بعثت لي ذات يوم الكاتبة واﻻخت والصديقة : «ر .خ » التي اختارت *التّعبير باللّغة عن هواجسها، والتي شقّت طريقها نحو الكتابة كمن يقفز من علوّ شاهق بدون مظلّة. **** فقد كبّلها الزّواج الّذي يعدّ في أعرافنا الشرقية المرأة* كائنًا بﻼ روح، بﻼ رغبات، بﻼ عقل. **** تنام في بيت هربت إليه من بيت الزّوجيّة بعد أن تعرّضت لضرب مبرح تسبّب كسورًا في الجمجمة، ( 45 ربطة بعد العملية)* و كسورًا في الذّراع والكتف... أجريت لها عمليّات جراحية عدّة وعادت من الموت بمعجزة إلهيّة...(أو نجت من الموت بأعجوبة).* أما المتسبّب في هذا الحادث المأساوي فهو الرّجل الّذي أعدّته دائمًا حبيبها وحاميها ورجلها، زوجها الكريم. * قبل تعرضها للضّرب كان آخر ما كتبته على صفحتها "فايسبوك": بعض الحبّ خلق لنا، وبعضه خلق ليقتلنا" ... هذا ليس موضوعنا اليوم لكن سنعود له مرة أخري حتمآ* الكاتبة المعروفة والمدافعة عن حقوق اخواتها واخواتنا -بنات حواء - بعثت لي رسالة توضح فيها العﻼقة بين المرأة والقلم ! قالت فيها » أزرع قلبآ تحصد أدبآ « المقؤلة هذه تحديدآ أرجعتني وذاكرتي زمنآ .. أيامي والحركة اﻻسﻼمية حينما كنت نائبآ لرئيس اﻹتحاد بالجامعة ورئيس تحرير صحيفة اﻻسﻼميين وقتها عمودي كان إسمه «بريق العابرين» أتحدث فيه عن أدب الجهاد والموروث الثقافي والمشروع اﻹسﻼمي ! بعد عام وفي الصحيفة نفسها أصبحت أسير العيون الناعسة والصوت المخملي تغير اسم العمود « نص كلمة » وقال البعض وقتها « الشيخ إتمسخ » حينها مرني طيف شاعرنا العمﻼق نزار قباني وهو يردد : يا وطني الحزين حوّلتَني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين لشاعرٍ يكتبُ بالسكين ! داخل النص : هديتي لقراء الوطن قصيدة من كلماتي واتمني منهم أن يعذروني فيها فهذه هي *المرة الثانية التي احاول فيها كتابة الشعر العامي .. مدخل : بنادي عليكِ وبنده ليكِ تعالي كفاني لهبة نار* تعالي نرجع الخطوات* تعالي نكمِل المشوار* تعالي نسدو درب البين* تعالي وشيلي حقِك تار* تعالي وطلي في دنياي* تعالي وفتحي النوار* وأنا الراجيكِ حتى الموت* تعالي اقلبي ليلي نهار* م اسمك معاني اللين* ليني علي نُص مِقدار* وﻻ شبهِك قساوي الريد* تعالي حياتي كلها بيك* بﻼك ما عندي تاني خيار* ملاكي ارجوك سامحيني* خصامِك لي واقد النار* آسف عد خﻼئق الله* عدد ما نقطت أمطار* آسف عد حروف الشوق** عدد ما فاضت اﻻنهار* بأسف قدر ما أخطيت* قدر ألم النوى البتار* بأسف قدر ما يرضيك* قدر ما نورت أزهار* بأسف وخاطري فيك مكسوف* عدد ما قٌدمِت اعذار* بأسف قدر حبي أنا ليك* عدد ما فرقت أقدار* بأسف قدر املي انا فيك* قدر ما أشرقت انوار* راجيكِ يوم تحني إلي* تجيني تفتحي اﻷبصار* تعالي وغيريني معاك* تعالي و ألفتي اﻷنظار* حبك فيني حي مغروس* شاغل بالي واﻷفكار* خالد فيني زائد يوت* وريدك مافي منو فرار* تعالي وقولي شرطك لي* أبصم ليكِ يمشي قرار* وآخر مره سامحيني* ما تديني تاني إنذار اصلي انا ما بريد غيرك* وﻻ بتعمر بﻼكِ ديار* ليني علي يا عمري** وخلينا نكمل المِشوار مخرج : أتمني أن تكون نالت ولو القليل من اعجابكم،ونعود المرة المقبلة لنكتب عن القلم والعصا، وحكاية كاتبة ضربت حتي الموت،لكنها أبدعت حد السكات ! عمود : (عتمة ونور ) صحيفة الوطن السودانية .. [email protected]