إلي جميع مثقّفي كردفان في الداخل والخارج وأينما وجدوا وإلي جميع أبناء السودان أتوجّه بهذا النداء لما نراه من أنّ النار قد أخذت تحرق فعلاً في كردفان الأمر الذي يجعل الحديث عن الفساد رغم ضرورته حديث ترف ذهني ويمكن أخذه جانباً مؤقّتاً حتّى نعود إليه بعد إطفاء الحريق. الحريق يا أبناء كردفان والسودان يتمثّل في هذه القوات الغازية المسمّاه شعبيّاً بالجنجويد ورسميّاً بقوات الإسناد. إن لم نأخذ هذا الأمر جميعاً والآن دون تأخير بمحمل الجدّ فسوف نحترق ويحترق أهلنا في كردفان بنيرانها التي لا تفرّق بين وطني وشعبي وأنصاري وشيوعي وبعثي وحركة شعبيّة وعدل ومساواة وقد يتعدّاه إلى أماكن أخري من السودان. إنّ ما يجري الآن هو لحظة تاريخيّة شديدة الكثافة والخطورة وعلينا جميعاً أن نعي هذا وأن لا يكون لنا هم غيرها حتّى تزول الغمّة عن أهلنا ثمّ نعود لنقد التجربة وربما محاسبة كلّ من فرّط وأخطأ. إنّ ما يجري من وجود هذه القوات الغازية والتي يقدّر عددها الكلّي بزهاء العشرة آلاف مقاتل جئ بهم من أماكن بعيده من أرض الله الواسعة لأغراض أخري ولكن شاءت الظروف أن لا يتمّ المسعي فرزئت بهم كردفان. علي جميع الأقلام أن توثّق ممارسات هذه القوات وأن تتحدّث بالفم الملآن عن من كانوا سبباً في هذه الكارثة وتحميلهم المسؤوليّة كاملة والتاريخ لا يرحم. علينا جميعاً أن نجد الوسائل الكفيلة بإخراج هؤلاء الغزاه عن أرضنا قبل أن يتمكّنوا منّا ولات حين مندم. إن أمر هؤلاء الغزاة قد إستفحل وقد يكون قد تجاوز فعلاً مقدرة حكومة الولاية بدليل عجزها البائن عن إتّخاذ إجراء بالسيطرة عليها ثمّ ترحيلها بعيداً عن ديار كردفان. إن أمر هؤلاء الغزاة ليس بالحرش ولكنّه الهدم الهدم فتدبّروا أمركم.