خرجت علينا ما تسمي هيئة علماء المسلمين بتساؤلها وإستغرابها من إستمرار عمل ونشاط الحزب الشيوعي السوداني ، ونحن نعلم تماماً أن هذه الهيئة تؤتمر بأمر السلطان فهي تصرح وتفتي بما يرضي السلطان وتخرس تماماً عن ما يغضب هذا السلطان ... وتساؤلها عن سر إستمرار نشاط الحزب الشيوعي وراه دوافع سياسية وهي تري حسب محدودية تفكيرها أن مثل هذه التصريحات والتلميحات يمكن أن تخيف الحزب الشيوعي وتجعله يتراجع عن موقفه المعلن من النظام وموقفه من التفاوض معه !!!! ونقول لهذه الهيئة ومن يقف وراها ومن يدعمها وينفق عليها ومن يوجهها بأن حزباً مثل الحزب الشيوعي السوداني جذوره مغروسة داخل التراب السوداني وداخل وجدان الشعب السوداني لفترة تجاوزت النصف قرن من الزمان لا يمكن أن تخيفه وترعبه مثل هذه الترهات . أن سر بقاء وإستمرار الحزب الشيوعي السوداني في الوسط السياسي والمجتمع السوداني هو ذات السر الذي إقتضي وجوده وظهوره في المجتمع السوداني قبل أكثر من خمسين سنة مضت ... وأن الحزب الشيوعي منذ بداية تكوينه قاتل بضراوة من أجل إخراج المستعمر وتحقيق الإستقلال وقدم في سبيل ذلك تضحيات كبيرة تشهد عليها مكاتبات وزارة خارجية المستعمر ..... وظل منذ ظهره يدافع عن حقوق الطبقة العاملة والغالبية العظمي من جماهير شعبنا التي رزحت كثيراً تحت نير الإستعمار ومن بعده الإقطاع وأعوانه ، وهو من رفع راية المساواة في العمل السياسي وأول من دافع عن حق المرأة في الترشيح والإنتخاب عندما كان اليمين يرفض ذلك من منطلقات دينية !!!! والحزب الشيوعي هو من وقف مع حق المرأة في الأجر المتساوي للعمل المتساوي عندما كان أمثال هيئة علماء السلطان يضطهدون المرأة ويعترضون علي خروجها للعمل وممارسة العمل السياسي .... الحزب الشيوعي درس الواقع السوداني جيداً ووضع الحلول لمشكلاته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفنية وساهم بقدر المستطاع في توصيل وجهة نظره ، وإلتزم جانب الجماهير ودافع عنها وعن حقوقها ولم يخنها أو يتراجع عن مبادئه ودفع في سبيل ذلك ثمناً غالياً ... ولذلك تمسكت به جماهير الشعب السوداني ودافعت عنه كما دافع عنها وحمته عند المحن ولم تتركه وحده وقدمت له كل ما يحتاجه وبكل شجاعة كما حماها وضحي من أجلها ... هذا هو سر بقاء وإستمرار نشاط الحزب الشيوعي السوداني . هل فهمتم ؟؟؟؟!!!!!! عثمان حسن صالح (المحامي) [email protected]