هل لا أزال على أفكاري (هو قال فكرتي) القديمة منذ أيامي في الشباب الإسلامي أو الإسلاموي بالجامعة!!..
)Are you still with your former idea of the Islamist youth at the time when you were in the university)
.. وعن قيادتي أو خداعي في حملة تليفون كوكو في الإنتخابابات المغشوشة المُزوَّرة الملعوبة .. (fake cheated and rigged election)
هو لم يذكر شيئاً عن أني أيضاً كنتُ مُرشَّحاً في دائرة ولائية .. ثمَّ (حشر) عشيرة ألأجانق (المجموعة اللغوية التي أنتمي إليها في جبال النوبا)!!!.. ثُمَّ نصحني ووجهني مخاطباً لي ب(أيها الجيل الشاب)، أو (يا جيل الشباب) .. بأ ن كون منطقيين وهادفين!!..
..أنا كنتُ تحدثت، كما شرحت من قبل، عن نقاط واضحة ومحددة وبلغة واضحة وبسيطة إن تراثاً بثراء وزخم وضخامة تراث جبال النوبا وتنوُّعه وتعدُّده لا يمكن عرضه بإختزال وإختصار في ما سميت (طابور سير أمام المنصة) أو (دقيقة واحدة) لكل فرقة للمرور ...إلخ، و قلتُ إن هذا هو ذاته طريقة الدولة والأنظمة المركزية في العرض والإستعراض المبستر المُختزل لهذا التراث وهذه الرقصات في المحافل العامة فإذا عذرناها وعزينا ذلك إلى كون إنها تجنح للإختزال والإختصار والبسترة بسبب إن تلك المحافل لا تكون أصلاً لأغراض عرض التراث أو الرقصات وإنما الرقصات هذه تأتي ضمن إكسسوار وديكور لبرامج أخرى، فما عذرنا ل(المهرجانيين) على العرض العابث والمُشوَّش في (مهرجان) قالو إنه (ثقافي) ول(التراث) ما يعني إنها يوم الفرصة الكاملة لكل عرض للظهور بصورته الأصلية والحقيقية الكاملة (أي تناقض، و أي إدِّعاء، و أي هتاف أجوف، و أي تغييب للعقول)!!.. وقلتُ أن الطريقة التي تَمَّ بها جمع المال بطريقة (الشوباش) أو (الحاوي) تلك ليست موضوعية أو عملية أو علمية أو (صحيحة) كما إن المعارض أيضاً كانت مجرَّد رهق للعارضين لم يكن فيه من الزمن إلا (إحضار وفك وإعادة ربط وترحيل) لقلَّة الساعات وضيق الزمن .. قلتُ لكم إنهم نفس الأشخاص الذين يملأون الدنيا صياحاً بأن الدولة لا تعطي لتراثنا ما يستحق من مساحات وساحات وزمن لعرضه أو إستعراضه وإبرازه، فإذا هُم أنفسهم يبسترونه ويختزلونه ويختصرونه في مصطلحات إسمها (طابور سير)، (مرور في دقيقة)، وعبر (مهرجان) قالو إنه (ثقافي) ول(التراث) ثمَّ لا يستحون من محاولات الدفاع والتبرير والتسويق للنجاح و تعديد الرسائل التي أوصلها المهرجان لدرجة أن يضطر أحدهم أن يجعل من كون إنه (يعتقد ويرى ...) واحداً من تلك الرسائل إنها ما قلت لكم عن أعراض وسلوك المقهورين نفسياً، و لو لاحظتم وأمعنتم النظر لزالت عنكم الدهشة وزال عنكم العجب بمعرفة السبب إذ غالب الذين يكيلون السباب واللعنات للنظام والدولة ويكاد يجعلون من ذلك مهنة وهواية هُم في غالبهم أساطين النظام وأعمدته وركائزه حتى قبل حينٍ فقط، فلما سقطو أو تساقطو بسبب أو آخر طفقو يرفعون العقيرة ويغلظون النبرة إجتهاداً في إخفاء سوءاتهم و سوء ماضيهم فيجعل ذلك من تصرفاتهم مشوشة ومتضاربة ومتناقضة، ومتطابقة مع ذات سلوك من ينتقدونه، و قد قلت في المقال (... الغريبة إن أؤلئك الذين يرون ويرددون إن (مستوزري) الحكومة و(أزلام) النظام خاصة من عناصر المؤتمر الوطني بالطبع ( الحزب الحاكم) يعملون ضد أهلهم النوبة و هم لا يمثلونهم والنوبة بريئون منهم ...إلخ، هم أنفسهم من حوَّلوا هذا المهرجان والمحفل إلى (حظيرة بروتوكولية) محجوزة لدستوريي وقيادات المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) لدرجة فصل مقدِّمة جلوس هؤلاء بسياج في حالة لا تحدث حتى في بروتوكولات الحكومة حين جلوس رئيس الدولة في الملتقيات واللقاءات الجماهيرية، وإمتلات الصفوف الأولى من المقاعد باللافتات والأسماء والألقاب البرَّاقة لوزراء وقيادات أبناء جبال النوبا في الحكومة الشئ الذي جعل الأمر يبدو وكأنه (ملتقي ممثلي جبال النوبا في الحكومة) وليس مهرجاناً شعبياً، في تهافت و(تكسير تلج) غريب من قيادة مهرجان يدَّعون إنه ل(تراث جبال النوبة) .. قد (يهتف) المبرراتية والتبريريين الببغائيين بأن هذا نفسه جزءٌ من تراثنا في (توقير وإحترام الكبار)، ليكن!!..، إذاً فهؤلاء هم كبارنا الذين يستحقون التوقير والإحترام، إتفقنا، ولكن غالب هؤلاء الموقرين المحترمين الذين كانت ديباجاتهم (ملصَّقة) في المقاعد بالعشرات قاطعوا (مهرجان تكسير الثلج) هذا ولم يحضروا وتركوا المقاعد (بديباجتها البراقة) شاغرة فاغرة أفواها عجباً من هذا التناقض الفصيح، إنه النفاق بعينه والتناقض بشحمه و لحمه، أولئك الذين لا يفتأون أو يفترون ليل نهار (لكن في الأركان المظلمة طبعاً) من شتم وسب أبناء جبال النوبا المشاركين أو (المتواطئين) مع الحكومة بأنهم أذيال وأذناب ومعادين لأهلهم و...إلخ، ولكن في الضوء والهواء الطلق يهرعون إلى الإحتفاء بهم وتكسير (الثلج و البَرَد) لهم و(معهم و بهم) برغم إن هؤلاء لا يعبأون (بثلجهم) هذا، ولا يحضرون ولا يعتذرون ولا هُم يحزنون!!.. إنها دائماً أزمة التناقض والنفاق والهتاف الأجوف والشعارات الفضفاضة ممن يدعون حمل قضايا جبال بمختلف المحاور)!!.. أعلاه هذا كان ما ذكرنه ضمن ذاك المقال .. إنها معاناتنا مع حوار الطُرشان والمخابيل .. أما سادن معبد الكهنة ذلك، الذي كاد أن يقول أن رئيس المهرجان هذا (نبيٌّ مُرسَل) من ربَّة الفن والجمال لإنقاذ تراث جبال النوبا من الهلاك فلا نملك له إلا (وماذا تركتم لمن تنعتونهم بالمطبلين ومكسرين التلج) .. عفواً عزيزي القارئ تذكرتُ إني قلتُ لكم إنه (مهرجان تكسير الثلج)، صدقت كلماتي، راجعو المقال، ولكن ربَّما جعل هؤلاء للتطبيل و(الدَّهنسة) أيضاً ألوان وأشكال يجوز لبعض الناس ولا يجوز لآخرين فلهم في الجدال واللجاجة فنون و(شئون، وجنون) وأنا لم أعرف أيامي بالجامعة (الحقيقة أيامي بالجامعات، حيث أنَّي في الواقع كنتُ فُصِلت من عدد من الجامعات، لأسباب غير أكاديمية!!، لا داعي لذكرها حتى لا ندِّعى البطولة والنضال المُبكِّر إذ نترك ذلك ونفسح المجال لأدعياء النضال الذين كل فاتورتهم في ذلك هو إعتلاء المنابر والهتاف الأجوف) .. المهم أنِّي لم أنتمي إلى ولم أعرف ولا أعرف حتى اللحظة والله تنظيماً قام في السودان بإسم (الشباب الإسلامي أو الإسلاموي) .. ولا أدري إن كان مشاركتنا في الإنتخابات هذا هو ما جعلها مغشوشة ومُزوَّرة وملعوبة .. (fake cheated and rigged election) أم ما المقصود بذكرها وهي إنتخابات عامة شارك فيها كل القوَى السياسية والأفراد ومن ضمنهم حزب الحركة الشعبية الذي كنتُ أنتمي إليه ويبدو ينتمي إليها كاتب التعليق، وهو كان الحزب النديد والنظير للمؤتمر الوطني حينه ولم يستطع مقاطعة الإنتخابات أو يمنعها من أن تكون (مغشوشة ومُزوَّرة وملعوبة)!!! .. هل يريد ان يقول الرجل أن شخصي (أنا كاتب السطور) و أنا فرد أحد ضعيف كنت من القوَّة بحيث كان يمكنني أمنع هذه الإنتخابات من أن تكون (مغشوشة ومُزوَّرة وملعوبة) بالإمتناع عن المشاركة فيها أم ماذا!! .. إلم أقل لكم إنه حوار الطرشان؟!!.. أما عن سكرتارية الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان التي وصفها بأنها كانت a quite recognized post فلا أدري كيف ذلك وأنا الذي كنت بها وأعرفها وأعرف كيف كانت تسير، ولا أدري لماذا ذكرتني عبارته a quite recognized post بعبارة شهيرة جاءت في تقرير الحكومة اليوغندية في وصفها لحال طائرتها الرئاسية التي كان يستقلها الراحل د. جون قرنق دي مابيور في الحادثة الشهيرة التي راح ضحيتها في أواخر يوليو 2005م حيث قال التقرير إن الطائرة كانت well equipped .. مُجهزة جيِّداً!!! و قد أوردتُ ذلك في قصيدة التأبين الشهيرة ب(لويري، كاودا) بإسم (ما مات القائد لكن كِمْلَت مأموريتو):
.. ما مات القائد لكن كِمْلت مأموريتو .. نُم في سلام
.. طائرة هيل، well equipped ممكن فجأة تبقى حطام!!..
لكن قالو well equipped!! دا قدر مكتوب ولا فيهو إجرام!!..
..قد أدهشني هؤلاء حقاً، و لم يتركو لي وصفاً للحال إلا إنه تماماً (حوار الطرشان) فلم أجد لهذا الشخص كما أسلفت مبرراً للتعليق باللغة الإنجليزية لمقالي المكتوب باللغة العربية، ولرسالة موجهة لشعب غالبه، إن لم نقل كله، يتحدث العربية ويقرأ ويكتب بها خاصة وإنه يبدو يفهم العربية جيِّداً حسب ما علق وحسب ما قرأت له من تعليقات حول قضايا أخرى في مواضع أخرى، لكنَّه ال(show off) الذي عبَّر عنه في تناقض حين قال إن بعض الكتابات ليست هادفة أو منتجة ولكنها محض إستعراض ..
(...just to liking such in-different attitude of writings, not at all productive but 75% of their materials are reactions to show off)
.. وهو محض إدعاء معرفة ، وهو ربما، أيضاً بعضٌ من علة الدونية (النفسية والفكرية) يعرض بها لآخرين يطالعون مداخلته الإنجليزية كنوع من الرسائل (على طريقتهم إياها) بأن هاكم أقرأو مداخلاتي فهأنذا كما ترون أحد مناضلي جبال النوبا أقاتل وأنافح عن أشيائهم وأدافع عن تراثهم .. وقد عجِبتُ إنه، رغم ذلك الإدعاء والإصرار على إستعمال الإنجليزية، يرتكب أخطاء إنشائية وبلاغية ونحوية مُخجلة ومُخزية و(فاحشة)) فلم أدرِ لماذا يستعمل كلمة anniversary لكلمة المهرجان والإحتفال، بينما الكلمة تعني الإحتفال الذي يكون ب(ذكرى) حدث محدد أو يوم مُعين أو واقعة ما على مدلول كلمة (عيد) بالعربية الذي يعني الإحتفاء والإحتفال الدوري بشئ (يعود) كل عام أو كل فترة زمنية معلومة مثل ذكرى الإستقلال أو معركة أو ثورة ...إلخ، و ليس العيد بمعنى المهرجان أو الإحتفال العام!!، وكذلك لمعاداته ومخاصمته لعلامة الجمع (s, es) تماماً في كثير من كلماته مثل (idea، فكرة) وهو يعني (ideas ، أفكار) مثلما في you always like to impose your idea.. دائماً تريد فرض آرائك، ومثلما في ..
Are you still with your former idea of the Islamist youth at the time when you were in the university??
..هل لا تزال على أفكارك القديمة أو السابقة ...، ويمكنه طبعاً أن يدَّعِي إنه يعني كلمة (فكرة) المفردة وليس الجمع، ومثل كلمة decade عقد (عشرة سنوات) بدلاً من decades عقود في جملة over six decade till now لأكثر من ستة عقود إلى الآن ...، وعشرات الأمثلة الأخرى ، وكذا وإستعمال عبارة (المجموعات اللغوية الثانية عشر في جبال النوبا) ، 12th Linguistic Groups in the Nuba mountains وهو يعني بالطبع (المجموعات اللغوية الإثنتا عشر)، بغض النظر عن خطأ المعلومة نفسها وليس لغتها فحسب حيث إن المجموعات اللغوية بجبال النوبة عشرة وليست أثنتا عشر حسب ما نعلم!!
..بالإختصار المفيد إن مما أوصل جبال النوبا إلى هذا الحال والمآل المأساوي، وفاقم الأزمات بها وإستعصى المعالجات هم مُدَّعيي المُعالجات أولاء الذين يفعلون دوماً نقيض ما يقولون ويدَّعون عكس ما يمارسون، والمخبولين الذين ينبرون لعبادة الأشخاص والتبرع والتفرغ لتمجيدهم مثلما فعل (المذكور أعلاه)، ومثلما يفعل على الدوام أحدهم الذي نعرف جيِّداً ظروفه الصحية والإنسانية وظروف تواجده داخل غرفة مُغلقة يستقي من داخلها المعلومات الأولية المطلوبة لإعادة صياغتها وحياكتها وحباكتها وإطلاقها بعد ذلك للفضاء بإسم تقارير، تحليلات، تحاليل، وهى في الواقع (مُحللات) لما ياخذون من أثمان مقابل ذلك .. والسبب الأساس بسيط هو إن الأسياد واللورادات الإقطاعيين (موردي المواد الخام من المعلومات) لا يريدون (الظهور على الشاشة) ولا يريدون المواجهة لأنهم يعلمون إنهم على رؤوسهم ريش، ولأنهم، مثلما كل الإقطاعيين والبرجوازية والنبلاء الإقطاعيين يملكون من الخدم والحشم والأرزقية والرقيق الرعاء الغوغاء الأدعياء المستعدون دائماً لحشدهم إلى حرب الوكالة والقتال بالإنابةً لينوشو ويحوشو عنهم نظير (دويلاراتٍ) يقمن صلبهم .. مشكلة جبال النوبا يا رفاقي و(يا صحابي في الملايو وفي باندونق الفتية) إنها تقاتل حرب تحرير وإنعتاق في جبهات متعدَّدة .. حرب تحرير من السماسرة والمُدعين لحمل قضايا جبال و هُم على العكس يحمِّلونها عبء حملهم على أكتافها (محل النياشين تماماً) للهتاف من فوقها بإسمها والإرتزاق منها، والذين يتحولون إلى بارونات ولوردات تحرسهم حاشية من الأرزقية والهتافيين.. ثُمَّ حرب التحرير من الإستهداف العرقي والثقافي الذي تقوده ضدهم مؤسسة المركز.. يا لبؤس الحال!! ..
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.