تعالت أصوات بعض السودانيين في مسيرة احتجاجية أمام السفارة المصرية احتجاجا على اصدار الحكومة المصرية حكما بالاعدام على 529 اخواني ... وكان من ضمن الهتافات (لن نذل ولن نهان جيش محمد في الميدان)و(لا شرقية ولا غربية عمالة صهيونية)... لقد استوقفني الهتاف (لن نذل ولن نهان جيش محمد في الميدان) ... وسألت نفسي : متى أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جيشا ليحارب المسلمين؟؟!!! ولا يمكن أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبما نعرفه عنه بما وصفه به رب العزة والجلالة :( وانك لعلى خلق عظيم) وبأنه الرحمة المهداة, والنعمة المزجاة, ومن دعا الله على بصيرة , وألهم الحياة الراشدة النقية التقية المنيرة, ومن نافح وكافح لاعلاء كلمة الله بالحق, وهدانا لنعبد الله الواحد , وأمرنا بصلة الرحم, والأخلاق الحميدة وفعل الخير , وترك الفجور والمعاصي, وعدم ايذاء الناس ... كل ذلك كان بالحكمة والموعظة الحسنة, وسيبقى لنا صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة حسنة... ولا ننسى أن الاسلام قد حث على الرحمة مع غير المسلمين , وعلى التسامح في الاعتقاد والعبادة, و على حرمة أذيتهم, وظلمهم في أموالهم وأعراضهم, وعلى افشاء السلام بيننا وبينهم ومصافحتهم واكرامهم, وحلل لنا ذبائح أهل الكتاب, ومعاملتهم في البيع والشراء والتجارة والاجارة وغيرها من المعاملات ... اضافة الى: أخذ العلوم عنهم وتعلم لغتهم والتداوي بأدويتهم والتزاوج منهم... كل هذا يدعو الى التعايش السلمي في الحياة, وينافي ما تقومون به مما يدعو للفرقة والشتات, والتناحر بينكم كمسلمين... الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل جيشا ليحارب المسلمين, بل كان رحمة للعالمين, بينما أنتم تقتلون الأطفال الأبرياء والشباب العزل المسالمين , وتذلون وتظلمون الناس وتأكلون حقهم بالباطل وتزعمون أنكم على خلق ودين... الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصي جيشه بألا يقطعوا صفقة من شجرة, وأنتم تقطعون أوصال الناس... وكان يدعو لأن يتساوى الناس وأن يتعايشوا في سلام ففرقتم بينهم... لقد كانت آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم: أن استوصوا بالنساء خيرا فقمتم بضربهن واغتصابهن ... انكم تعصون أوامره وتهملون وصاياه وتخادعونه وتخادعون الله: فلا يجوز لكم أن تسمون جيوش البغي والطغيان باسمه ... واستغفر الله وأتوب اليه ... [email protected]