( أرحل شمالا إلي صوارده ورديات 1 ) منذ زمن بعيد وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي بدأ ولهي بهذا الفنان الموهوب ، الفنان الذي وهب حياته من أجلنا لنهيم بفنه في ظلمات الليالي الحالكة وكلماته المنتقاة أما موسيقاه فحدث ولا حرج ، فالتحية مقرونة باسمي آيات الحب والجمال للفنان الموسيقار عبقري زمانه الأستاذ / محمد عثمان حسن وردي فنان السودان الأول وبلا حرج وبلا منازع وأثبتت كل ذلك موسيقاه ، ألحانه ، الكلمات الرصينة المنتقاة ، رحل بنا في عالم بعيد الوصول والمنال إلا معه بهذا الفن الرائع المفعم بالجمال والجمال المتكامل .. كما علمت من أم درمان ولد فناننا بجزيرة وارفة الظلال وسط نهر النيل الخالد بخلود الأيام سميت بصواردة ( فحرف الصاد .. صبرت وإستنيت كثير أمني نفسي وأقول بكرة الجنة .. ما تخجلي يالسمحة قولي استعجلي عطشت قلبي كل يوم تتجملي أديني كلمة وسامحيني وطولي ... وحرف الواو .. وتلقي فيها النيل يلمع في الظلام ذي سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام تنزل هناك وتحي ياطير باحترام ... وحرف الألف .. أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا للذي أصبح شمسا في إيدينا .. وحرف الراء .. رحلت وجيت في بعدك لقيت كل الأرض منفي .. وحرف الدال .. دموع الحسرة في عيني أخفيها ونار الشوق أقول الصبر إطفيها ... وحرف التاء.. تمر المحنة ذي ضل السحابة حروف إسمك نغم يسدل غلابة .. حروف إسمك بشارة خير حبابة ... بدأ هذا العشق والوله يتعلق بخاطري منذ زمن بعيد .. وأول مرة ألتقي بفناننا القامة العريق بحفل جامعة الخرطوم في أوائل الثمانينات من القرن الماضي وكان ذلك بمناسبة تكريمه وتقليده لوشاح الإبداع ، وعلقت بذهني هذه اللحظات العطرة وأبت نفسي إلا أن تجود بهذه القصاصات من الحروف علني أكون وفيا لهذا العملاق في تاريخ الفن السوداني والقصيدة هي يا من تغني بالحسن فأبدع النفس وأطرب وأذاب الجرح القديم بالنغم وأعذب لك مني تحية الأوفياء مقرونة باللحن المعجب تهدي لمن أضحي بنفسه لسعادة المكلومين وأطرب لك وشاح الخلود تحية لمن أوفي ووهب وردي ياغنوة أنشدها التاريخ في ليل أطل غنيت بأمجاد أبطال كانوا غرسا للغد الأصيل بدأت مع الخليل ونخيل حلفا الجميل طرزت أكتوبر وشاح النصر الأصيل عانقت سماء الخلود مع الحنين وإسماعيل وشدوت للحرية بمنظوم جميل غنيت للخرطوم ودارفور والنيل وجوبا وشندي وصوارده والثغر الأصيل لم تنسي كرري والمك النمر والحبوب والليل للوطن قطعت البيد وعبداللطيف بجنب عبدالفضيل إن الحرف لن يفي بعيد الشموس والقمر لن ينطفي ببعد النفوس والسحر عندك إلهام فنان في الزمن العبوس وأتمني أن يجد هذا الموضوع القبول من أستاذنا الكبير محمد وردي وأتمني من الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يروي ظمأنا بوردياته الرائعة المتجددة دوما والمؤثرة بطيات قلوبنا ... والتحية للأستاذ وردي ... عوض الجيد إبراهيم البشير الشيخ الجزيرة الشبيراب ( نورت وفي الحفلة جات ورديات 2 ) إلحاقا لموضوع البداية ( وإنت منك لا بداية .. وإنت منك لانهاية ) ولأغنية الحنينة السكرة ذكريات عطرة في خاطري وأريد من القاريء أن يتابع معي جيدا لأرسم له تلك اللوحة التي علقت بخاطري وأنا طالب في العقد الثاني من العمر وحدثت تلكم الخواطر في خريف العام 1979م حينما كنت طالبا بمدرسة حنتوب الثانوية العليا ، وبينما نحن نتسامر بحدائق حنتوب الغناء الجميلة الوارفة الظلال المخضرة دوما وألوان الهداهد الزاهية الجميلة متكئة علي الأغصان اليافعة المخضرة الوارفة الظلال بينما صوت القماري الحاني الصداح يشدوا نغما جميلا ويسترعي إنتباهنا .. وتتخلل تلك اللحظات نسمات النيل الممزوجة بأريج الزهر وعطوره الفواحة العطرة المميزة التي تسعد النفس وكذلك ميادين حنتوب الجملية ولم يذكر إسم حنتوب وإلا وكان مقترنا ب ( حنتوب الجميلة ) وفعلا هي جميلة بمعني الكلمة والحقيقة تطابق الواقع لأنها واحة ورافة الظلال علي شط الأرزق الدفاق يزينها ألقا وجمالا ونضرة ... وكذلك مبانيها القخمة العريقة وميادينها الفسيحة المخضرة التي توهب الهناء والبهجة لناظرها ..ورغم هدوء المكان .. يترامي إلي مسامعنا صوت عذب وموسيقي قوية النغم ينقلها لمسامعنا صدي الأزرق العاتي .. نورت وفي الحفلة جات يالله غنن يابنات .. للفرح للأمسيات ..أستوقفني ذلك الصوت الشجي والموسيقي المتفردة الحالمة ويأتي هذا الصوت من الجانب الآخر لضفة النيل الأزرق عبر سيارة دعائية لحفل ما في مدينة وادمدني .. فأكون صادقا فالصوت شجي والنغم عذب والكلمات والموسيقي واللحن تتسلسلان لمسامعنا في تماذج يقف الإنسان حائرا أمامه .. فصوت الموسيقي واللحن عبر النيل الأرزق الدفاق وإنعكاس الصدي يمثل لك لوحة متموجة ترتفع وتنخفض في حراك راقص دائم كالموج في حراكه مزينا بأشعة الشمس الذهبية البراقة والتي تضفي عليه بريقا وألقا وجمالا ... وتترامي لآذاننا تلك الموسيقي الحالمة فهي كالناظر للأمواج في حركتها فهي تقترب ثم تبتعد لتقترب ثانية وهكذا ... موسيقي رنانة تهتف شجنا وعشقا وولها .. ذلكم هو الفن الرائع .. الإبداع الأصيل .. الجمال ذو الشجون .. للأستاذ ذو الحس المرهف والفن الرائع البديع ( أبو الورود كلها ) وكلنا يعلم ما للورود من جماليات وألوان زاهية وروائح عطرة ومناظرها البديعة هي التي تجلب للنفس الهناء والسرور والبهجة في كل زمان فهي تعني أريحية النفس .. ومناظرها الخلابة تملأ المكان عبقا وعطورا زكية فالتحية موصولة لعملاقنا وردي وإنني مهما رسمت من أحرف وتعبير لأصف ذلكم العملاق أجد نفسي محتارا عن الوصف .. فالتحية لفنانا العريق المبدع الرائع ، وأتمنى أن يجد هذا الموضوع القبول من أستاذنا الكبير محمد وردي ..وأتمني من الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يروي ظمأنا بوردياته الرائعة المتجددة دوما والمؤثرة بطيات قلوبنا ... والتحية للأستاذ وردي... عوض الجيد إبراهيم البشير الشيخ الجزيرة الشبيراب 12.07.2007 [email protected]