تطور مفاجيء في علاقات دولة قطر مع دول الخليج العربي،المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين تقرر سحب سفرائها من قطر دون حدوث ما يلزم ذلك بهذه السرعة المفاجئة في القرار،وفي زمن وجيز ترد قطر بأسفها على الخطوة،إلا أنها قالت لن تسحب وزرائها على الأقل حالياً،تطور الأزمة بين دول الخليج العامل الأكبر فيها هو مواقف هذه الدول تجاه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والذي بات جزء من الحكم في المنطقة العربية وربط نشاط هذا التنظيم بالأمن القومي لهذه الدول وما يترتب على ذلك فيما يتعلق بأمن الخليج العربي ككل،قطر لا تخفي دعمها واحتضانها الكامل للجماعات الإسلامية بالمنطقة العربية وبعض من الأفريقية،وهذا شأن لا يخص دولة قطر لوحدها،والإمارات والسعودية باتت منذ فترة ليست طويلة في مواجهة مكشوفة مع الجماعات الإسلامية وبالأخص جماعات الإسلام السياسي الصاعدة إلى الحكم ونشاط هذه الجماعات يساوي مباشرة خلخلة أمن الخليج من وجهة نظر السعودية والإمارات ولو أن هذه الخطوات باتت واضحة ومتسارعة منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي،إلا أنها تجلت مع بداية الربيع العربي الذي صعدت بعده هذه الجماعات الإسلامية إلى الحكم ،إلا أن أحداث مصر وضعت النقاط فوق الحروف. قطر جزء لا يتجزأ من الخليج،وأمن أي دولة من هذه الدول هو أمن الخليج،لكن ربط الأمن القومي بنشاط الجماعات الإسلامية ربما تنقصه حنكة أمنية،وربما تعود هذه الخطوات بنتائج سالبة على أمن الخليج إن لم تدرس هذه الدول طبيعة نشاط التنظيم الدولي بعد حظره،إن تم حظره،لكن هناك سؤال مهم،هل هي حرب على التنظيم لأجل إنهائه كلياً،أم أن هذه الدول تخشى موجة التغيير خاصة وأن طبيعة الحكم فيها تختلف عن طبيعة الحكم في باقي الدول،فكلها ممالك لا تعتمد صناديق الاقتراع ولا تُقر حتى بالنشاط السياسي،وهي تعلم متى ما صعد الإسلاميون إلى الحكم سوف تلحق بهم موجة التغيير خاصة وأن الجماعات الإسلامية قادرة على الانتشار بضبط تنظيمها المعلن والسري وتنجح في ذلك مدعومة بخبرة كوادرها الأمنية،السعودية استبقت كل ذلك بإصدار قانون الإرهاب ولو تمعنا في مواد هذا القانون،هو ليس فقط يحاصر الكوادر السعودية المتشددة النشطة خارج بلادها،هو أيضاً ضد كل من يطالب بمجرد المساس بتغيير النظام الملكي في السعودية،والمساس بالملك خط أحمر،هذه الدول ذات الطبيعة النوعية تخشى التغيير حقيقة،والسعودية والإمارات بدأت تقتنع تماماً أن ما سُمي ربيع عربي هو مجرد فوضى لطالما أنه يأتي بالجماعات الإسلامية التي تمنح نفسها كامل الشرعية في التدخل في شؤون الغير،وتريد أن توصل هذه الرسالة،يساعدها في ذلك أن الوضع الآن في دول الربيع العربي لا يُغري بالثورة لأجل التغيير،هي معركة كبيرة تقودها السعودية والإمارات وتريد أن تنضم قطر،ولو انضمت هذه الدولة الصغيرة الكبيرة،ربما تنقلب المعادلة في المنطقة. = الجريدة [email protected]