لنختلف ما شاء لنا الاختلاف إلى أقصى حد ولكن لا تنسى أبدا رابطة الدم والانتماء للوطن الذى يجمعنا وان اختلفت أقدارنا وتعددت أو تناقضت أدوارنا.. رغم هذا الخلاف الذى إذا سار فى مساراته الصحيحة يصبح مفيدا وصحى ذلك أن علينا أن نحرص على سلامة ما يجمعنا وهو الوطن فنحن جزء منه وهو جزء منا ... علينا جميعا فرقاء الوطن أن نتوحد بصلابة الفولاذ علينا أن نحول بإرادة الحياة فينا أي اتجاه لتمزيقه وتقطيع أوصاله وحتى لا يتحول هذا الوطن إلى أجزاء ودويلات متناحرة توفر كل منها للأخرى أسباب الضعف والتهميش والتلاشي ولأن الكثير لم يدركوا حكمة التاريخ فما هو مستهدف بالسودان اليوم أودى بحياة الكثيرين من ابناء هذا الوطن من جراء سياسات لا تشبه المجتمع السودانى ولا تمد للانسانية بشئ .. على القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ان تقدم الدعوة لحوار بين كل الوان الطيف السياسية والحركات المسلحة ممثلة فى الجبهة الثورية ( تحالف كاودا )و تتواصل حلقاته ليفضى فى نهاية الأمر إلى مصالحة ولكن أية مصالحة تلك بعد حصاد مر ونتاج اليم لتراكمات نزعت القلوب من الصدور وأعمت الأبصار وخنقت الأمل فى النفوس وأزهقت الرجاء فى الأرواح .سجل حافل بالحقد الأسود مارسه الكيزان على امتداد سنوات طويلة ولكنهم لم يكتفوا بهذا القدر الذى حدث على امتداد نحو 24 سنة لانهم ما ذالوا يمارسوا فى افعالهم الاجراميةوحتى يومنا هذا ... فلقد شاءت إرادة الله الذى لا مرد لمشيئته أن يهتك سترهم ويكشف مكنون نفوسهم لنكتشف جميعآ الوجه الأقبح الذى لم يصل احد من قبل إليه ولم يكن لكل هذا ما يبرره بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم .. فصار متاحا لهم ما كان فيه يأملون هكذا روجوا لأنفسهم عبر دعايات وخطب منبرية وصدقات للفقراء والمهمشين لم تكن لوجه الله فى يوم من الأيام.. لقد فوجئنا جميعا بوحشية غير مسبوقة وعداء لا مبرر له لكل ما هو عادل وإنساني.يا لها من مأساة مكتملة الأركان وكما يقول مارك بلوخ " التاريخ يسكر الناس ويجعلهم يستعيدون ذكريات خاطئة ويضخم انفعالاتهم ويترك جراحهم تنزف ويخلق لديهم إما هذيان العظمة أو عقد الاضطهاد " وهذا ما حدث لمن يطلقوا على انفسهم اصحاب المشروع الحضارى ذات التوجه الاسلامى .. الدعوة موجهة لشباب التنظيمات السياسية بان يخلعوا العباءة التنظيمية والولاء للتنظيمات السياسية الطائفية منها والتقليدية وان يلبسوا عباءة هذا الوطن العملاق وان يلتحموا مع جماهير هذا الشعب فى الوصول الى هدفنا وهو اسقاط هذا النظام الفاشل الموجود على صدرونا منذ ال24 عامآ .. يبقى الحل والمخرج الحقيقى من هذه الازمة التى تمر بها الدولة السودانية فى تكوين حكومة انتقالية تجمع كل فرقاء الوطن من تنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدنى وحتى من عامة هذا الشعب يجب ان تكون حكومة مكونة من كل فئات المجتمع السودانى بكل اعراقه واثنياته وان يكون لها برنامج اسعافى عاجل لمعالجة كل الازمات التى تمر بها الدولة السودانية من ازمات اقتصادية ومن الحروبات الدائرة فى جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ودارفور التى قضت على ارواح المواطنين العزل وقضت على الزرع والحرث وكل شئ .. السودان الآن مقبل على هيكلة بناء جديدة تقوم على أسس وأطر مختلفة تمامآ عن ماكان عليه فى لذا على الحكومة التى يختارها الشعب ان تعى تمامآ ان هذا الشعب لا يمكن ان يستهان به فهو شعب عملاق وقادر ان يتجاوز هذه المرحلة اذا اتوحدت الجهود والاهداف والبرامج أكيد سنصل الى ما نصبوا اليه وهو اسقاط هذا النظام عبر انتفاضة شعبية تشارك فيها كل الجماهير من جميع فئات هذا المجتمع لذا المطلوب من كل النقابات العمالية أن توعى جماهيرها وعضويتها بماهية التغيير وماهية الثورة وذلك من خلال الندوات على مستوى الاحياء والحارات وفى اماكن تجمعات الجماهر .. الشارع السودانى غاضب من شكل المهاترات التى يطلقها السياسيون من كل الوان الطيف السياسى المختلفة الموجودة فى الساحة السياسية ومن شكل الاختلافات فيما بينهم على القوى السياسية ان تعى ان هذا الشعب لا تهمه اختلافات ارائكم ولا اتفاقكم فيما ترونه مناسب للخروج من هذه الازمات الشعب الآن يريد حريته ويريد ان يعيش ويحيا بكرامته فقط عليكم ايها الساسة النزول الى الشارع والالتحام مع هذه الجماهير جنبآ الى جنب فى صف واحد حتى نصل الى غايتنا السامية وهى اسقاط هذا النظام الفاشل .. و معآ من اجل سودان حر وديمقراطى يسعنا جميعآ [email protected]