جاء في الأخبار أن السيد جمال محمود وزير الدولة في وزارة مجلس الوزراء والوزير المسؤول عن جهاز المغتربين أصدر قرارا بتشكيل لجنة لاعداد تصور وتنفيذ برنامج الدفع الالكتروني للإلتزامات المالية على المغتربين وإعداد تصور لبرنامج تحصيل متأخرات المغتربين. الأمين العام لجهاز المغتربين الدكتور كرار التهامي أوضح أن تشكيل اللجنة الذكورة يأتي في إطار ما أسماه ب"خطة الجهاز لتبسيط الإجراءات ومواكبة التطورات التقنية لإختصار الوقت والجهد" وأكد أن الدفع الالكتروني سيحقق)"نتائج ايجابية( و)نقلة نوعية في التعامل بين المغتربين وجهاز المغتربين(. الخبر يعني أن المغترب سيدفع إتاوات من جديد، قد تكون أشد حيفا وجورا من سابقاتها، وأن ذلك قد أصبح أمرا واقعا بقرار وزاري، رغم أن إعفاء المغترب من الإتاوات كان قد صدر من قبل بقرار من السيد رئيس الجمهورية. أمين جهاز المغتربين كان معترضا على مبدأ إعادة فرض الضرائب على المغتربين، لكنه يبدو أنه قد سلم بالأمر الواقع، ليس ذلك فحسب، ولكنه تحول إلى تسويق الفكرة بإبراز محاسن دفع الضرائب، لمجرد أن الدفع سيتم عبر أنظمة إلكترونية حديثة، تسهل الإجراءات على الدافع وتوفر له الوقت والجهد. ويمضي السيد أمين جهاز المغتربين بعيدا في تسويق الفكرة ليبشر بما أسماه أيضا "نقلة نوعية" في التعامل بين المغتربين والجهاز،ويبدو أن النقلة النوعية في منظور السيد الأمين العام هي هذا الفتح الإلكتروني الجديد. عودة فرض الضرائب على المغتربين هزيمة كبيرة لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين في الخارج بشكل عام وهزيمة شخصية للدكتور كرار التهامي ولنائبه الدكتور كرم الله، وكليهما كانا من زمرة المغتربين، لأنها والحق لله وقفا طويلا ضد إعادة فرض الضرائب على المغتربين، لكن بعد أن اصبحت الضرائب أمرا واقعا لا مفر منه قنع الدكتور كرار بالبحث عن محاسن الدفع الالكتروني. بالله ماذا يضير الضحية الموعودة بالقتل أن يكون القتل بالكرسي الكهربائي أو الرمي بالرصاص أو الشنق حتى الموت أو تجرع السم؟ النتيجة واحدة. الضحية ميت ميت.. مقتول مقتول .. هل الدفع الإلكتروني يلغي الضرائب أو يخفضها؟ الصمت في هذه الحالات أكرم لأنه قد يحفظ بعضا من ماء الوجه بدلا من ثقافة التخفي وراء الاصابع وتسويق القبح.هل يزيل التجميل القبح الأصيل؟ ربما يكون تحرك جهاز المغتربين للتنسيق مع وزارة التربية والتعليم واتخاذ خطوات إيجابية لمعالجة مشاكل إنشاء مدارس سودانية في السعودية وفي المهاجر الأخرى، رغم أنه تأخر كثيرا جدا، ربما يكون هو (النقلة النوعية) الحقيقية أو(الوثبة) في التعامل بين الجهاز والمغتربين، وخطوة عملية في طريق إكتساب ثقة المغتربين في جهاز المغتربين وإحترامهم للعاملين فيه وللقائمين على أمره. (عبدالله علقم) [email protected]