مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الواقع الراهن - ومايحيكون
نشر في الراكوبة يوم 15 - 02 - 2014

بالموازاة مع اعلان الزعيم الراحل اسماعيل الازهري استقلال البلاد من داخل البرلمان في 1955 .. قام عمر البشير باعلان انهيار الدولة السودانية وبيع السودان من داخل قاعة الصداقة في 2014 .. ومع اعلان افلاس وانهيار الانقاذ (2) .. بدأت كنائس الغرب دق اجراسها اعلاناً للدخول في مرحلة جديدة كان قد خطط لها سلفاً في نيفاشا 2005 .. ووقع عليها آنذاك تلبيةً لارادة المجتمع الدولي واقراراً لتنفيذ اجندته الخاصة خصماً على حرية المواطن ورفعة السودان وبقاءه كتلة واحدة .... اتفاقية نيفاشا التي اثبت انها لم تبرم لتحقيق اي سلام ولا استقرار .. بل صممت لفصل ثلث البلاد وتقسيم السلطة شمالاً وجنوبا .. وفقد الشمال لعائد النفط الذي ذهب مع الجنوب كجزء لا يتجزء من صفقة الانفصال .. ومايؤدي كل ذلك من عواقب تسارع من احتقان الاوضاع في الشمال وانهيار الاقتصاد وتضييق معيشة المواطن وتفقاقم الازمة بالاطراف ومناطق النزاع المسلح .. هانحن في السنة الرابعة منذ انفصال الجنوب ومنذ الانتخابات الاخيرة .. وفي نهاية الفاصل الاول من المخطط السياسي الذي كانت حصيلته تدني الامن والاستقرار ورفع الدعم عن المحروقات ورفع اسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والخدمية وارتفاع التضخم .. بالاضافة الى العديد من المحاولات والهبات السلمية لاسقاط النظام التي وضحت الرؤية وكشفت عن المخطط الاجنبي الذي يدعم ويؤمن هذا النظام ضد ارادة ومطالب الشعب .. الآن يبدأ الفاصل الثاني من المخطط بدأً بدعوة القوى السياسية للمشاركة في الحوار الوطني وفي كتابة الدستور الدائم .. ونهايةً بالمشاركة في السلطة والانتخابات المقبلة .. دورة جديدة للانقاذ (3) بمشاركة القوى السياسية و"الناس كل الناس" دون اقصاء ولا تمكين ودون تكبيل ولا تنكيل !! .. كما قال البشير في خطاب الوثبة عن لسان مركز كارتر ومركز السلام الامريكي باسم المبعوث الامريكي الاسبق برنستون ليمان ولسان الاتحاد الاروبي .. اود هنا ان اتطرق للراهن في ثلاث محاور: 1. ان الارادة خلف الحوار الوطني ليست ارادة سودانية .. لقد فشل البشير في توجيه خطابه للشعب السوداني مما عكس مدى بعده وعدم مبالاته بازمة المواطن ومحنته المتفاقمة .. داعياً لحوار قومي دون الايمان باهميته ودون الاعتراف بالازمة ودون التطرق لاي خطوات واقعية او طرح عملي لحل اي جزء من الازمات الراهنة .. .. لم يتطرق البشير في خطابه لاي تحول ديمقراطي ولا لوقف للحروب والمظالم والفساد .. انما كان واضحاً ان الخطاب كان محرراً من جهة اجنبية بهدف ضرب المعارضة وزرع الفتنة بينها وتفريقها .. فالبشير لا يعترف بمعاناة المواطن معتبراً ان الفقر فقر نسبي مقارنةً بشعوب الدول الاخرى .. في حين ان معدلات الفقر تتجاوز الآن 95% بسبب تراجع الزراعة وزحف سكان الريف الى المدن وتوسع نطاق النزاعات المسلحة .. كان من الافضل للبشير الاعتراف بالازمة الطاحنة التي تستدعي من الحكومة ان تقدم قدرا من التنازلات على صعيد الاوضاع السياسية مع مراجعة سياساتها الاقتصادية .. ولكن البشير فشل في ذلك وكانت النتيجة عكسية تماما .. فالبشير اثبت ان الجبهة الاسلامية مازالت متمسكة بالحكم وليس لديها اي رغبة في تغيير سياساتها القمعية الفاشلة .. هذا النظام الذي اتى تحت اسم "الانقاذ"!! .. اليوم اصبح منفصماً عن الواقع بعيداً كل البعد عن القضايا ومعاناة المواطن المأساوية التي تهدد بقاء الوطن الاكبر مساحة واغناها في القارة الافريقية .. اليوم يتدني الامن والسلام والاستقرار وتتوقف عجلة الانتاج وينهيار الاقتصاد دافعاً معدل نسبة الفاقد التربوي ليفوق 50% .. والعطالة 18.8% .. وان الحالة الراهنة التي تهدد البلاد ومعظم مدن واطراف السودان واهاليه الذين يعيشون في حالة حرب وازمة انسانية مستمرة نتاج سياسات مدمرة نفاذاً لاجندة تسعى الى تقسيم البلاد الى عدة دويلات .. فالدولة والقانون والامن ليس لهم اي وجود في غالبية الولايات بالاقاليم .. والنهب المسلح والاعتداءات البشعة على المواطنين وممتلكاتهم اصبح مستباح يتعرض لها الرجال والنساء والاطفال .. ان ازمة البلاد المفتعلة لايمكن اصلاحها بأيدي المؤتمر الوطني ولا شركاءه الذين خضعوا للتآمر وباعوا القضية في اول وهلة واول دولار .. فان ازمة السودان وقبل كل شيئ هي ازمة "منهج ونوايا وضمير" .. نظام استولى على السلطة بالقوة وباع البلاد في اول فرصة .. نظام قام بتدمير البنية التحتية باكملها في جميع المحاور المجتعية والثقافية والدينية بالاضافة الى انهيار الاقتصاد والضرر البالغ بالبنية التحتية وتدمير جميع مكوناته من مشاريع وآليات ومنشئات ومعدات سواء كانت في مجالات الزراعة او الصناعة او الترحيل .. فالمحالج ومصانع النسيج تم نهبها وبيع كافة اصولها ومنشئاتها .. كما تم تفكيك وبيع معدات السكة حديد واصول الخطوط الجوية والبحرية باكملها .. ان اصلاح الضرر اللاحق بالمجتمع السوداني .. ومعالجة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الذان تم تدميرهم تحت سياسات التمكين والفساد الممنهج .. وانهيار الاقتصاد وانعدام فرص العمل والنهب المقنن باسم خزائن الدولة والغلاء المعيشي الفاحش .. عملية تتطلب مجهود ضخم بدأً بتغيير المنهج الفكري والثقافي والاكاديمي لمعالجة التفكك الاجتماعي والعشائري واعادة تعزيز التعايش القبلي والعرقي في بيئة وطنية يعمها الامان والسلام .. كما ان الاصلاح الاقتصادي واعادة تشغيل عجلة الانتاج تتطلب وتعتمد اساساً على الاستقرار السياسي وتعزيز السلام والامن في جميع انحاء البلاد .. وسيقتضي ذلك تغيير شامل في منهجية القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار لاعادة تاسيس البنية التحتية واستغلال الموارد الطبيعية بصورة وطنية مؤسسة .. وتاسيس المشاريع الزراعية والصناعية والثروات الحيوانية والسمكية .. وان كل ذلك لا يمكن تحقيقه دون معالجة ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين .. بالاضافة الى الالتزام بتفعيل القوانين المدنية لحماية حقوق المواطن وكفالة العدالة الاجتماعية والمساواة .. ان ما تم تدميره في ربع القرن الاخير تحت يد المؤتمر الوطني جريمة لا تغفر ولا نتوقع من قيادات المؤتمر الوطني الاعتراف باي جزء منها .. وبناءً على ذلك .. لا يجوز واقعياً واخلاقياً وعملياً شمل المؤتمر الوطني ليكون جزء من مشروع الاصلاح الوطني .. فالضرر الناتج من سوء النوايا وغياب الضمير ومن المنهج العقيم الذي يتعامل به المؤتمر الوطني والجبهة الاسلامية المتجردة من الانسانية والوطنية .. يحتم عدم اعتبارهم كجزء من الحل .. فالانسانية والوطنية والاخلاص هي قيم اساسية لبناء الاوطان والشعوب .. وهي لا تتوفر في وجدان الجبهة الاسلامية .. وان هذا النظام الحاكم لا يتمثل في "المشير عمر حسن احمد البشير" فحسب .. انما يتمثل في الجبهة الاسلامية التي تحكمنا منذ 1989 بمنهجها المعروف بالقمع والقهر والتمكين والتنكيل باسم الدين .. فالجبهة الاسلامية ليس لها اي اعتبار للاوطان ولا للشعوب .. منتهكة للحقوق والحريات لتفكيك وحدة الشعوب الوطنية وازالة الحدود القومية من اجل تحقيق مشروعها الوحيد المتمثل في بناء الدولة الاسلامية .. وان بعد انتصار الشعب المصري الشقيق على نظام الاخوان المسلمين ونجاحه في تفجير مشروعهم الاسلامي .. اصبحت الجبهة الاسلامية مهددة في العالم العربي اجمع وخاصة في السودان .. وادى ازاحة مصر الشقيقة لنظام الاخوان المسلمين الى تقسيم الاقليم وتكوين جبهة وتيار جديد مضاد للجبهة الاسلامية وراعيها الاول امريكا .. فالسعودية والامارات والكويت الآن يقفون صفاً واحداً مع مصر لمحاربة الاسلامويون والارهابيون في المنطقة دون استثناء النظام الاسلامي في السودان .. وليس من التناقض للجبهة الاسلامية ان تضع عمر البشير على الواجهة لتحمله فشلها وجرائمها في الوقت الذي تتفرع فيه تنظيميا استعداداً للعودة باحزاب ومجموعات بواجهة جديدة .. مما يدفع النظام في الخرطوم للتحايل على دول الجوار مدعياً انفصاله عن الجبهة الاسلامية باحالة علي عثمان ونافع وآخرون عن مناصبهم في السلطة .. ثم استبدالهم بالترابي وغازي صلاح الدين ومجموعة الاصلاحيون .. فالمجتمع الدولي لا يستطيع فقدان مشروعه الخاص بالسودان وما افضل من الجبهة الاسلامية لانفاذ ذلك المشروع الذي يتطلب التجرد التام عن القيم والضمير لبيع وتقسيم والخلاص من كل مقومات السودان وطناً وشعبا وثروة .. ونظام البشير لابد له من انفاذ مخطط تقسيم السودان حتى نهايته .. ولتحقيق تغيير حقيقي يهدف الى اصلاح واقعي .. لابد لمطالبنا الاساسية من ان تنحصر في تنحي عمر البشير من رئاسة المؤتمر الوطني كحزب ديني .. وحل الجبهة الاسلامية كالقوة السياسية الحاكمة لربع القرن الاخير .. فالبشير العسكري كرئيس للجمهورية ليس اساس الازمة كماهو المسئول الاول كرئيس المؤتمر الوطني حزب الجبهة الاسلامية وواجهتها السياسية .. اذاً الحوار الوطني يجب ان يتمحور حول تغيير النظام جذرياً .. والمعني بالنظام هو الجبهة الاسلامية التي حكمت لاربعة وعشرون عام وفشلت فشلاً زريعاً في ادارة وتنمية البلاد وحفظ وحدة شعبها وتوفير الامن والاستقرار والسلام ..
2. ان المجتمع الدولي ليس له الحق في التدخل في شأن السودان الداخلي .. ان كنا جادين في خوض حوار وطني جاد ووضع حلول شاملة للازمة السودانية .. يجب علينا ان نركز على بعض المحاور والمقومات الاساسية للحوار .. وذلك بتحليل مكونات الحملة والجهات الداعية للحوار .. من هم وماهي مصالحهم المباشرة وما هي اهدافهم في الحوار ؟؟؟ .. المجتمع الدولي الذي يصرح علناً بانه لا يريد ولن يسمح لاي محاولة لاسقاط نظام البشير الاسلاموي .. المجتمع الدولي الذي يهددنا بالتفلت الامني هو الذي كتب اتفاقية السلام الشامل واشرف على انفاذها .. الاتفاقية التي ادت الى انفصال الجنوب دون تحقيق اي سلام ولا استقرار ولا امن .. وهو الذي اشرف على الانتخابات المخجوجة التي من خلالها تم تحويل انقلاب الانقاذ الديكتاتوري الى نظام شرعي منتخب وسلمت السلطة لحزب البشير الاسلامي زوراً وبهتانا .. المجتمع الدولي الذي يشرف على حملات الابادة الممنهجة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق ويراقبها بالاقمار الصناعية دون القيام باي مجهود حقيقي لايقافها !! .. لماذا يتدخل المجتمع الدولي في شأن السودان الداخلي الخاص به .. وباي حق ؟؟ .. المجتمع الدولي الذي يحظر الشعب السوداني من الغذاء والادوية والعيش الكريم .. ويمد نظام البشير ومليشياته بالاسلحة والتدريب العسكري والدعم المادي والمعنوي .. المجتمع الدولي الذي ينادي بالحرية وحقوق الانسان ويعزز الديمقراطية لشعوبه في الغرب .. بينما يدعم نظام البشير الارهابي الدموي الحاكم في السودان وامثاله في الدول العربية .. ماهي مصلحة المجتمع الدولي في تفكيك السودان وفي تسليم السلطة للنظم الاسلامية الحاكمة بالقهر والقمع والاستبداد .. وماذا يستفيد المجتمع الدولي من نظام ينهب موارد البلاد ويبيعها دون الاستفادة من عوائدها في تنمية البلاد ورفاه المواطن ؟؟ .. اين تذهب مواردنا ولمن تباع ان لم تكن للمجتمع الدولي نفسه .. نحن نعلم من ما كشفت عنه الثورة لليبية من صفقات القذافي النفطية الخاصة مع الحكومة الفرنسية .. وعن اهمية النفط الذي كان سبباً اساسياً لغزو العراق بسبب امتناع صدام حسين من التعامل مع امريكا .. اين يقع السودان من حوجة المجتمع الدولي الماسة للموارد الاساسية الممثلة في النفط والذهب واليورينيوم ؟؟ .. السودان الذي تتوفر فيه 35% من مخزون الذهب العالمي و 37% من مخزون اليورينوم ؟؟ .. اين تذهب هذه الموارد دون علم المواطن السوداني ؟؟ .. وماهو ثمن الحوار الذي سيؤدي الى مشاركة جديدة وامداد جديد لعمر النظام ؟؟ .. وهل سيكون الثمن انفصال ثلث آخر من البلاد ؟؟ ..
3. المعارضة السودانية فاقدة لشرعيتها في تمثيل الشعب السوداني .. فالنبدأ بتحليل مكونات القوى السياسية التي تم الاتفاق معها او تم دعوتها للمشاركة في الحوار مع المؤتمر الوطني .. والتي تتمثل في المجموعات التالية: حزب الامة القومي برئاسة الامام الصادق المهدي حزب المؤتمر الشعبي برئاسة الشيخ حسن الترابي حزب الاصلاح الآن برئاسة د. غازي صلاح الدين الحزب الاتحادي الديمقراطي (الاصل) برئاسة محمد عثمان الميرغني الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) برئاسة جلال الدقير الحركة الشعبية قطاع الشمال بنائب رئيسها ياسر عرمان اولاً .. ان المجموعات الاسلامية ستشكل الغالبية العظمى داخل المجموعات المشاركة في الحوار وفي النظام .. فهي بالاضافة للمؤتمر الوطني ستمثل الجبهة الاسلامية بكل ثقلها واجنداتها المعروفة ولن يثمر ذلك لاي تغيير حقيقي .. ثانياً .. ان جميع هذه الاحزاب والمجموعات المشاركة ليست مفوضة من الشعب السوداني للدخول في اي حوار او مفاوضات مع المؤتمر الوطني .. فهي مجموعات بعيدة عن الارادة الجماهيرية وفاقدة لثقة الجماهير في قدراتها وولائها للقضية الوطنية .. وان غالبية قيادات هذه المجموعات السياسية فاقدة للشرعية التنظيمية السياسية لعدم احترامها لاسس وقوانين الاحزاب والمؤسسية الديمقراطية .. مسيئة لارثها التاريخي ومهينة لكوادرها ومبادئهم السامية .. فارضة نفسها على جماهيرها متهربة من مؤتمراتها العامة محتكرة بذلك احزاب وهمية دون قواعد جماهيرية لتحتل بها خانة المعارضة .. احزاب تم اختطافها والهيمنة عليها من قيادات تشارك النظام جرمه وتقتسم اموال الشعب المنهوبة معه .. احزاب تؤمن بقاء هذا النظام وتتعاون معه باستضعاف وتفكيك المعارضة النزيهة وتحويلها الى كيانات خاملة ميتة لا حول لها ولا قوة دون تنظيم ولا قيادة .. ثالثاً .. اوجه الضوء على مشروع ضرب الكيان الاتحادي (حزب الوسط) وأسر الحزب وتشتيت الكوادر الاتحادية النزيهة واغتيال شخصياتهم السياسية .. الحملة الشرسة التي تشنها بعض القيادات التي تنتحل الهوية الاتحادية لاختطاف الاحزاب والمنشئات والادوات الاتحادية واحتكارها لتكبيل الاتحاديين الشرفاء من العمل بها تأميناً للنظام وحمايةً له.. نادي الخريجين نموذجاً حي لمركز الحركة الوطنية الاتحادية ومقر نشأتها التاريخي .. اليوم تم اختطافه لتقفل ابوابه ويمنع الاتحاديين من الاقتراب منه واستخدامه باي شكل ما .. ويتجرء هؤلاء بتسجيل مراكز ثقافية باسم "الاشقاء" وما شابه !! لا علاقة لهم بالاشقاء والاتحاديين فيها لا عن قريب ولا عن بعيد .. يتمادوا في وقاحتهم فيدعون للوحدة الاتحادية بعشم احتواء الكوادر الاتحادية والسيطرة عليهم وتكبيلهم عن العمل المعارض وكبح جهود الوحدة الحقيقية .. تلك الاساليب القبيحة التي لا تشبه الاتحاديين باي شكل ما .. المهينة لسيرة اباؤنا ورعيلنا الاول الذين كتبوا تاريخ هذا الحزب وهذا الوطن بدمائهم وارواحهم الآن يجرء السفهاء بتشويه مبادئهم السامية وتاريخهم الناصع .. ولكن هيهات .. فان هذه الانتهاكات والعمل التخريبي البغيض الممنهج لتدمير القيم والاعراف والمبادئ الاتحادية لايمكن الاستهانة بها والسكوت عنه .. ان المرحلة الراهنة التي تمر بها الاحزاب السياسية تعتبر مرحلة مفصلية تتضارب فيها الاجيال والرؤى والمفاهيم والمبادئ وحتى الاهداف السياسية وتتمايز فيها القوى السياسية بين مشارك ومهادن ومعارض .. وان المطروح السياسي الراهن مازال يبعد كل البعد عن ارادة ومطالب الجماهير وعن متطلبات العصر لبناء سودان جديد .. مازالت السياسة والفكر السياسي يبنى على مقومات تقليدية مرتكزة على الجهوية والتبعية الطائفية والعرقية .. وان كنا نؤمن بالديمقراطية لابد لنا ان نحترم اسسها ومبادئها في اتاحة الفرص للشباب لتجديد الفكر والدماء .. اعتقاداً منا في الحوار كمبدأ للحل السلمي نحن نعمل مع جميع القوي السياسية "الوطنية" للوصول الى حلول عملية آمنة ليس فقط لاخراج البلاد من الانهيار الشامل .. بل للحفاظ على ما تبقى منه في وحدة وسلام ووئام وحمايته من ايدي المعتدين .. ولكن الحوار مع المؤتمر الوطني المفروض علينا من الخارج لا يجدي وليس الهدف منه حل مشكل المواطن الذي هو الضحية والخاسر الاول في هذه الصفقات .. وان الحرية السياسية والمواطنة والامن والسلام .. والمشاركة السياسية في صنع الدستور والانتخابات هي جزءً من حقوق المواطن السوداني الابي .. لا يجوز ان يحرم او يقصى من المشاركة في صنع مستقبله .. بل واجب على الدولة كفالة حق المواطنين في التعبير عن آرائهم وخياراتهم السياسية .. وفي التعبير عن إرادتهم .. ولكن هنالك ازمة حقيقية في التمثيل السياسي .. فالمواطن السوداني اليوم اصبح منفصلاً تماماً عن الاحزاب السياسية التي فقدت مكانتها ومصداقيتها واحترامها في ساحة العمل السياسي الوطني وفي تمثيل المواطن وحماية حقوقه ومصالحه .. ولقد اصبحت السياسة آلية سريعة لعديمي الضمير والايمان والاخلاق للوصول الى خزائن الدولة والمال العام والاغتناء الحرام .. فغالبية الساسة اليوم معارضين كانوا ام حكام يعيشون في نعيم ورخاء مقارنة ببقية الشعب المنكوب .. ان ما تفتقده الساحة السياسية اليوم هو حزب "الحركة الوطنية" المتحرر .. التيار الوطني الجامع الذي يوحد السودان عشائر وقبائل وشعوبا .. ويضم المثقفون والوطنيون المتجردون من الضعف والفساد والمطامع الشخصية .. ويبنى على ايدي المناضلون من كل طيف .. من اجل استعادة العزة والكرامة والشرف والقيم الانسانية للمواطن السوداني النبيل وتمثيله وحماية حقوقه وتحرير هذا الوطن والدفاع عن كل شبر من ارضه وكل روح حية فيه .. ليس ذلك مجرد حلم بل هي الوسيلة والآلية الوحيدة لتحقيق الاهداف التي تبنى عليها الامم المتحررة ويؤسس عليها التغيير والاصلاح والبناء .. فلنقف وقفة واحدة قوية كما وقف شعب مصر الباسل لمقاطعة الاجندات الاجنبية التي تسعى لتحقيق مصالح الغرب الخاصة .. ولنقاطع اي دعوة للتعاون مع النظام لامداد عمره وانعاشه من الزوال .. ولنقاطع كل من يمد يده ويشارك هذا النظام المفسد باي شكل من الاشكال .. فالتجارب والمشاركات امامنا عديدة .. لم تحسن اي منها وضع المواطن المعيشي ولم تحد عن معاناته بشيئ ولم توقف الحرب ولم تحارب الفساد .. وان دستور 2005 الانتقالي دستوراً شامل لجميع والحريات وكفالة الحقوق والمواطنة والسلام .. ولكنه دستور "مركون" لايعمل به احد انما يسيطر على تشريعه الغالبية الاسلاموية داخل البرلمان .. علينا جميعاً اليوم ان نتجمع شعباً واحد وصوتاً واحد لرفض هذه المؤامرة والصفقات الرخيصة التي تملى علينا لانعاش النظام المنهار ودفعه لتكملة مشروعه التفكيكي .. وان كان البشير اميناً وصادقاً في السعي والبحث عن مخرج آمن وحل شامل لازمة البلاد فعليه ان يكسب الشعب ويعمل من اجله .. بدأً بحل الجبهة الاسلامية التي حكمت لربع قرن واوصلتنا لهذه الدرجة من التأزم والانهيار .. وعلى ان يستقيل البشير عن رئاسة المؤتمر الوطني الحزب المذهبي والواجهة السياسية للجبهة الاسلامية .. وان يقوم بتشكيل حكومة انتقالية قومية مكونة من خبراء (تكنوقراط) للعمل على نفاذ خطط علمية مدروسة لحل الازمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية .. مع الالتزام بحماية الشرعية الدستورية وسيادة القانون كأساس لنظام الحكم في الدولة .. وان لا يجوز تغيير النظام بأي وسائل قوة أخرى مخالفة لأحكام الدستور .. مع التزام الدولة بضمان نفاذ سيادة القانون على الجميع بدون استثناء .
عمر يحى الفضلي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.