بعد ان قضى اكثر من عشرين عاما في رئاسة اتحاد عمال السودان ترقى غندور الي مساعد رئيس الجمهورية .والقفز بالزانة ليس بجديد على المؤتمرجية فعلي كرتي بعد ان كان قابعا في مكاتب (غبشة) جوار استاد الخرطوم كمنسق للخدمة الالزامية اصبح بين عشية وضحاها وزيرا للخارجية كما ان بعضهم تمرد على سلطة الدولة وصدر بحقهم اعلان لمتهمين هاربين من وكيل النيابة الاعلى ولكنهم اصبحوا ابناء السودان البارين باهلهم ووطنهم وصاروا مسئولين كبار في الدولة. .هذه امثلة من كثير مما حدث في عهد حكومة المؤتمر الوطني التي افقرت العباد وقسمت البلاد ومازلوا يتحدثون عن التنمية ورفع المعاناة وانتهاء عهد التسيس والتمكين وفتح باب الخدمة المدنية لجميع السودانيين وهذا اعتراف ضمني انهم طوال ربع قرن من الزمان كانوا يعملون على تمكين انفسهم في كل مفاصل الدولة بغض النظر عن الكفاءة ودون مراعاة لمصلحة البلاد والعباد فكان التدهور المريع في الخدمة المدنية وفي كل المشاريع الزراعية والصناعية التي كانت العمود الفقري لاقتصاد البلد والذي كان في افضل حالاته كما زرعوا كثيرين من عضويتهم في مؤسسات كان يجب ان تبعد عن السياسة وتحافظ على صفة القومية كما هو معروف في كل دول العالم. وكغير سلفه نافع صار غندور يتلقف تصريحات الريس ويخرجها في ثوب يختلف عن شكل تصريحات رئيسه مع تطابق مضمون التصريحات. فلا احد يتجرأ على اطلاق مثل هذه التصريحات من على شاكلة ان عهد التمكين والتسيس قد انتهى ولكن طالما بادر بها الريس فكلهم سوف يجدون جديدا يتحدثون به للفضائيات من امثال ربيع عبدالعاطي وامين حسن عمر ومهدي ابراهيم وغيرهم .وانا على يقين تام ان دكتور غازي ومجموعته كانت لهم نفس هذه الاراء التي تحدث بها الريس وهي اطلاق الحريات وفتح فرص العمل في الدولة للجميع كلا حسب مؤهلاته وعدم محاسبة الموظف المعني بميوله السياسية طالما انه يؤدي واجبه والاعتراف بجملة الاخطاء التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن خاصة بعد ان سالت دماء غالية روت تراب بلادنا الحبيبة.فهذه المطالبات لانها لم تصدر من الريس او من اخرين لهم نفوذ في الحزب الحاكم يراها الحزب خروجا على المؤسسية ولكن عندما تصدر من الريس شخصيا فكلهم يصفقون ويروجون لها .ولعل ماشهده الحزب الحاكم من انشطار الى ثلاثة احزاب يدل دلالة قاطعة على موت المشروع الحضاري ودولة الشريعة ومجتمع الفضيلة والتي كانت مجرد شعارات حق اريد بها باطل.فالصادقون من عضوية المؤتمر الوطني جردوا حسابهم بعد ربع قرن من الزمان وسألوا انفسهم في لحظة صدق مع النفس ماذا تحقق من الشعارات التي رفعت منذ العام89؟ هل تحقق مجتمع الفضيلة؟ هل طبقت الشريعة في كل نواحيها؟ هل تحسن وضع البلد الاقتصادي؟ هل اقيمت مشاريع تنمية حقيقية ظهرت اثارها على المواطن؟ اين مشروع الجزيرة الان وكيف كان قبل العام89؟ اين السكة حديد؟ اين النقل النهري؟ اين القمح؟ اين سودانير؟اين اصول الدولة السودانية من عقارات واراضي ومصانع؟اين قيم الشعب السوداني وعاداته السمحة؟ واين الجنوب وبتروله؟ وماذا حل بدارفور؟ وماذا يجري بالنيل الازرق؟ وماذا اصاب جنوب كردفان؟ واين الامن الذي انعدم حتى في القرى والارياف؟. ظهرت هذه الايام عبارة جديدة يصرح بها كثير من المؤتمرجية وهي ان الشعب السوداني سوف يمنحنا تفويضا لمواصلة قيادة البلد .بأمارة ماذا يمنحكم الشعب السوداني تفويضا لحكمه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مقال قادم بحول الله فانتظروني ودمتم. مجذوب محمد عبدالرحيم منصور [email protected]