وقفت أمام المرآة أكثر من نصف ساعة أتأمل نفسي... بعد أن قمت بتغيير تسريحة شعري أكثر من ثلاث مرات في أقل من خمس دقائق وسألت نفسي هل يمكن أن أكون ملكة جمال السودان... وما هي المواصفات الأساسية والمقومات التي تدفعني لأتقدم إلى هذه المنافسة وما شجعني كثيرا أن أغلب ملكات جمال العالم ربما لم يكن جمال الوجه هو السبب الرئيس الذي أهلهن إلى صعود منصة التتويج فهناك أكثر من صفة جمالية قد لا يراها الشخص العادي ولكن لجنة التحكيم ترى الكثير منها... وقلت بيني ونفسي التي شطح خيالها بعيدا في هذا الاتجاه.. لماذا لم تكن لنا مسابقة لاختيار ملكة جمال السودان... الجمال بكل معانيه العميقة والمستترة... ودلالاته الراقية والمهذبة.. فأنا دائما أقول إن النظرة المحتشمة للجمال هي أهم بكثير من المطالبة بأن يكون الجمال محتشما... وسألت نفسي بغباء ما هي الجهة المسؤولة التي يمكن أن أرفع لها طلبي ومطالبتي بإقامة مسابقة لملكة جمال السودان وفكرت كثيرا في أن أتصل ببعض الأصدقاء ليدلوني عليها.. وقد تذهب بعيدا بخيالك وتقول إن الرغبة الملحة والأكيدة عندي هدفها أن تجتمع بنات جنسي في قاعة كبرى في احتفال كبير (ربما) نقدم فيه الدعوة لسيدة مرموقة ولا بأس أن يشرفه بعض الوزراء.. وتتناقله وسائل الإعلام. لكن آسفة أن تكون الرغبة هذه أنجبها مخاض غيرة حقيقة بداخلي.. فنحن معشر النساء توجد بيننا الغيرة والتنافس وحب الذات وحب الظهور وحب لفت النظر وغيرها الكثير من هذه النواقص التي نعترف أحيانا بها لكن ما كنت أدري أنني سأغير من (غنماية) قدمت لها في هذا اليوم وجبة دسمة وربما شربت كوبا من عصير البرتقال حتى تبدو بشرتها ناعمة وليس بعيدا أن تكون وضعت دلالا على عينيها حتى تبدو أكثر جمالا واتساعا.. هذه الغنماية وقفت لتنافس في مسابقة ملكة جمال الماعز بالسودان (هذا الحلم الذي ظللت أحلم به أنا) ولم أجده. فحلمي أن أدخل مسابقة في السودان للمنافسة على لقب ملكة جمال السودان فضلا أن أكون أنا المختارة أو التي تختار.. لا فرق.. لكن هيهات هذه الفرصة وجدتها تلك الغنامية التي وعندما وقفت أنا وهي وجدت أن ليس فيها لمحة جمالية واحدة واحتقرت رأي اللجنة التي اختارتها ملكة جمال. فقبل ايام شهدت "قاعة الصداقة" في الخرطوم المسابقة الأولى من نوعها في البلاد لاختيار ملكة جمال الماعز في البلاد، حيث نالت اللقب عنزة أردنية مالكها سوداني. وقال موقع سوداني نقل الخبر عن موقع "الجزيرة نت" على الإنترنت وهذا يؤكد أن الحسرة ليست على ما تشهده القاعة من اكتظاظ نسوان أقصد الأغنام الحسرة أن ضعف إعلامنا السوداني يعكسه نقل وتداول هذا الخبر وواصل الموقع أن المسابقة أشرف عليها وزير الزراعة بولاية الخرطوم، بحضور عدد من ممثلي الدول العربية، ومسؤولين ومهتمين بتربية الماعز، بهدف تشجيع تربية الماعز الشامي، وإدخال سلالات جديدة للبلاد. واقتصرت بداية المسابقة، على اختيار أفضل فحل وعنز شاميين بشروط، كالعمر والنظافة والطول، وشيء من مزايا جمال تراها لجنة المسابقة.. (شوفو اللقتها الغنامية). ووفق اللجنة، فإن الطول ودوران الرأس وبياض العينين واستدارة الضرع، تدفع بصاحبتها من الماعز إلى مرتبة متقدمة، وربما اعتلاء منصة التتويج... هذه المواصفات بالضبط هي التي أججت فيني نيران الغيرة وجعلتني أقف أمام المرآة طويلا... لكن بربكم أهي مسابقة أغنام شهيرة... أم هي سابقة أشهر جعلت أن لا اختلاف بيني أنا والغنماية؟؟. طيف أخير: سخرية القدر... أن نسخر يوما من أنفسنا. [email protected]